اعلان نتيجة مسابقة استراحة الصفحة لجمعية نساء يافع للتنمية الخيرية
سؤال الصفحة: عزيزي المتابع /عزيزتي
المتابعة…
برأيك هل الرجل اليافعي مساند ومعين لنجاح المرأة اليافعية أم إن المرأة اليافعية تعيش في مجتمع ذكوري ولايمكن لها ان تنجح إلا إذا خرجت من هذا المجتمع؟
نرجو ان تكون الإجابة واضحة ومستندة على وقائع ملموسة
*بحيث يحصل صاحب افضل إجابة على مبلغ وقدره 30 ألف ريال يمني*
هذا السؤال مطروح لمدة 5 أيام فقط.
✍ تقييم اللجنة؛
قبل إعطاء النتيجة وذكر الفائز بالمسابقة لابد لنا أن نوضح بعض الأمور حول القضية التي تطرق إليها السؤال لتقييم الإجابات بكل دقة وموضوعية، معتمدين على مفهوم الثقافة العربية والإسلامية للمرأة ووضعها في المجتمع العربي والإسلامي، فهذا المفهوم مبني على قاعدة (الرجال قوامون على النساء)، وهو قوام تشريفي للنساء وليس مهانة ويعني أن الرجال قوامون عليهن قوام رعاية وجوب واهتمام وحرص وحفاظ ومساندة ودعم لما فضلهم الخالق عز وجل عليهن من بنية جسدية وعقلية، ولا يعني الفرض والمنع والتخلي والنظرة الدونية القاصرة والتعامل معهن كسلعة وتجارة وإهانة ووأد وحرمان من مال أو علم أو عمل أو ميراث، فلهن حق التعليم وحق العمل وحق الميراث وحق اختيار الزواج وحق المسكن والمأمن والرعاية التامة وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة، وهنا يكمن القوام الإسلامي العادل حول رؤية الرجل المسلم للمرأة وما دون ذلك هي أعراف وتقاليد عربية وغير عربية دخيلة، منها إيجابية وأخرى سلبية، والأخيرة جعلها النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدمه سواء فيما يخص المرأة أو غيرها، وعدها من الجاهلية الأولى وهي أعراف دخيلة على المجتمع العربي وثقافته ومكارمه وقيمه الأصيلة التي جاء الإسلام ليتممها ( إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق)، والأولى هي المكارم والأخلاق المتوارثة التي تممها النبي صلى الله عليه وسلم وأخذت بها مجتمعات محافظة عليها ومرتقية بها، وتركتها مجتمعات مستحدثة أعرافا وتقاليد بديلة كانت جاهلية أو حداثية ماجنة وتظنها من الدين أو من الرقي ولا تمت لذلك بشيء.
عموماً سؤالنا المطروح أمام قرائنا ومتابعينا الأعزاء للإجابة عنه، كان واضحا ويتساءل عن موقع المجتمع اليافعي ودور رجاله من هذه القضية، فهل هم مع الشق الأول أم مع الثاني، وبذلك كان السؤال من شقين، الشق الأول وتكفي الإجابة عنه بنعم أو لا، نعم في حالة الإيجاب بأن الرجل اليافعي مساند للمرأة وداعم لها لخوض غمار حياتها وعملها بكل أريحية ودون ضغط أو منع ما لا يخل بالشرف والمساهمة بقوة في تنمية نفسها ومجتمعها، ولا في حالة السلب والمنع والرفض والنظر إليها نظرة دونية قاصرة أو كمكلف كما تنظر إليها بعض المجتمعات، وهنا يكون المجتمع الذكوري المتحكم والمسيطر والفارض، والشق الثاني من السؤال يكمن في إعطاء الرأي وتفنيد الأقول في وضع المجيب أو المتابع للرجل اليافعي في خانة المجتمع الذكوري الفارض قوته وسلطته على المرأة أو في خانة المجتمع المانح والمساهم لها.
وقد كانت الإجابات والردود والتعليقات كثيرة، بعضها دارت حول دور المرأة اليافعية في المجتمع وليس حول دور الرجل ورؤيته لها والبعض تحدث بكلام عام عن مكانة المرأة في المجتمع العربي أو الإسلامي وأتى بأدلة من القرآن والسنة، وكل هذا جميل ولكنه لا يمت بصلة لموضوعنا وتساؤلنا، ولا يدخل في إطار تقييمنا واختيارنا، وهناك من تحدث بلغة الماضي وآخر بلغة المستقبل بالسين أو بسوف كما سيكون معينا إن عمل كذا وكذا… وسؤالنا عن الحاضر والواقع المعاش ولا بأس أن يكون للماضي والموروث مكانة فيه، فمن ليس له ماض كما يقال لا حاضر له ولكننا نبحث عن الحاضر بزمنه الحالي التام.
