كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة العاشرة (صدمة خبر اغتيال القعيطي على المستوى العالمي)

لم تكن صدمة خبر اغتيال نبيل القعيطي في الوسط الإعلامي العالمي أقل حدة من المستوى المحلي والعربي، بل كان الاستنكار أكثر شجباً وتنديداً، وكانت الصدمة أكبر من الوسط العربي؛ لشهرة نبيل عالمياً أكثر منه عربياً وربما محلياً، وقد وصفت كثير من الوكالات والمنظمات العالمية عملية الاغتيال بالمروعة والإرهابية والجبانة، وكانت صادمة بقوة، هزت عروش سلطتهم في اليمن، وحطمتهم لدرجة اللعن على اليمن، وكانت الصدمة الأكبر والفاجعة الأنكى على الوسط الإعلامي العامل في وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، التي كان نبيل يعمل لصالحها، فحين وصل الخبر إلى نائب رئيس وكالة فرانس برس الفرنسية في الخليج واليمن محمد علي الحريزي، وصفه بـ “المدمّر”، وأضاف ” كان هذا الرجل المبتسم، وهو أب لثلاثة أطفال ويتوقع رابعاً، زميلًا صحفيًا موهوبًا للغاية، كان في كل مكان، يغطي كل قصة كبيرة وصغيرة”، ثم أردف ناعياً الشهيد ومعزياً أسرته: “لترقد روحك في سلام. اليمن ملعون. لقد تحطمنا”.
ووصفت نائبة رئيس الوكالة في دول البلقان والهند وجنوب آسيا، ريتشل أوبرين، خبر اغتيال القعيطي بـ “بالخبر الفظيع”.

صحيفة الجاريدان البريطانية
وقال مدير الأخبار في الوكالة فيل تشتويند حين وصله الخبر: “مصدومون لجريمة قتل صحافي شجاع يقوم بعمله على الرغم من كل التهديدات والترهيب”، وأضاف تشتويند “ساعد نبيل، من خلال عمله مع الوكالة خلال السنوات الخمس الماضية، بإظهار حقيقة النزاع اليمني المروع، وكانت نوعية عمله مقدرة على نطاق واسع”، وأردف “أفكار الجميع في وكالة الأنباء الفرنسية هي مع زوجته وأطفاله اليوم”.
وتحت عنوان “ماذا قال الصحفيون العالميون عن الشهيد القعيطي”، نشر موقع سوث 24 الإخباري على تويتر، مقالاً يظهر هول فاجعة خبر اغتيال نبيل القعيطي على المستوى العالمي، متتبعاً أقوال نخبة من الصحفيين العالميين حول مقتل القعيطي، ومستهلاً المنشور بالقول “أثارت عملية اغتيال الصحفي نبيل حسن القعيطي اهتمام وشجب عالمي في الوسط الإعلامي بشكل عام، وسادت موجة واسعة من الغضب والحزن في أوساط مجموعة كبيرة من الصحفيين والكتاب العالميين ونشطاء حقوق الإنسان، الذين عرفوا نبيل القعيطي بابتسامته الدائمة التي تعلو محياه وبنقله للحقيقة من أرض المعركة، وطالب الصحفيون بإنصاف سريع له”.
وفي تقرير خاص بصحيفة الأمناء الأسبوعية أنزلته تحت عنوان “أبكيتهم أيها “النبيل” فأبكوا العالم عليك”، استعرضت الصحيفة الاهتمام العالمي الكبير الذي أعقب اغتيال المصور الحربي العالمي نبيل القعيطي، متتبعة ما نشره موقع سوث 24 من أقوال نخبة من الكتاب والصحفيين العالميين، على رأسهم مدير صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة وبيروت “ديكلان والش”، الذي شهد لنبيل بالشجاعة، قائلاً في عدة تغريدات له: “إن نبيل حسن، مراسل يمني شاب شجاع وصاحب التصفيات النهائية في حفل توزيع جوائز روري بيك، وعمل معي في عدة قصص إخبارية”، وأضاف والش: “منزعج للغاية لسماع أنه قتل بالرصاص في ظروف غامضة في عدن قبل أيام”.

