مدارس حالمين …رحلة ضوء وتأريخ مدنية !! الحلقة الخامسة والعشرون – مدرسة يسري للتعليم الأساسي

الإهداء إلى روح الشيخ غالب حسين احمد ذكرا طيبا وخالص دعاء .
قبل الحديث عن تأسيس المدرسة والتعليم فيها هذه نبذة مختصرة عن قرية يسري.
قرية يسري كان اسمها الحقيقي– قرية (إيسري) مشتقة من اليسار وهو عكس اليمين ولكن مع مرور الزمن صار الناس يسميها يسري حيث خففوا الهمزة لثقلها على النطق وهي الهمزة التي في أول الكلمة التي ترسم ألفا.
قرية يسري هي معقل وملم قبيلة العكيمي في حالمين وعدد سكانها حوالي خمسمائة نسمة غير الذين نزحوا من المنطقة للسكن في عاصمة المديرية–حبيل الريدة–والحبيلين وعدن وغيرها.
يعتمد سكانها على الزراعة الموسمية ومياه الأمطار وتربية الماشية والاغتراب والتوظيف الحكومي.
تبعد المنطقة عن عاصمة المديرية– حبيل الريدة–حوالي ٤٠ كيلو متر تقريبا.
يحد قرية يسري من الشرق النجاد ومن الغرب اسفل بشم ومن الجنوب والجنوب الشرقي اشعاب يسري وجبل إله، ومن الجنوب والجنوب الغربي قريتي المروحة والهور
ومن الشمال جبل المحجان وقبيلة الانعمي.
قرية يسري من أقدم القرى يوجد بها حصن قديم يسمى حصن يسري سكن فيه شيخ قبيلة العكيمي سابقا والآن اصبح مهجورا.
كان ابناء المنطقة يتعلمون قبل بناء المدارس في المعلامة والكتاتيب مثلهم مثل بقية مناطق حالمين في تلك الفترة وكانوا يدرسون قبل بناء هذه المدرسة الوليدة في مدرسة حبيل الصريم.
موقع للمدرسة وتأريخ التأسيس والبناء والتعليم فيها.
————————–
تقع مدرسة يسري تحديدا في حبيل المصافر في سيلة يسري تبعد عن قرية يسري ٢ كيلو متر تقريبا ،تتوسط جميع المناطق التي يذهب ابناؤها للتعليم فيها وأهم هذه المناطق هي :
قرية المروحة، واسفل بشم وأعلى الهور، والصدارة، ولكمة أوهبان، والعلئة،واسفل العقبة، ودار الرهوة، والخشعة،وحبيل الصلابة.
تأسست مدرسة يسري في عام ٢٠٠٥م من أجل التخفيف على الطلاب الصغار ورفع التعب والمعاناة عن كواهلهم الغضة من الذهاب إلى مدرسة حبيل الصريم والاياب منها كل يوم حيث تبعد عن قرية يسري والقرى المجاورة لهاحوالي ٥ كيلو متر تقريبا ،وتم بناء المدرسة من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وبمساهمة مجتمعية تبلغ عشرة في المائة من تكاليف المشروع تم فيها حفر الأساس ونقاشة أحجاره ونقلها ،وتم تنسيق العمل عبر أول مجلس للآباء بقيادة المرحوم الشيخ غالب حسين أحمد العكيمي، والناشط السياسي في الحراك الجنوبي حينذاك محمد مسعد قاسم، ببناء مدرسة تتكون من ثلاثة فصول دراسية ومكتبة وإدارة ودورة مياه وخزان أرضي للمياة،على أرض تبرع بها الشيخ غالب حسين أحمد العكيمي طيب الله ثراه وجزاه الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.
تم افتتاح المدرسة عام ٢٠٠٧م من قبل الأستاذ والشخصية التربوية وباني نهضة التعليم في حالمين ناجي أحمد محسن طيب الله ثراه مدير مكتب التربية حينذاك، والأخ عبد الرب عبد الرحمن عضو المجلس المحلي والشيخ غالب حسين أحمد العكيمي رحمه الله.