عموما من أجاب عن السؤال بشقيه وبوضوح وعددهم لا بأس به، فمنهم من أعجبنا برأيه ومنهم من مررنا عليه موضحين بعض اللبس، ومنهم من زكينا قوله أو رأي رئيسة الجمعية حوله، وبغض النظر أين وضع صاحب الرأي والتعليق الرجل اليافعي وفي أي خانة أهو في خانة الإيجاب والمساندة أم في خانة السلب والمنع والتحجر، يهمنا الأدلة التي تفند رأيه وتؤكد صواب ما يؤمن به، لنجعلها أرقاما ودرجات للحكم، واستثنينا من هذه التعليقات ما شابها الكلام الإنشائي البعيد عن الموضوعية، فأي تعليق صيغ بلغة تعبيرية إنشائية دون أدلة أو حقائق أو فكرة واضحة وإن كان محل إعجاب القراء فليس محل تقدير اللجنة ودرجتها القائمة على شرط الإجابة الواضحة والمستندة على الحقائق والأدلة الموضوعية من الواقع اليافعي المعاش، وفي حالة الرد بالإيجاب ننظر إلى الأدلة، فإن تمكن المجيب من إظهار المجتمع اليافعي كمجتمع عربي مسلم محافظ على أصالته وموروثه، وأكد بالأدلة الملموسة أن هذه الثقافة العربية والإسلامية المتوارثة في هذا المجتمع قد منحت المرأة حقوقها في كل شيء، في حق التعليم، وحق العمل، وحق الميراث، وحق الزوجية وغيرها، ولم تبخسها شيئا ولم تضعها في خانة المكلف، يكون صاحب التعليق من ضمن الاختيار، وإن كانت رؤيته لهذا المجتمع بأنه مجتمع ذكوري أو مجتمع مليء بالأعراف والتقاليد المجتمعية الدخيلة على الثقافة العربية والإسلامية نظرنا إلى الأدلة التي أشار بها إلى ذلك، وإن أوضح شيئا من التغيير الذي حصل لهذا المجتمع في الآونة الأخيرة ودلل فنعم الرأي، وكان مروره من ضمن قائمة الاختيار.
✍ النتيجة وإعلان الفائز:
تحت هذا التقييم والاختيار وجدنا إجابات عديدة هي الأقرب منالاً لما طرحناه، وكانت جلها محل إعجاب القراء، ولكن القارئ الكريم قد يعجب أحيانا بحسن الصياغة والطرح أو بالاسترسال بالكلام، ولكن اللجنة يهمها وضوح الفكرة والإجابة المقنعة أو الأقرب إلى الإقناع، يهمها الكيف وليس الكم، وكذلك لأن المسابقة تقوم على اختيار الأفضل من كل الإجابات تحت هذه القواعد التقييمية، فقد رأت بأن أفضل إجابة هي:
(بالحقيقة تعيش المرأة اليافعية في مجتمع ذكوري عملياً على الصعيد المحلي والإداري والمجتمعي
ولكن هناك تحسن ملحوظ وبداية فكر وتشجيع للمرأة اليافعية لكي تكون مشاركة للرجل اليافعي والاسهام في العمل على المستوى اليافعي، فما نلاحظة حالياً هو بداية خير وذلك من خلال الاهتمام بالمرأة اليافعية، وتشجيعها على الدراسة والوظيفة التي كانت معدومة للمرأة اليافعية سابقاً بحيث لم نكن نشاهد لا طبيبة ولا معلمه ولا مديرة مكتب ولا حتى ناشطة أو مصلحة إجتماعية.
من منظوري الشخصي بأن على الرجل اليافعي تشجيع المرأة اليافعية على العلم ثم العلم ثم المشاركة في العمل ولو على الصعيد المحلي مبدأياً وتكون المرأة اليافعية حاضرة في المستشفى والمدرسة والسوق التجاري والمكاتب الإدارية أفضل مليون مرة من أن يشغل هذه الأماكن نساء من خارج يافع، بالتوفيق لكن حرائر يافع، وبالطبع سنكون بجواركن سنداً ومدداً وعوناً).
وبذلك يكون الفائز الأخ/ نائف العوذلي الحدي، صاحب الإجابة السالفة الذكر. ونشكر كل من مر وعلق وأدلى بدلوه فالهدف الاستفادة والتوعية.
رئيس لجنة المسابقة /
د. أمين حسين عبدالله القعيطي
أستاذ اللغة والنقد والأدب الحديث المساعد في كلية التربية يافع- جامعة عدن