ولا تبخسوا الناس اشياءهم

التعليم حق والاضراب حق كفلتهما كل القوانين النافذة والاضراب حركة احتجاج سلمية لانتزاع الحقوق أو تعديل القوانين الجائرة التي تنتهك حقوق الناس والعاملين بوجه خاص .
لقد تابعنا خلال السنوات الماضية اضراب المعلمين في التعليم العام وعلى الرغم من أن الاضراب ليس هو الحل لانه يلحق ضررا كبيرا بالعملية التعليمية لكن للاسف سواء كنا مؤيدين أو معترضين على عملية الإضراب …فالعملية نفسها دخلت في سياق التنافس الحزبي والصراع بين المتصارعين على إدارة الدولة وضاعت هموم ومعاناة المعلمين ومطالباتهم بوضع معيشي يليق بهم كبشر يخدمون في مجال هو أهم لأنه يؤسس لمستقبل الأمة أنه مجال التعليم والتربية الذي عليه يعتمد في بناء الإنسان الجيد ولناخد العبرة من دول لم تكن معروفة واصبحت تتصدر دول العالم في المكانة لأن النهوض الاقتصادي والتطور لن يتحقق إلا بتطوير التعليم والاستثمار في الموارد البشرية
ياسادة بالعلم ترتقي الأمم فيفترض أن لا نساوم على قيمة المبالغ التي ستصرف للمعلم ففي اليابان وألمانيا أعلى راتب يصرف للمعلم
فالمعلم هو شمعة تحترق لتنير طريق الناشئة أنهم رسل العلم رسل نشر الاخلاق والعزة والكرامة والولاء للوطن رسل لتعميم مبادىء وقيم المحبة والسلام والتعاون والتضحية التي افتقدناها
فهم كما قال عنهم الشاعر احمد شوقي :
كاد المعلم ان يكون رسولا.
أن رسالة المعلم عظيمة ولذا تكرم الشعوب والدول المعلم وتضعه في موقع رفيع لأن المستقبل لاي أمة يبدا تكونه في المدرسة وعلى يد المعلم
المؤسف أن المعلمين اليوم يشكون وضعا معيشيا صعبا وهو وضع عام لكنه بالنسبة للمعلمين فهو الاسوء فطيلة السنوات الماضية لم يحظ المعلمون باي التفاتة لتصحيح وضعهم المعيشي وعجزت الدولة الغائبة …الدولة المغتربة عن انصاف المعلمين وتلبية جزء من مطالبهم والكل يعلم أن المعلمين لا يحصلون على أي مكافآت أو حوافز أسوة ببقية العاملين في مرافق الدولة
لقد أدارت الحكومة ظهرها لمطالب المعلمين لأنها دولة لا تقدر قيمة المسؤولية والتكليف الذي يقع على عاتقها فهي حكومة جاءت لسرقة الشعب وتجويعه
والمعلمين حين أقدموا على الإضراب كانوا يعتقدون
أن الاضراب وتعطيل الدراسة قد تمثل عامل ضغطا ياتي ثماره ونسوا أن الحكومة لا يهمها معاناة المواطن في شتى مجالات حياته
ظلوا يحصلون على مجرد
وعود آخرها العام الفائت عندما رفعوا الإضراب في الفصل الثاني
كنا قد تداولنا كمجموعة عمل تضم عدد من النساء من تربطهن صلة عمل بمكتب المحافظة قبل الاجتماع الذي عقد في المحافظة مقترح أن ينشأ المحافظ وإدارة التربية صندوقا لدعم المعلم بصورة مؤقتة أسوة ببقية المحافظات المحررة من الضرائب والرسوم التي يدفعها المواطنون مثل محافظة حضرموت والمهرة اللتين كانتا سباقتين في معالجة اوضاع المعلمين
وهذا العام بدأت محافظة الضالع وشبوة باتخاذ الاجراءات لدعم المعلم لأن من حق المعلم أن يعيش بكرامة ويكفي ما تعرض له من ذل ومهانة بسبب ما أقدم عليه نظام صنعاء بعد حرب 94م الظالمة باتباع سياسة ممنهجة لإضعاف العملية التعليمية والتربوية في المحافظات الجنوبية
يقال إن هدم أمة لا يحتاج إلى قنبلة نووية أو صواريخ عابرة للقارات بل امتهن وذل كرامة المعلم وانشر الغش
لكن للاسف كان الموقف السلبي للحكومة والسلطة المحلية من عدم إيجاد حلول منصفة تلبي مطالب المعلمين ولو في حدودها الدنيا على مدى تلك الاعوام قد فاقم المشكلة
وللأسف حولوا المعلم من صاحب حق إلى جلاد واعتبروا المعلمين سببا في تردي العملية التعليمية
وهذا ما نستنتجه من المعالجات التي خرج بها أجتماع المحافظ مع وزير المالية ومكتب التربية عدن
والمهزلة ستصرف العلاوة السنوية لسبعة اشهر فقط هذا ماتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وعلاوة طبيعة عمل للدفعة التي عينها عفاش عام 2011 من جميع التخصصات براتب وقدره 42500 ريال علما أن العلاوة السنوية لم تصرف لهم منذ تم تعيينهم في العام 2011م وكذلك بدل طبيعة عمل بل زادت رواتبهم بعد الزيادة التي طرأت على رواتب كل الموظفين بمبلغ وقدره 11الف ريال فقط
والمنشور الصادر من وزارة المالية يؤكد ذلك حيث اوضح بأن بدل طبيعة العمل لدفعة العام 2011م المقيدين لدى مكتب وزارة التربية والتعليم عدن بموجب فتوى الخدمة المدنية البالغ عددهم 2893 معلما طلب مكتب المالية الان كشوفات بأسماء هؤلاء لصرف بدل طبيعة العمل لهم وستصرف حسب قولهم مطلع الأسبوع القادم نفهم من هذا أنه خلال السنوات السابقة والوعود التي كان يتعهد بها كل المسؤولين في الحكومة أو السلطة المحلية مجرد در الرماد في العيون
والمهزلة الأكبر أن كل الذي سيحصلون عليها هذه الدفعة من مبالغ نقدية مع إضافة الراتب والبالغ 53500 ريال لا يساوي قيمة جونية رز بسعر اليوم وأوضحت لي أحد المعلمات بأن وزارة المالية تستقطع مبلغ خمسمائة ريال عن كل معلم مقابل تجهيز رواتب هذه الدفعة لانها حتى الآن لم يتم أعنمادها ضمن كشوفات رواتب موظفي الدولة
ياسادة الى متى سيظل الفساد ينخر فينا ونحن لا نحرك ساكنا بعد أن ماتت الضمائر وفسدت
الاخلاق
والمؤسف أن الإضراب ووقف العملية التعليمية لا يشمل
مدارس القطاع الخاص التي تعمل بوتيرة عالية وتنتشر في كل الاحياء وكان الحكومة تقول للمواطن لسنا مسؤولين عن تعليم أولادكم عليكم بنقل أبناءكم إلى مدارس القطاع الخاص حيث لا تغلق المدارس ولا يتوقف التعليم بسبب الإضراب.
مع علم وزارة التربية ومكتبها في عدن أن معظم المدارس الخاصة أنشأها تجار لغرض الاستثمار لأن وجدوا فيه عائد ا مربحا أكثر من الاستثمار في مجالات اخرى واستفادوا من الخبرات المتراكمة للمتقاعدين الذين تم إحالتهم للمعاش برواتب متدنية لا تليق بسنوات خدماتهم وبالجهد الذي بدلوه أثناء سنوات الخدمة
مالكم كيف تحكمون

CATEGORIES