كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الرابعة (أدوات النبيل الحربية ومحطاته الإعلامية)

كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الرابعة (أدوات النبيل الحربية ومحطاته الإعلامية)

رأى نبيل القعيطي أن أفضل ما ينقل الحقيقة ويوثق الحرب الأخيرة التي فرضت على الجنوب، ويرصد مآسيها ومآسي الصراع القائم في اليمن، هو مؤسسة إعلامية متكاملة بكل معداتها، فقام بداية باستئجار كاميرا تصوير فيديو حربية ذات مواصفات عالمية، ليقينه أن ما دون ذلك يمكن أن يزيف الحقائق، أو يحرف الواقع، أو يدخل فيه الأنا والذات والإقصاء وحب الاستئثار وإظهار ما في النفس أكثر مما هو في الواقع.

كما رأى أن يكون عمله حراً مستقلاً، لا يتبع أي مؤسسة إعلامية حزبية أو سياسية، مع انتصاره للحق أينما وجد، وانحيازه التام لمن يمثل قضيته وقضية شعبه في كل زمان ومرحلة.

نبيل القعيطي امام حطام معدات العدو الغازي

وبكاميرا النبيل الحربية إلى جانب شجاعته وإقدامه وقوة إيمانه بالقضية التي يحملها، علاوة على خبرته الكبيرة التي كسبها في مجال التصوير من خلال تغطيته لجميع فعاليات الحراك، والدورات التدريبية التي التحق بها فأكسبته دربة ومهارة، استطاع نبيل القعيطي عبر “مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي”، أن ينقل للعالم بالصوت والصورة كل ما يدور من صراع في اليمن.

فعمل كمراسل مستقل لصالح محطات إعلامية محلية وعربية وعالمية، وعمل منذ بداية الحرب متعاقداً رسمياً كمراسل فيديو حربي مع وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، واستمر عمله وتعاقده مع الوكالة مدة 5 أعوام، منذ مارس 2015م، حتى رحيله في يونيو 2020م، وفي هذا الجانب يقول القعيطي خلال حواره مع دنيا فرحان في 2017م، رداً على سؤالها عن تألقه للعالمية في مرحلة الحرب، وكيفية وصوله إلى وكالة الصحافة الفرنسية: “وخلال تلك المرحلة تم التعارف على مراسل الوكالة الفرنسية فواز منصر بعدن، وعملت منذ عامين مصور فيديو للوكالة الفرنسية فرانس برس، وخلال زيارة موفد الوكالة إلى عدن في مطلع 2015م   تم اختياري كمصور فيديو متعاقد مع الوكالة”.

كما عمل كمراسل مستقل مع قناة سكاي نيوز عربية، والعربية، والحدث، وأخيراً تلفزيون ربتلي، وأغلب المقاطع المسجلة للأحداث الساخنة والمعارك الضارية التي كانت تدور رحاها في عدن وبقية المحافظات الجنوبية بين المقاومة الجنوبية ومليشيات الحوثي من جهة،  وبينها وبين الجماعات الإرهابية والإخوانية من جهة أخرى، كانت من عمل وإنتاج مؤسسة النبيل للغنتاج والتوثيق الإعلامي.

وبعد إعلان عدن التاريخي، وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي في 2016م، برز كناشط سياسي وإعلامي جنوبي مستقل بعمله، ومسانداً لتوجهات المجلس وخطواته التصعيدية العسكرية والسياسية بصفته يمثل قضيته السياسية، موثقاً كل فعالياته ومهرجاناته، وكل ما يمت له بصلة، وفي هذا الإطار عمل كمراسل مستقل لقناتي الغد المشرق وعدن المستقلة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكانت أغلب المواد التي تبثها هذه القناة في معركة الحسم الجنوبي واجتثاث الإرهاب من إنتاج مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي.

كما عمل فترة الحرب كمتعاون في الجانب الإنساني لدى كثير من الهيئات والمنظمات الإنسانية في اليمن، وأقام في هذا الجانب سلسلة معارض صور فوتوغرافية، توثق الأوضاع الإنسانية وما خلفته الحرب من دمار وأضرار في المحافظات الجنوبية، كان آخرها: “جرائمهم في صور”، و”بصمة الخير”.

 

Author

CATEGORIES