كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الحادية والعشرون ( من قتل نبيل القعيطي؟ اغتيال سياسي منظم ومخطط له)

كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الحادية والعشرون ( من قتل نبيل القعيطي؟ اغتيال سياسي منظم ومخطط له)

من قتل نبيل القعيطي؟ (استدلالات القضية)

المرصد السياسي:
“من له مصلحة في قتل
نبيل القعيطي، وهو يحمل
الكاميرا؟ من له مصلحة
في تغييب الحقيقة؟ من له
مصلحة في استمرار
الإغتيالات السياسية في عدن؟” … الخبير السياسي والاستراتيحي الكويتي د. فهد الشليمي

المرصد الإعلامي _هشتاج# في مواقع التواصل يشعل ثورة غضب عالمية:

مقابل المرصد السياسي برز مرصد إعلامي يبحث عن الحقيقة من خلال جمع الاستدلالات الصحفية، وكانت البداية من اطلاق زملاء الشهيد المصور الحربي العالمي نبيل القعيطي هشتاج في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أسبوعين من اغتيال زميلهم، يحمل شعار “من قتل نبيل القعيطي؟”، يهدفون من ورائه كشف الحقيقة للرأي العام المحلي والدولي الذي بات في حالة استفار تام، وتضامن معهم كثير من الإعلاميين العالميين، وبحسب ما نقل موقع سوث 24 الإخباري، “ساد الوضع العام عقب مقتل المصور الحربي العالمي نبيل القعيطي موجة غضب عالمية وحزن عميق واسع الطيف في أوساط مجموعة كبيرة من الصحفيين والكتاب العالميين ونشطاء حقوق الإنسان، وطالب الصحفيون بتحقيق عادل، وأسفر الهشتاج إلى وجود أدلة كثيرة تثبت تورط شرعية اليمن وأجندتها الإخوانية في حادثة اغتيال الصحفي والمصور الحربي العالمي نبيل القعيطي، كما أسفر عن إجماع دولي على أن الاغتيال منظم، وذو دوافع سياسية، ومخطط له، ويبقى كل ذلك في موضع التكهن والتحليلات السياسية والتصريحات الإعلامية حتى تثبت الجريمة بأدلتها، وقد جمعنا كل هذه التحليلات السياسية والتكهنات في ثلاثة محاور، بحسب نوعية التحليل ومصدره، واستدلالاته.

الاستدلال الأول: اغتيال سياسي منظم ومخطط له

“إن استهداف الصحفي نبيل القعيطي
في عملية اغتيال منظمة ومخطط لها..
ويبدو أن عمله تسبب في غضب بين
بعض الأحزاب المتطرفة”
(وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب)

وفقاً لشهادات متطابقة بثتها كثير من الوكالات العالمية، ونقلتها عدة قنوات وصحف عربية وعالمية حول حادثة اغتيال الصحفي والمصور الحربي العالمي نبيل القعيطي، وملابسات القضية ودوافع الجريمة إن كانت جنائية أم إرهابية بحتة أم تصفية خصوم وراءها دوافع سياسية، ثمة إجماع على أنها قضية سياسية بامتياز تم التخطيط لها بشكل كبير ومنظم، وربط الكثير من النشطاء الحقوقيين والسياسيين ووسائل إعلام محلية وعربية ودولية مقتل القعيطي بتغطيته للمواجهات العسكرية الأخيرة في محافظة أبين (شرق عدن)، التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية تحت لواء المجلس الانتقالي الجنوبي وإدارته الذاتية ضد مليشيات الإخوان وعناصرهم الإرهابية الممونين من قطر وتركيا، والمدثرين بعباءة الحكومة الشرعية اليمنية، وهذا ما أشار إليه ضمنياً، وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب، خلال حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، حيث صرح بالقول “أعتقد أن استهداف الصحافي نبيل القعيطي بعملية اغتيال منظمة ومخطط لها مسبقاً”، وأضاف “ويبدو أن عمله تسبب في غضب بين بعض الأحزاب المتطرفة”، وجعل هذا التصريح رئيس تحرير وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس السابق “إريك فيشارت”، يصف الجريمة بالمثل، قائلاً “اغتيال الصحفي المستقل نبيل حسن القعيطي الذي عمل لدى الوكالة، وقتل على يد مسلحين هي عملية اغتيال مخطط لها”.

