كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة التاسعة (ملف اغتيال نبيل القعيطي.. صدمة خبر اغتياله على مستوى الإعلام العربي)

“لقد كان القعيطي يحمل كاميرته دائماً ترافقها ابتسامته الدافئة ولم يحمل سلاحاً قط فلماذا قتلوه؟!”. (خالد ابراهيم، مدير مركز الخليج لحقوق الإنسان).
“ليست عدن وحدها من ودع للتو نبيل القعيطي، الجنوب العربي والعالم كله ودعوا الفارس النبيل…”. (الروائية والمحللة السياسية العربية نورا المطيري).

الروائية والمحللة السياسية العربية نورا المطيري
كما أحدث اغتيال الصحفي نبيل القعيطي صدمة كبيرة في الشارع الجنوبي، نال اهتمام كبير على المستويين العربي والعالمي، وعلق مسؤولو وكالات عالمية، والاتحاد الدولي للصحفيين، وكذا خبراء ومحللون عرب على الاغتيال”، هذا بحسب صحيفة “عدن تايم”، وفق ما رصده الصحفي فتاح المحرمي.
وعن هول الصدمة وفاجعة الخبر في الوسط الإعلامي العربيخاصة على أصدقاء الشهيد ومحبيه يقول الإعلامي الإماراتي جمال الحربي: ‘أيادي الغدر والخيانة تغتال الزميل المصور والإعلامي نبيل القعيطي قبل ساعات في عدن، هزمتهم إعلامياً بسلاح الكاميرا والصورة، فاغتالوك غدراً أيها النبيل، رحمك الله يا صديقي ولا نامت أعين الجبناء، أبكيت الخونة كثيراً بكشف أكاذيبهم، وأبكيت الأوفياء اليوم باغتيالك الغادر”، ويمثل قوله قال لإعلامي حمد المزروعي” إلى جنات الخلد يا نبيل القعيطي، ولعنة الله على من اغتالك”.
وهكذا نجد في الوسط الإعلامي العربي الشجب والتنديد واللعن على القتلة هو الطاغي، خاصة على ألسنة وكتابات محبي الشهيد وأصدقائه الصحفيين والكتاب العرب، كما نجد اتفاقاً عاماً بينهم على أن جماعة الإخوان المسلمين هم وراء هذه الجريمة، لكننا وجدنا بالمقابل صمتاً مطبقاً خيم على وسائل الإعلام العربية وقنواتها الفضائية إلا ما ندر، وعن الأمر الأول يقول الكاتب والصحفي السعودي سامي العثمان، ضمن مقال له تحت عنوان “البوعزيزي القعيطي يحرر الجنوب” ينعي من خلاله الشهيد، ويسرد فيه نهج جماعة الإخوان التكفيري في تصفية خصومهم، وآخرهم وليس بالأخير الشهيد نبيل القعيطي بحسب قوله، وعد العثمان الشهيد القعيطي ضمن خمسة زعماء عرب اغتالتهم أيادي الإرهاب الإخوانية، على رأسهم بحسب وصفه “النقراشي باشا رئيس وزراء مصر اغتالوه في عام 1948 م، ومحاولة اغتيال جمال عبدالناصر، واغتيال رئيس مصر أنور السادات عام 1982م، واغتيال فرج فوده عام 1992م، واغتيال النائب العام هشام بركات، واغتيال الإعلامي البارز زميلنا نبيل القعيطي 2020م”، وأضاف العثمان ناعياً الشهيد بكلمات الفخر والاعتزاز: “رحم الله شهيدنا البطل والزميل العزيز الإعلامي نبيل القعيطي الذي ضرب أروع مثال في البطولة والتضحية بكل شيء في سبيل “وطن”، وألهمنا الصبر والسلوان، وسيبقى نبيل رمزاً شامخاً في جبين الأمة العربية، وشهيد الصحافة الحرة، وستبقى ابتسامتك تلك إعلان قوي لقرب استعادة دولتكم التي استشهدت من أجلها”.
وعن الأمر الثاني الخاص بصمت وسائل الإعلام العربية، وعلى رأسها القنوات الفضائية العربية الكبيرة، تصرخ الروائية والباحثة السياسية العربية نورا المطيري بوجه هذا الإعلام العربي المزيف والمخترق من الإخوان قائلة”لا يصمت سوى الجبان الخائف المرتعد”، وأضافت “مع أن كثيراً من المؤسسات العالمية تطرقت إلى هذه الجريمة البشعة، إلا أنا لم نجد مؤسسة عربية واحدة، إعلامية أو غير إعلامية، تدين ذلك العمل الإرهابي..! معقول؟”.
