تجذير هوية الجنوب العربي في الذاكرة الجمعية للأمة يتطلب استقلال تام من المرجعيات اليمنية السياسية والاجتماعية والدينية

تجذير هوية الجنوب العربي في الذاكرة الجمعية للأمة يتطلب استقلال تام من المرجعيات اليمنية السياسية والاجتماعية والدينية

الاعتراف بالواقع هو الأرضية الصلبة لأي بناء ناجح بما فيه بناء الدولة.
 منذ يونيو عام 1969م جرى تجريف المرجعيات الأساسية لهوية أمة الجنوب العربي بشكل ممنهج واكتمل الامر بعد قيام الوحدة حتى تحول الجنوب العربي الي مجرد مساحة ارض تابعة للعربية اليمنية وسكان ليس لهم هوية مستقلة.

وسنتحدث باختصار هنا عن المرجعية السياسية على النحو التالي :

أولا : المرجعية السياسية :

1) الاحزاب السياسية التي تتولى تمثل المرجعية السياسية (مؤتمر، إصلاح، اشتراكي، ناصري، بعث، وبقية الاحزاب اليمنية ) كلها مرجعيات سياسية لا تعترف بالجنوب العربي إلا بالمشروع السياسي للوحدة والحكم المركزي من صنعاء.

حتى حزب الرابطة الذي قام منذ الخمسينات للمطالبة باستقلال الجنوب العربي أجبر قسرا بعد الوحدة ان يتنازل عن مشروعه الجنوبي ويتيمنن لخدمة مشروع الحكم المركزي من صنعاء ، ولايوجد أي حامل سياسي مؤسسي ومكتمل يتبنى المشروع السياسي لاستعادة دولة الجنوب العربي بشكل واضح ومستقل عن كل المشاريع السياسية الاخرى غير المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017م، وهو يمثل اليوم المرجعية السياسية الأساسية لمشروع دولة الجنوب العربي حتى وان اعترى جزء من عمله النقص والتقصير.

يضاف إليه حزب الرابطة إذا هو فعلا عمل المراجعة الضرورية لأدبياته الحزبية للتنبي الحصري لمشروع دولة الجنوب العربي.

لهذا السبب كل سهام الخصوم السياسيين موجهه ضد الانتقالي باعتباره حامل سياسي جنوبي مستقل خارج سرب الأحزاب اليمنية التي تخدم مشروع دولة المركز في صنعاء.

وإذا نجحت في إسقاط الانتقالي تماما فلا يوجد أي بديل جنوبي فاعل متكامل شعبيا ومؤسسيا يمكن ان يتبنى مشروع استعادة دولة الجنوب العربي.
 
وأمام تلك التحديات في مواجهة الأعداء التاريخيين لأمة الجنوب العربي ومؤامراتهم القذرة يتطلب منا الحرص الوطني الجنوبي على الانتقالي وتجاوز الأخطاء والنواقص في عمله حتى لا يخسر الجنوب العربي فرصة تاريخية لاستعادة دولته وأرضه وهويته وتاريخه.
 
ملاحظة:

نكمل بعد في منشور قادم عن المرجعية الاجتماعية والدينية
 

بقلم م . مسعود أحمد زين.

Authors

CATEGORIES