 

جريمة إغتيال نبيل القعيطي اغتيال سياسي منظم ومخطط له

وإن كان إريك فيشارت متأثراً باللغة السياسية كونه عمل رئيس تحرير سياسي سابق فلم يشر إلى من يقف وراء المخطط، وكذلك كانت إشارة نجيب غلاب إلى الحزب المخطط للقتل إشارة ضمنية، بحكم منصبه الإعلامي في الحكومة اليمنية، فإن المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، ذكر من يقف وراء المخطِّط بالاسم، مفنداً أهدافه من عملية اغتيال المصور الحربي القعيطي، حيث قال: “اغتيال الإعلامي ‎نبيل القعيطي جزء من مخطط الإخوان لضرب القضية الجنوبية، كل من يعرف دفاعه عن القضية الجنوبية سوف تتم تصفيته، وهذه المحاولات الإخوانية يراد منها خلق حالة من الرعب والهلع لإخماد صوت القضية الجنوبية”، وأضاف الزعتر “إن الاغتيال تأكيد على دخول الإخوان لمرحلة جديدة لتعويض حالة الخسائر في محافظة أبين، تمول على تنشيط الخلايا الإرهابية النائمة لتفجير الوضع في العاصمة عدن، واستهداف المناصرين للقضية الجنوبية أمثال ‎نبيل القعيطي”.

وأكد هذا الاتهام السياسي الصريح كثير من المراكز الإعلامية والحقوقية الجنوبية، على رأسها مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب، حيث قال في بيان نعيه للشهيد: “إن جريمة اغتيال الشهيد نبيل القعيطي، لها دوافع سياسية واضحة ولا غبار عليها، ولا يمكن تجاهلها، وليست بمعزل عن الصراع مع الإرهاب وتجار الحروب، والصراع حول مستقبل الجنوب”، ودعا المركز إلى “ملاحقة منفذي الجريمة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.

كان القعيطي مؤيدًا صريحاً لاستقلال جنوب اليمن

وكذلك صرحت صحيفة “نوي زيوخر تسايتونج NZZ” كبرى الصحف السويسرية، في تقرير لها عن حادثة اغتيال القعيطي، نشرته مساء يوم الثلاثاء, الموافق 23-06-2020م، أي بعد مقتل القعيطي بعشرين يوماً، قائلة: “إن الصحفي ومصور الوكالة الفرنسية نبيل القعيطي، سقط ضحية هجوم يشتبه بأنه ذو دوافع سياسية”، ملمّحة، بحسب موقع سوث 24 الإخباري، “لحملة التحريض التي شنّها ضده حزب الإصلاح الإسلامي، الجناح اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين، وأرجأت سبب القتل لدوافع سياسية بحتة، حيث قالت: كان القعيطي مؤيدًا صريحاً لاستقلال جنوب اليمن، وكثيراً ما انتقد أعضاء حزب الإصلاح، وهو كتلة مرتبطة بالإخوان المسلمين في الحكومة اليمنية، دعم القعيطي للمجلس الانتقالي، واتهموه أيضاً بتمويل من الإمارات”.

وعلى المستوى السياسي والإعلامي الجنوبي صرح بعض المسؤولين الإعلاميين الجنوبيين، وعلى رأسهم نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، حيث قال: “إن القعيطي رافق القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي كمصور خلال الاشتباكات مع قوات الحكومة اليمنية المتحدة مع حزب الإصلاح في محافظة أبين”، وبالمثل صرح الإعلامي والقيادي في المجلس الانتقالي صلاح بن لغبر، بتصريحات نارية، يتهم فيها صراحة شخصيات نافذة في الحكومة اليمنية، ويمنحها صفة التورط الرئيس والمباشر، مشيراً إلى نجل الرئيس عبدربه منصور هادي، وقال بن لغبر: ” سيقدمون للمحاكم الدولية”، بحسب ما نقله عنه المندب نيوز.

وأكدت الهيئة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في بيان نعيها للشهيد قول صالح ولغبر، وجعلت بيانها رسمياً يدل على أن الشهيد كان أحد اتباع المجلس ومسؤوليه الإعلاميين وإن كان مستقلاً بعمله، حيث قال: “إن استشهاد بطل الكلمة والصورة، وحامل لواء الحقيقة المصور نبيل القعيطي، إنما يكشف ضيق قوى الإرهاب والتطرف والعدوان التي تخوض حرباً مفتوحة على شعبنا، من الكلمة والصورة التي تفضح جرائمها وإرهابها، وتكشف زيف ادعاءات إعلامها المعتمد على تزييف الكلمة والصورة ولي عنق الحقيقة”.

وأضاف: كان القعيطي “المصور الحربي الأبرز الذي فضح بالصوت والصورة الجرائم والاعتداءات التي قامت بها مليشيات حزب الإصلاح “إخوان اليمن” الغازية لمحافظة أبين، كما كان لكاميرته دورها في إماطة اللثام عن الهزائم والانكسارات التي تلقتها هذه المليشيات المتحالفة مع تنظيمي القاعدة وداعش، على أيدي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة في مختلف الجبهات، وهو ما أوجعها فدفعها لشن حملة تهديد وتحريض واسعة ضده… فكما فضح نبيل القعيطي كذب وجرائم التنظيمات الإخوانية الإرهابية والمتطرفة حياً، فإنه باستشهاده قد كشف علاقتها الأكيدة بجرائم الإرهاب، وبأنها هي من رعت ودعمت كل أعمال العنف والاغتيالات التي استهدفت ومازالت تستهدف الشرفاء والأبطال والمخلصين من أبناء شعبنا”.

Author

CATEGORIES