نبيل القعيطي
وبحسب ما ورد عن صحيفة البوابة اللندنية “وصفت المنظمة الدولية البارزة “مراسلون بلا حدود” خبر اغتيال المصور نبيل حسن القعيطي بأنه ضربة قاسية للعاملين في وسائل الإعلام في اليمن”، وقالت المنظمة في بيان نشرته مساء يوم الاغتيال على موقعها الرسمي، ترجمه موقع سوث24، إنها “هلعت” عندما “علمت أن الصحفي اليمني نبيل القعيطي، مصور وكالة الصحافة الفرنسية المعروف أيضاً باسم نبيل حسن، قتل على يد مسلحين مجهولين اليوم خارج منزله في دار سعد”، وقالت: إن “اغتيال حسن هي أحدث ضربة قاسية للعاملين في وسائل الإعلام في اليمن الذي مزقته الحرب”.
وقالت سابرينا بنوي، مديرة مكتب مراسلون بلا حدود في الشرق الأوسط: إن “مقتل نبيل حسن أمر غير مقبول ويشكّل ضربة جديدة فظيعة للصحافة في اليمن”.
ومن ناحيته وصف الصحفي في مراسلون بلا حدود أوستين كوبر اغتيال القعيطي بأنها “مأساة أخرى لليمن”، وقال كوبر: “تعرفت على نبيل حسن في 2016 م أثناء العمل لـ روري بيك، كان رجلاً لطيفاً وشجاعاً وهادئاً، وكان دائماً ما يخصص وقتاً للحديث”.
وقال القائمون على جائزة روري بيك العالمية الشهيرة، بعد أن بلغهم نبأ اغتيال المصور الحربي نبيل القعيطي الذي حاز على مرتبة الوصيف لهذه الجائزة في عام 2016م: “نشعر بالحزن لسماع اغتيال الصحفي المستقل وصحفي نهائيات جائزة روري بيك نسخة 2016م، نبيل حسن”، وأعقبوا: “مأساة ضخمة وخسارة كبيرة، لقد قتل أمس في عدن- فقط لأنه يؤدي وظيفته”.
أمّا بول مارتن وهو مصور تلفزيوني مستقل، فقد دعا للتركيز على جريمة اغتيال الصحفي والمصور النهائي لجائزة روري بيك نبيل القعيطي في عدن، بدلاً من التركيز على أحداث الولايات المتحدة”.
وقالت الموظفة السابقة في منظمة هيومن رايتس ووتش ساره ليه وتسون” عندما يفكر المرء في الشجاعة والتفاني حتى يجرؤ على العمل كصحفي في اليمن، فإن مقتل الصحفي في الوكالة الفرنسية نبيل القعيطي هو أمر مفجع”.
وكتبت عضو البرلمان الأوروبي هانا نويمان “يُظهر الصحفيون نضال أولئك الذين لم يسمع بهم أحد من أولئك الذين لا يجلسون على طاولات المساومة الدولية.. قتلهم يسكت أصوات ضحايا الحرب. خبر حزين اليوم”.
وقالت الصحفية المستقلة لونا صفوان الحائزة على جائزة سمير قصير: “الصحفيون الذين يعانون بصمت أو حتى اغتيال واستهداف وقتل أثناء قيامهم بعملهم، نبيل حسن، عدن اليمن”.
وبدأت الصحفية الآسيوية والمختصة بتغطية أحداث جنوب آسيا والصين، آمي كيو، التعبير عن خبر اغتيال الصحفي نبيل القعيطي بكلمة “دموع”، وقالت في تغريدة لها: “لقد قُتل اليوم واحد منّي”، وتضيف “مع تقلص الدعم، يضطر الكثير والكثير من الصحفيين إلى العمل لحسابهم الخاص، وتغطية مناطق الحرب دون المراسلين العاملين”.
وقال الكاتب والمحقق الصحفي النيجيري، فيزايو سيموبو: “يوم حزين لجميع عشاق الصحافة الحقيقية، مقتل المساهم لوكالة فرانس برس نبيل حسن القعيطي في اليمن”.
وكتب عن الجريمة الكاتب الأمريكي الجنوبي البارز ميشيل روبرت جامبرت، مؤلف كتاب “عندما سقطت السماء: إعصار ماريا والولايات المتحدة في بورتوريكو”، قائلا: “مقتل صحفي يمني دعم استقلال الجنوب بالرصاص؛ نبيل حسن القعيطي، الذي كان يعمل لحساب وكالة فرانس برس ضمن آخرين، استهدف بسيارته في اليمن بعدن”.
وأخيراً، تساءل الصحفي جيم بوملحا من اللجنة الدولية للصحفيين: “هل ستتوقف عمليات القتل هذه؟ مصور وكالة الأنباء الفرنسية نبيل حسن القعيطي هو آخر ضحايا الحرب في اليمن الذي قتل خارج منزله في عدن”.