وبهذه اللغة الاستنكارية والغاضبة على الصمت الإعلام العربي كتبت المطيري مقالها ذائع الصيت، الذي يحمل عنوان “نبيل القعيطي.. دماء لم تبرد بعد”، منددة فيه بمقتل القعيطي، وتستهجن الصمت المطبق الذي خيم على وسائل الإعلام العربية، مهاجمة فيه الأصوات الإخوانية الناعقة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تهاجمها وتصفها بالمراوغة بسبب موقفها الصلب وعدم صمتها في حادثة الاغتيال وتضامنها التام مع الشهيد وأسرته، مستهلة الحديث بالقول: “يقولون إنني مراوغة، ويقولون أيضاً إنني أعمل حسب أجندات معينة، الموضوع أبسط من ذلك بكثير، ولا يحتاج كل ذلك التمحيص والاتهامات، فإما أنك مع الإخوان والجماعات الإرهابية والإسلام السياسي المتشدد، كالقاعدة وداعش وغيرها، وإما أنك تقف في الجانب الآخر، تعلن رأيك بوضوح أو تصمت، ولن أصمت، هذه الرسالة رسالة مكافحة الإرهاب بأشكاله المختلفة، وما تتضمنه من رسائل فرعية، سواء محاصرة التشدد، أو كشف الولاء الأعمى لقيادة التنظيم ثم للمرشد وللمنهج الموضوع والمحبوك بغرف مظلمة، وكذلك فضح التآمر المدمر، بين قوى الإرهاب المختلفة والداعمين والممولين والموجهين، ليست فرض كفاية، بل فرض عين على الكاتب والمؤسسات الإعلامية، كما هي على الجنود المخلصين تماماً، هل تصبح مراوغاً إذا قمت بإعادة نشر أو تأكيد ما يعترف به صراحة من يدعم ويمول الإرهاب؟ قطر مثلاُ، لا تُخفي أبداً دعمها المطلق، المادي والإعلامي لاحتلال تركيا سوريا، وكذلك دعم أردوغان في نقل المرتزقة الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، فكيف تصبح تعمل لأجندات معينة، إذا قمت بنقل هذا الخبر”.
وأضافت “الأسبوع الماضي، شهدنا فاجعة كبرى، امتدت يد الغدر والطغيان الإرهابي لاغتيال الزميل الصحفي نبيل القعيطي في عدن، وهو صحفي يحمل كاميرا ويسجل وقائع حرب، بين الجنوبيين والإخوان الإرهابيين، لم يمسك الراحل المغدور يوماً ببندقية أو مدفع، ومع أن كثيراً من المؤسسات العالمية تطرقت إلى هذه الجريمة البشعة، إلا أنا لم نجد مؤسسة عربية واحدة، إعلامية أو غير إعلامية، تدين ذلك العمل الإرهابي..! معقول؟ كيف يصبح الحديث مراوغة، والصمت والتجاهل حكمة؟ يا سادة جريمة اغتيال نبيل القعيطي، الذي لم تبرد دماؤه بعد، هي نموذج حي على الجنون والتآمر الإرهابي، الذي تنتهجه الجماعات الإرهابية في الجنوب العربي، فلا تفهم مثلاً متى وكيف يتآمر الإخوان مع القاعدة وداعش، وكذلك مع الحوثية الإرهابية، وينفذون أجندات أمراء الحرب الذين يجلسون في أنقرة وطهران والدوحة، وحين تتحدث عن ذلك، أو تلمح إليه، وتتساءل عن الإرهابي المجنون الذي قتل نبيل، تقوم القيامة، طبعاً قيامة رقمية هشة، لكنهم يحاولون إلحاق الأذى بك، لإجبارك على الصمت، لا يصمت سوى الجبان الخائف المرتعد”.
وكشفت المطيري عن الأدوار التي يلعبها الإخوان في إرهاب الناس إعلامياً قائلة “في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر مثلاً، يترصد الإرهابيون كل تغريدة تنتقدهم أو تتطرق إلى أعمالهم، أو تنبه من مخاطرهم، لديهم جيش من الذباب الإلكتروني الإرهابي، يعمل في اتجاهين: من ناحية يروج لأهدافهم وجنونهم وإرهابهم الفكري، ومن ناحية أخرى يهاجم كل من يحاول كشفهم وفضح مؤامراتهم، وبالطبع يخاف الناس ذلك الهجوم المبرمج، كتّاباً وإعلاميين ومؤسسات إعلامية، يخشون ذبابة إلكترونية عقيمة، أقصى ما لديها هو الشتم والسباب وتوزيع الاتهامات التي يكتبها إرهابي آخر يجلس مرتاح البال في وكره الذي يعجّ بالخيانة والمكر”.
وبعد هذا الكشف ختمت المطيري مقالها بالقول “ليت من يقرأ هذا المقال يشرفني بزيارة صفحتي على تويتر، حين أنشر مقطعاً منه، ويرى بأم عينه ما يحدث على أرض الواقع الافتراضي، حيث يجد ما تم وصفه هنا بدقة متناهية، لكنه لن يفهم أبداً سبب مهاجمة ذبابة إلكترونية لكاتب يتحدث عن جريمة اغتيال صحفي، وتتساءل الذبابة بوقاحة: “أيش دخّل أمك باليمن؟ هذا نبيل إرهابي..! .. أنتم تنفذون أجندة جزر الواق واق..!”، فيعتقد الإرهابي الذي يكتب كل تلك التعليقات، ثم يذهب لقبض مكافأته، أنه قد أنجز المهمة، وقضى على الحقيقة، الحقيقة يا سادة كيف ننسى صورة نبيل القعيطي وأطفاله الذين تيتموا، وصور جميع الأبرياء الذين راحوا ضحية الإرهاب في سوريا وليبيا ومصر والعراق وفلسطين وباريس وفي كل مكان في العالم؟ هل نسي أحد مثلاً صورة “محمد الدرة” الذي اغتاله المجرمون في العام 2000، وضح النهار؟!