كتاب «نبيل القعيطي .. شهيد الكلمة..ابتسامة وطن» – الحلقة السابعة عشر (لماذا قتلوا صاحب البسمة.. حامل لواء الحقيقة؟! 4 -7)

الباعث الرابع: التوتر السياسي وتعدد أطراف الصراع
وهناك من يرجع أسباب اغتيال المصور الحربي الدولي نبيل القعيطي، إلى التوتر السياسي في عدن، في ظل وجود صراع حربي كبير ومرير في الجنوب، طال أمده وكثرت فيه الأطراف المتصارعة، مما يصعب تحديد طرف دون آخر في هذه العملية المروعة والبشعة، وهذا ما صرحت به صحبفة جورساليم بوست الاسرائيلية، حيث قالت بعد أن استعرضت حادثة اغتيال القعيطي: “بالنسبة للمصورين الصحفيين القتاليين العاملين في الميدان، فإن عدم الاستقرار في الحياة اليومية يأتي مع أرض المهنة، ليس فقط بسبب المواقف الخطيرة التي يدخلونها في الحياة اليومية من أجل سرد القصة، ولكن أيضًا بسبب العمل الذي ينشرونه، والذي يمكن اعتباره مثيرًا للجدل من تلقاء نفسه. عند تغطية طرفين متحاربين، من المرجح أن ينزعج شخص ما”.

نبيل القعيطي في مقدمة الصفوف والخطوط الأمامية
وعن الوضع السياسي المتوتر في عدن وضواحيها، وتعدد أطراف الصراع، تحدثت كثير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العالمية، على رأسها قناة روسيا اليوم، التي قالت في تقريرها الإخباري عن نبأ اغتيال المصور الحربي العالمي نبيل القعيطي: “تجدر الإشارة إلى أن مدينة عدن الواقعة جنوبي اليمن تشهد أوضاعاً أمنية متوترة في ظل استمرار الانقسام بين القوات الحكومية الموالية لعبد ربه منصور هادي، وقوات المجلس الانتقالي، التي تسعى للانفصال عن شمال اليمن”.
وسارت على هذا النهج أغلب الصحف البريطانية، وعلى رأسها صحيفة البوابة اللندنية والجارديان البريطانية، وقالت الأخيرة: مستشهدة بقول صابرينا بنوي، من مراسلون بلا حدود: ” لقد وصل انقسام الدولة واستقطاب وسائل الإعلام فيها إلى نقطة حرجة أصبح فيها الصحفيون الآن أهدافًا مفضلة، بغض النظر عن المنطقة التي يغطونها”، وأوضحت الصحيفة: “يوم الثلاثاء كانت هناك مراثي لـلقعيطي على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مزاعم بأن الإصلاح كان وراء القتل… وإن قتل صحفي يمني بالرصاص في مدينة عدن الجنوبية في حادث من المرجح أن يشعل التوترات بين الحكومة والانفصاليين الذين يسعون إلى الاستقلال في الجنوب”.
وأكدت فاطمة أبو العصرار، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ومقرها الولايات المتحدة، هذا الرأي، حيث قالت: ” قد يكون من العبث أن نعلق هذا الأمر على حزب الإصلاح؛ لأن هناك لاعبين سياسيين آخرين في الجنوب، بمن فيهم أنصار هادي الذين يريدون قمع صوت المجلس الانتقالي؛ لهذا السبب هناك حاجة ماسة لتحقيق عادل “، وأردفت “هذه حادثة مروعة، سيكون لها آثار سياسية، تزيد من الشعور بالضعف والمظالم الجماعية لدى الجنوبيين”.
وعلى نهج الصحف البريطانية سار الإعلام الأمريكي، وصرحت به وكالة الاسوشيتد برس الأمريكية، وبثته قناة ABC الأخبارية الأمريكية، حيث قالت: “جاءت وفاة القعيطي وسط تزايد التوترات والاقتتال بين الحكومة المعترف بها دولياً والانفصاليين الجنوبيين الذين أعلنوا الحكم الذاتي لعدن في أبريل، وتشهد اليمن، أفقر دولة في العالم العربي، اضطرابات بسبب الحرب الأهلية منذ عام 2014م، عندما سيطر الحوثيون على شمال البلاد، بما في ذلك صنعاء”.




