كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة الخامسة (أرشيف النبيل التوثيقي الحربي)

أسهمت مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي في تعرية وفضح الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية المزيفة والمضللة للرأي العام الدولي حول ما يدور من صراعات وأزمات في اليمن.
كما ساهمت “مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي”، في توثيق وإنتاج كل ما كان ينشره القعيطي من مادة أثناء الحراك السلمي الجنوبي، وهذا ما أكده الإعلامي ياسر اليافعي، رئيس تحرير صحيفة وموقع “يافع نيوز”، حيث قال: “تمكن نبيل بعدسته من توثيق أهم مرحلة من مراحل الجنوب، ابتداءً من أيام الحراك الجنوبي، حيث كان يعمل بكل نشاط وإخلاص وبشكل طوعي لتصوير مسيرات الحراك وإرسالها للقنوات والمواقع الإخبارية مجاناً، حتى اجتياح الحوثيين عدن وتوثيق معارك تحريرعدن، والدمار الذي لحق بالمدينة، حتى وصول القوات الجنوبية الحديدة، ومن ثم توثيق ما يحدث في جبهة شقرة… فما وثقه نبيل من أرشيف سيخلد تضحياته وتضحيات شعب الجنوب للتاريخ، وتتداوله الأجيال جيلاً بعد جيل، وسيحكون جميعهم عن بطولات وتضحيات نبيل، وغدر ونذالة أعدائه وخصومه”.

إبتسامة نبيل القعيطي هزمت الأعداء
ولأن مشروع النبيل مشروع سلم وسلام، فهو يوثق آلة الحرب لدحض الأراجيف المزيفة التي يقف وراءها تجار الحروب وموقدو نارها، فكان صوت النازحين والكادحين والمعذبين وذوي الحالات الإنسانية،أفرح الكثير، وأنقذ أرواح العشرات، وساعد الآلاف من خلال كاميرته التي كانت صوت الجميع إنسانياً، وكانت صوره ومقاطع الفيديو مسموعة وتصل إلى أبعد الحدود بشهادة الجميع، فوثق مأساة النزوح والمجاعة في الضالع ولحج والحديدة وأبين ومارب وتعز وغيرها، وهذا ما أكده كثير من زملائه الإعلاميين، وعلى رأسهم ياسر اليافعي، وبسام القاضي، ومحروس باحسين، وجمال محسن، وغيرهم الكثير، وبحسب ياسر اليافعي، أن “النبيل لم يكن مصوراً حربياً فقط، بل مصور إنساني، ساهمت عدسته بتوثيق معاناة أبناء عدن، وكذلك وثق الحالات الإنسانية المحتاجة للدعم، خاصة النازحون من أبناء المحافظات الشمالية، وتم التفاعل مع ما ينشره وتقديم الدعم والعون لمئات الحالات التي نشر نبيل حولها ونقل معاناتها للآخرين”، واستحق أن يطلق عليه باتفاق الجميع “موثق الحرب إنسانياً وعسكرياً”.
كما أسهمت مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي في توثيق العروض العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية، ودفعات التخرج للأحزمة الأمنية والدعم والإسناد، وشارك في احتفالات ومهرجانات وتأبين كثير من الشهداء، على رأسهم سيف العرب الشهيد أحمد سيف اليافعي، وآخرها مئوية الشهيد البطل منير اليافعي (أبو اليمامة)، موثقاً بالصوت والصورة كل ذلك.
كما وثق عروض عسكرية وكرنفالات لقادات ألوية جنوبية كانت تنطوي تحت لواء الشرعية قبل أن يخترقها حزب الإصلاح الإخواني، ويسير بها بعيداً عن مسار التحالف العربي، ومن ذلك توثيقه لمهرجان قاعدة العند، الامر الذي جعله عرضة لقصف طائرة حوثية مسيرة، راح ضحيتها أبرز القيادات الجنوبية، على رأسهم محمد صالح طماح، وصالح الزنداني الضالعي.
وأخيراً ظهرت صور التقطها القعيطيفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية حول الزيادة المفاجئة في حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كوفيد-19 في عدن، وحول الصدامات بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الحكومية، وقد نُشرت تلك الصور باسم نبيل حسن وهو الاسم الذي كان القعيطي يستخدمه في عمله في أغلب الأحيان.
ونختم بالقول: إن ما وثقه نبيل القعيطي هو مؤرشف وموثق في مؤسسة النبيل للإنتاج والتوثيق الإعلامي، ونأمل أن يطور هذا المشروع ويستمر ويؤهل، فهو إرشيف إعلامي ضخم يخلد تضحياته وتضحيات شعب الجنوب خلال مسيرتيه السلمية والحربية.




