الإضراب هو خيار حضاري ومدني وديمقراطي وقانوني لإنتزاع حقوق التربويين

كتب:أ/ عمر صالح حيدرة الجعشاني
اللقاء الذي جمع بين وزير التربية ونقابة المعلمين لمعالجة استحقاقات التربويين غير مثمر وغير مجدي ولم يات بجديد، إنما الهدف من هذه اللقاء هو تبرير تقصيرهم وإظهار أنفسهم وتسجيل موقف مع بداية كل عام دراسي، هذا التوقيت بذات مفهوم غرضه ليس بحاجة إلى تفكير، أما الترويج لمخرجات اللقاء ليس بجديد على هذه النقابة التي عودتنا دائما على بيع الوهم، وما تم نقله على لسان الوزير ماهي إلا وعود عرقوبية تعودنا عليها وخاصة مع بداية كل عام دراسي، والحقيقة ليس هناك نيّة للسلطة بإعطاء المعلمين حقوقهم.
النقابة دورها ضعيف لم تستطع حتى التلويح بالاضراب لم نعهد منها موقف مشّرف وحازم طوال فترة عملها، لقد فقدت النقابة والحكومة مصداقيتها لدى أهم شريحة في المجتمع، وهكذا تستمر الأزمة المعيشية الطاحنة ملقية بثقلها على كاهل المعلمين منذ عقد ونيف من الزمن.
النقابة لم تقم بواجبها بمتابعة مستحقات التربويين، واليوم تدعو لمظاهرة احتجاجاً على صرف الرواتب عبر البنك، ولاتدعو للاضراب لصرف مستحقات المعلمين ؟!
هل وضحت النقابة ماهي النتائج التي حققتها للمعلمين عندما كسرت الإضراب العام الماضي؟!!
كان الأجدر بالنقابة الدعوة إلى الإضراب الشامل على حقوق المعلمين التي لم تصرف منذ زمن، من الواضح أن النقابة غير مستقلة وتنازلت على حقوق المعلم لكسب مواقف سياسية. ولهذا يجيب على المعلمين والتربويين الإضراب وتصعيد بكل الوسائل المتاحة، الإضراب هو الأسلوب الأمثل والأنسب لانتزاع الحقوق وهو خيار حضاري ومدني وديمقراطي وقانوني.
إن إضراب المعلمين عن العمل والتدريس هو الحل، ويجب على كل موظفين الدولة في القطاعات المختلفة مساندة المعلمين والإضراب عن العمل حتى تستجيب السلطة لمطالبهم وتصرف مستحقاتهم وفق آلية واضحة ومزمنة مالم فإن المستحقات في حكم المنتهي أمرها…
فإن حقوق المعلمين مرتبط بنتائج الإضراب واستمراريته دون الرضوخ للوعود الكاذبة التي تعودنا عليها السنوات الماضية، الحقوق لا تاتي إلا بتصعيد ونجاح الإضراب، وأن تم خذلان المضربين وإجهاض الإضراب وتم الانبطاح والاستجابة لتهديدات في إنها الإضراب فسوف يظل المعلمين وكافة التربويين هم أكثر الطبقات المسحوقة.
السلطة اليوم لاتعطي الحقوق بتوسل ولا تهتم بالعلم والمعرفة همها الوحيد كيف تستمر في خلق حياة البذخ للمسؤولين والمفسبكين التابعين لها والمنتشرين في مختلف الأقطار، من خلال تصريف المنح والودائع المالية لهم، فيما يظل التربويين يعانون و يكابدون للحصول على لقمة جافة لهم وأسرهم.