لماذا الانهيار الاقتصادي في الجنوب أشد فداحة مما هو الحال في اليمن..؟ “تحليل وتوضيح”

تكشف الأرقام والإحصاءات حجم الانهيار الاقتصادي في اليمن، إذ حذّرت الأمم المتحدة من انهيار غير مسبوق لقيمة العملة المحلية، بما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية، وخصّت بالذكر الوضع في الجنوب، إذ أكدت إنّ قيمة الريال تدهورت حتى بلغت مستوى غير مسبوق على الإطلاق، وهي أزمة كانت مصحوبة بانهيار القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كامل.
وهذا الأسبوع، واصلت قيمة العملة هبوطها المتسارع حتى بلغت أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية، واقترب سعر الدولار من حاجز 1500 ريال في العاصمة عدن، وهو ما يعد أسوأ انهيار لقيمة الريال في تاريخه، وكان ذلك يوم الأربعاء الماضي، علمًا بأنّه سجل اليوم الثلاثاء 1450 ريالًا للشراء و1470 ريالًا للبيع.
يلاحظ أن الانهيار الاقتصادي في الجنوب أوسع نطاقًا وأشد فداحة مما هو الحال في اليمن، وهو أمر يفترض أنه غير منطقي بالنظر إلى أنّ مناطق الشمال خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، لكن هذا الاستغراب سرعان ما يُزال بالنظر لما تقترفه الميليشيا الإخوانية، فهي من جانب تعمل على إعادة نفوذ المليشيات الحوثية إلى الجنوب، كما أنّها تواصل تغذية الانهيار الاقتصادي في الجنوب بشكل كامل، ما يعني أن الكلفة التي يتكبّدها الجنوبيون “مضاعفة” بشكل كبير.