تُعد المدرسة من أفضل المدارس من حيث البناء والتصميم،ويدرس في المدرسة إلى الصف الثالث ثم ينتقل الطلاب لمواصلة دراستهم إلى مدرسة حبيل الصريم.
الطاقم التعليمي في المدرسة : تعتمد المدرسة على المتعاقدين في كادرها التعليمي، وليس فيها الّا معلم أساسي واحد وهو مديرها وهو الأستاذ علي يحيى عبد الرحمن من قرية اسفل بشم، وهكذا فإن المدرسة تعتمد اعتمادا شبه كامل على التعاقد مع الشباب الخريجين من المنطقة .
وأبرز المعلمين المتعاقدين الذين تعاقبوا على المدرسة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا هم :
١-عبد القوي صالح ناصر من قرية النسري
٢–مشتاق عبد الرب عبد الرحمن من قرية اسفل بشم
٣–عبد الكريم فضل صالح من قرية اسفل بشم
٤–عبد الله فضل صالح من قرية اسفل بشم
٥–مطيع هادي أحمد من قرية يسري
٦–محمد بن محمد قاسم من قرية يسري
٧–إيهاب عبد الله سعيد من قرية بشم
٨–أمير عبد الله سعيد من قرية بشم
٩–علوي مثنى سعيد من قرية بشم
١٠– أصيل حسين بن حسين من قرية يسري.
الصعوبات والمعوقات التي تعاني منها المدرسة
———————–
تعاني مدرسة يسري كثيرا من المشاكل والمعوقات التي أنعكست سلبا على سير العملية التعليمية في المدرسة و تتلخص في الآتي:
١–نقص المعلمين فليس في المدرسة الّا معلم أساسي واحد حيث تعتمد المدرسة على المتعاقدين في كل عام
ومع أنهم مجتهدون في عملهم فإن ظروف التعاقد غير مستقرة .
٢–نقص الكتب الدراسية.
٣–نقص الفصول الدراسية.
٤–تسرب الطلاب والطالبات عن الدراسة بسبب بُعد المسافة إلى مدرسة حبيل الصريم مما يضطر الطلاب والطالبات لترك الدراسة مبكرا.
٥–الوضع المعيشي العام الصعب الذي يعاني منه الجميع والذي أثر سلبا على العملية التعليمية.
واخيرا الشكر لأهالي تلك المناطق الذين بذلوا الغالي والنفيس حتى تم بناء هذه المدرسة.
والشكر للقائمين على هذا البحث الرائع في تدوين تأريخ مدارس حالمين وجهودهم الجبارة في التنقيب عن هذا الكنز الثمين والذي ظل مدفونا ردحا من الزمن واستخراجه إلى النور برغم الصعاب والعراقيل والظروف والتحديات ونتمنى لهم التوفيق في عملهم .
تعليق عام
يسري هي تلك المنطقة التي تربط قرى حالمين شرقا باتجاه وادي بنا
وغربا باتجاه وادي شرعة وهي شهيرة بطبيعتها الجميلة وباهلها
الطيبين.
وكما ورد في اثناء الحلقة فإن الدراسة في هذه المدرسة تنتهي مع نهاية الصف الثالث أساسي ثم ينتقل التلاميذ بعدها إلى مدرسة حبيل الصريم البعيدة عن قرى يسري وهذا يعني أن معاناة التلاميذ الصغار ما تزال قائمة فعلى الأقل ينبغي الاهتمام في تطوير المدرسة صفوفا ومعلمين حتى الصف الخامس او السادس وهذا ليس مستحيلا بتكاتف الناس ومكتب التربية والسلطة المحلية في حبيل الريدة .
والله ولي التوفيق.
إعداد:
الأستاذ محمد مانع ناصر
ومحمد مسعد قاسم
تحرير ومراجعة د عبده يحيى الدباني