أربعة بيننا هم شر محض فلا تشفق عليهم ولا تناصرهم، وإذا قابلتهم قل اللهم لك الحمد أن عافيتني مما ابتليت به كثيرا من الناس

✍ أولهم الدنبوع وشرعيته: فذلك الرئيس اليمني الهارب وحكومته من قصور صنعاء إلى فنادق الرياض، بلوتهم بلوة وتكمن في صلعة الدنبوع البراقة التي أغرت المخدوعين به تحت مقولة إن الصلعة وتساقط الشعر من كثر العلم والثقافة وقوة الدهاء والعقل، ولكنهم لم يدركوا أن صلعة الدنبوع خرف وحمق وغباء مركب لدرجة أنك لا تجد في رأسه شعرة ولا في دقنه وشاربه ولا حتى في رموشه وحواجبه، وهنا يكمن الحمق والغباء لا الدهاء، فإن لم يكن كذلك فما سلم هذا الهارب ودنابيعه صنعاء وقصورها للحوثي على طبق من ذهب، وما استلم خرقة علم من الرئيس المخلوع وظن أن قده الرئيس، وهو يعلم علم اليقين أن المخلوع المشهور بالدهاء والمراوغة لم ولن يسلمه أكثر من ذلك، فلا السلطة سلمه ولا القصر ولا الكرسي، وظل يمني نفسه بذلك رغم أن المخلوع قد قالها له ولهم بصريح العبارة لن أسلمها إلا لأيدي أمينة، أو ظن ذلك الغبي ودنابيعه أنهم تلك الأيادي الأمينة وهو الكوز المركوز طيلة نيابته لمن يرقض عقودا على رؤوس الثعابين، عموما مرت الأيام والدنبوع وحكومته لا يملكون سوى العلم بينما ظل المخلوع محتفظا بالجيش والقوات المسلحة والمعسكرات والمعدات، والمؤسسة الاقتصادية العسكرية والحرس الرئاسي والجمهوري والأمن المركزي وكل الألوية والقوات العسكرية والأمنية، وما هي إلا أيام معدودة فإذا بالدنبوع يفاجأ بأن المخلوع قد سلم كل ذلك للمليشيات الحوثية، لتحاصر قصره وتقتحمه وتقول له قم أيها الدنبوع من فوق الكرسي اذهب إلى غير رجعة فأنت وحكومتك لست أهل لذلك، بصراحة هذه هي الدنبثة أقصد الدنبعة ونهاية كل دنبوع أصلع أحمق سلم له خرقة علم وظن أن قده رئيس الدولة والآمر الناهي مع أنه يعلم أنه لم ينتخب وإنما زكاه من هم على شاكلته ليكونوا البطانة والحكومة، وكانت النتيجة كما ترون.. حروب طاحنة، وحكومة هاربة فاشلة، وصراعات طويلة دامية، ومواجهات عويصة بين أطراف كثيرة ومتعددة، ومقابر بالآلاف، ونازحون بمئات الآلاف، وانعدام المشتقات، وتدمير الخدمات وتعطيل احتياجات الناس وأعمالهم وأسفارهم، وحصار جائر، ووصاية دولية وخليجية وبند سابع، وموت خانق وأسعار لاهبة وغلاء معيشة، ولا كهرباء، ولا ماء مع انهبار تام لمنظومة الدولة والعملة، وجوع، وفقر، ومرض، وبلاء ووباء، وكله بسبب الدنبوع وصلعته وسلطته وحكومته الفاشلة، والمصيبة أن هذا الدنبوع نسي كل ما فعل به المخلوع فبكاه حين غدر به، كما نسي أن من يبكيه اليوم هو من ضحك عليه بالأمس بملء شدقيه حين حاصرته مليشيات الحوثي، كما نسي أن من يمتدحه ويعدد مناقبه بنعيه لم يعترف لحظة برئاسته ولم يسلمه سوى العلم هزءا وسخرية به ونسي أنه سلم الحوثي كل ما تحته وفوقه معترفا بصاحب الكهف وليا وسيدا، ولكن ماذا نقول للدنبوع ودنابيعه الهاربين معه، سوى اللهم لا تولهم علينا أبدا.

✍ وثانيهم جماعة الإخوان وحزب الإصلاح اليمني بكل قياداته وأنصاره، فهؤلاء بلوتهم الكذب والدجل وتزوير الحقائق والتسلق على رقاب الناس للوصول إلى السلطة بأي شكل وأي ثمن كان، هم خوارج العصر يكفرون الحكام ويفتون بالكفر واستباحة دماء كل من يخالف نهجهم أو يقف حجر عثرة ضد تطلعاتهم، ويتفنون في وسائل ثوراتهم ويتخذون من الإعلام وسيلة كبرى لأباطيلهم، يفعلون كما كان يفعل الخوارج حين شجعوا الشعراء وأخرجوا منهم سلطة الشعر السياسي في عصر بني أمية والعباس، فأكثر الشعراء السياسيين كانوا منهم، وهكذا هم الإخوان خوارج اليوم بمطابخهم الإعلامية الكثيرة وأبواقهم المتعددة، ودائما هم في صف المعارضة والخروج بالشارع نحو الثورة والفوضى، ولكنهم إن وصلوا للسلطة أقصوا الثوار وكل الأحزاب والتيارات والجماعات بل والديانات، وقد فصلوا الدين على مقاسهم، ووضعوا لهم من الآيات والشواهد ما يوافق هواهم، ودون ذلك يعدونه قشورا وليس من الدين والأصول، وبذلك هم أصوليون بالفطرة وميكافيليون سليقة، وكلاميون فلسفة، وقد كفروا الاشتراكي فشاركوه، واستباحوا دماء الجنوبيين لينهبوا أرضهم ويوزعوها بينهم فيدا وغنيمة، وخلعوا شريكهم في احتلال الجنوب وسلموه للحوثي على طبق من ذهب، وشاركوا الحوثي في ثورتهم الربيعية وقاتلوه ثم خاووه، وهكذا هم مذبذبون في الأرض، ويفتون بالجهاد وحين ظهرت رايته كانوا أول الهاربين لفنادق الرياض وأسطنبول، فلا بارك الله فيهم فبلواهم كثيرة، ودعاويهم حقيرة، ولا نملك إلا أن نقول اللهم لا تبلينا بهم ولا تسلطهم علينا، واجعل بيننا وبينهم سدا إلى يوم الدين.

