صحيفة عدن الغد وصاحبها.. كيف ظهرت ومن هي الجهة التي تصدرها

صحيفة عدن الغد هي صحيفة ممولة من قبل إدارة التوجية المعنوي لجيش عفاش، ولعب علي الشاطر وعبده بورجي حينها دوراً مميزاً في تبنيها وتمويلها واصدارها بمباركة الرئيس علي عفاش، فتحي بن لزرق مجرد واجهة فقط لهولاء ولا ينتمي لعالم الصحافة والصحفيين، تم تأسيسها في عدن بعد صدور الأوامر من قبل الرئيس علي عفاش لقوات الأمن المركزي المرابطة في عدن بإقتحام مقر صحيفة الأيام ومنزل مالكها الصحفي الكبير هشام باشراحيل، وأعتقاله وأقتياده الى سجن البحث الجنائي في خورمكسر وكان ذلك يوم الاثنين 4 يناير 2010م واغلاق صحيفة الأيام بعد ذلك ولعدة سنوات، لتحل محلها صحيفة (عدن الغد) لملء الفراغ الذي تركته صحيفة الأيام الواسعة الانتشار بين صفوف الجنوبيين في تلك الايام التي كان فيها الحراك الجنوبي في اوج قوته الجماهيرية وكانت صحيفة الايام الصوت الاعلامي الرئيسي للحراك الجنوبي.وكان يفترض أغلاق هذه الصحيفة ومنعها من الصدور بعد سيطرة قوات المقاومة الجنوبية على العاصمة عدن مباشرةً.
فهذه الصحيفة والقائمين عليها تمثل مركز رئيسي من مراكز الدولة اليمنية العميقة التي اسسها عفاش وجهازه الأمني في محافظة عدن ويشرف هذا الجهاز على إدارتها بشكل كامل حتى اللحظة، ولها صلاتها الوثيقة مع العديد من القيادات العفاشية الفعالة في أهم الأجهزة السيادية الاخرى التي كانت قائمة في عدن والتي لازالت تتحكم بقراراتها السيادية حتى اليوم.
لكن المقاومة الجنوبية ثم سلطة الشراكة في عدن تركوا لهم الحبل على الغارب حتى أصبحت هي والقائمين عليها دولة داخل دولة، حيث لعبت دوراً كبيراً في تمزيق صفوف الجنوبيين، فكانت ولازالت سياستها دعم وتعزيز الخلافات المناطقية والجهوية بين أبناء الجنوب، ونشر الفتن، وكان لها دوراً رئيسياً فيما وصلت إليه حالة التشظي بين ابناء المثلث واخوانهم من ابناء ابين وشبوة من خلال استغلالها للاخطاء العامة التي ترتكبها بعض القيادات الامنية في عدن وتبنيها وتسييسها وتضخيمها وربطها بخلافات الماضي بين الجنوبيين وبتلك الصراعات التي حدثت في السبعينيات والثمانينيات، بالإضافة للإنتقاء في النشر بغرض الابتزاز او لمن لايلتزم بالضوابط العفاشية وتتعارض توجهاته مع سياسة حزب عفاش، ودائماً ماتصور للعامة من أبناء الجنوب أن أيام عفاش كانت عدن جنة والنظام والقانون كان هو السائد وأن الجنوب كان ينعم بالعدالة والديمقراطية التي لاتوجد مثلها إلا في سويسرا، وكأننا لم نعيش تلك المرحلة المظلمة من تاريخ حكم عفاش للجنوب الأرض والإنسان.
تضامن السفارة البريطانية والسفارة الأمريكية مع الصحيفة ومع واجهتها الصحفية، يؤكد صلاتها بالدولة العميقة اليمنية التي لازالت تتحكم بأهم القرارات السيادية للسلطة القائمة حالياً في عدن.
بقلم م. مقبل ناجي مسعد.