✍ وثالثهم المليشيات الحوثية بزنابيلها وقناديلها، فهؤلاء بلوتهم بلوة في الدين والدنيا والسلطة وغيرها، يتخذون من المظلومية تقية ومن الولاية وقاية، يدعون أنهم أنصار الله وأحباؤه ولا ينصرون إلا الشيطان وحزبه، شعارهم القتل والدمار، الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ولم يقتلوا أمريكيا ولا إسرائيليا واحدا، بل حموا السفارة الأمريكية حين دخلوا صنعاء واقتحموها كما اقتحموا سفارة السعودية وكل الدول العربية والإسلامية، وشردوا أهل صنعاء ودخلوا إلى غرف نوم الساسة وأذلوهم وأهانوهم وقتلوا آلاف مؤلفة من اليمنيين، ودمروا بيوتا كانت مشيدة، وطمسوا تاريخ أمة وهوية شعب، ومسيرتهم كما يدعون قرآنية ولكن من يقودها شيطان مارد خرج من كهوف مران، وتحت راية هذه المسيرة أحرقوا المصاحف ودمروا دور القرآن والسنة ومنعوا الصلاة والعبادة، وفرضوا جزية الخمس على المسلمين، وآخر دعواهم وشعارهم وصرختهم اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، فلا يهودي وصلته لعنتهم ولا انتصروا للإسلام أو رفعوا رايته الحق يوما، بل دمروا عراه وأظهروه للعالم بأبشع صورة، تعرفهم بالكذب فهو سمتهم وبالخرافة والشعوذة والجاهلية الأولى وهذه ديدنهم، يدعون أنهم سادة الأرض وقناديل الدنيا ومصابيح السماء وحفدة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهم نيران مستعرة ووحوش كاسرة وشرر متطايرة ونيازك حارقة وعقول خاوية، لا تفقه من الدين شيئا، مرجعهم قم ودينهم يتخذونه من ملزمة، وبالتالي هم شر الأمة وأبعد الناس نصرة للدين الله ورسوله ونهجه وسنته، فما أظنهم حفدة الرسول صلى الله عليه وسلم بل هم أحفاد مسيلمة الكذاب وسجاح وابن السبأية اليهودي وأبي لؤلؤة المجوسي، وقد اجتمعوا على شر محض وكانت النتيجة ما ترون، اللهم لا تبتلينا بهم ولا تولهم علينا أبدا.

✍ ورابعهم القاعدة وداعش وأخواتها، بلوة هؤلاء التغني بأمجاد الأمة وإعادة الخلافة كما كانت في عهد الصحابة كما يزعمون وهم في الأصل صنيعة استخبارات محلية وعربية وعالمية يدارون بالريموت كنترول لتنفيذ مخططات ومشاريع خارجية ولتصفية حسابات سياسية، هم مجموعة عناصر إرهابية وهم أغبى الجميع لا يعون ما يعملون ولا يدركون إلى ما يرنون من سوء فعالهم وإجرامهم، فتارة يدعون أنهم يطلبون استعادة الخلافة الراشدة وتارة يدعون أنهم يطلبون إعادة خلافة بني أمية والعباس وأخيرا ظهروا في داعش على حقيقتهم فإنما هم رعاع من الإخوان خرجوا من أصلابهم ويطلبون إعادة الخلافة العثمانية، فهم مثلهم يقتلون القادة وأصحاب الريادة من العرب والمسلمبن وأهل السنة ويتركون أهل البدع والكفر والشعوبية والزندقة، ويختلفون عنهم بأن وسيلتهم لا تمت للسياسة بصلة فهي وسيلة التفجير والنسف والقتل والذبح والإحراق والتدمير، فدمروا بذلك حضارة الأمة العربية والإسلامية وأمجادها في البتراء وأفغانستان وغيرهما مع أنهم يدعون إعادتها، كما أنهم يقتلون الدعاة والولاة والقادة وكل ما يجدونه في طريقهم يوالي الدولة وسلطتها، وهم بذلك شر محض كالإخوان والحوثية، ويختلفون عنهم بأنهم مجموعة عناصر وتنظيمات تشتهر بالخفاء والتلون والانعزال الكلي عن الناس والعالم، فلا يظهرون إلا حين يراد لهم الظهور ويكون ذلك حين تحل الفوضى العارمة، فلا يستطيعون العيش إلا فيها، فيدمرون فوق ما هو من دمار، اللهم لا تبتلينا بهم ولا فيهم ولا كما ابتليتهم، ولا تسلطهم علينا أبدا. اللهم فأحينا مسلمين هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين، ولا تجعلنا مع الظلمة والقتلة ولا لهم نصيرا، أحينا تحت راية الحق ودولة العدل والأمن والأمان لنعبدك ربي كما تحب وترضى…

د. أمين القعيطي
٢٥/ ٤/ ٢٠٢١م

Author

CATEGORIES