عدن ليست بخير ؟!
ليست بخير فقط ، إنما هي بألف خير.
يعتبر المجتمع في عدن هو الأكثر تحضراً ، ويحتل المرتبة الاولى من بين بقية المحافظات في الجنوب والشمال.
ولذا إذا حصلت أي جريمة أو خلل ، ترى الجميع منتفض لإستنكاره وتقوم الجهات المعنية بدورها نحوه ، وليس هناك من يقوم بالتستر على ما يحدث بناءً على نازع تعصبي قبلي أو مناطقي أو حزبي.
القانون في عدن أكثر وجوداً في مفهوم الناس ومؤسسات المحافظة ، وفي سير وسرعة القضاء ، والدليل انه عندما حدثت جريمة اغتصاب طفلة قبل عدة أشهر ، لم تمر سوى أيام معدودة حتى تم تنفيذ القصاص بحق المجرم وإخراجه لساحة الإعدام.
عدن أقل محافظة من حيث وجود مظاهر حمل السلاح ، والآن هناك حملات أمنية لمنع حمل السلاح وسيتم التطبيق ، وهذا الأمر ليس موجوداً في عواصم بقية المحافظات ومدنها الطاغي عليها مظهر حمل السلاح أو المسموح بحمله.
السيئون لا يظهرون إلا في الجوانب السيئة ، ويختفون في الجوانب الإيجابية.
يظهرون في مواقع القمامة ، ويختفون في مواقع الذهب والماس والفضة والزبرجد.
ينتقدون الجانب السلبي النادر ، ولا يشيدون بالجوانب الإيجابية الكثيرة والمتعددة.
يذرفون دموع التماسيح ويقيمون الدنيا ولا يقعدوها في حالة حدوث شيئ سلبي نادر ، وهذا ليس منطلقاً من جانب إنساني عندهم ، إنما من دافع مكايدة سياسية وتشويه لخصم سياسي لا أكثر .
في السنوات الاخيرة استطاعت السلطات الامنية في عدن ان تحقق الامن والاستقرار وهذا أمر محسوب لها ، وان حدثت أي اختلالات فهي نادرة والنادر لاحكم له.
ومثلما ننتقد أي اختلالات نادرة يجب أن نشيد بالايجابيات الكثبرة.
ومثلما ننتقد ارتكاب جريمة مقتل طفلة ، يجب أن نشيد برجال الامن الذين قبضوا على الجاني لينال جزاءه الرادع.
صحيح عدن ليست ملك سماوي معصوم من الخطأ حتى لا يقع فيها أي جريمة ، لكنها ليست شيطاناً كما يريد أن يصورها ويُشوهها أولئك الشياطين.
تحسباً أو احترازاً لكي لا تنزلق عدن في مربع الفوضى كما يخطط ويريد لها أولئك المغرضون ، يجب تجسيد مفهوم الأمن مسؤولية الجميع ، يتعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية من حيث الرقابة والإبلاغ.
كل من يحل في عدن من ساكن أو نازح أو لاجئ تقع على عاتقه مسؤولية التعاون مع رجال الأمن بالرقابة والإبلاغ ، ومن لا يتعاون فليس إلا متواطئاً أو راضياً بأي انزلاق أمني أو اختلالات تحدث.
عدن تنعم بالأمن والاستقرار ، وهي بخير وألف خير ، وعلى الجميع أن يعمل على أن تظل الثغر الباسم مستمرة ومنعمة في كل خير وأمان ، ومن يريد أن تظهر أو تتجه لتكون ليست بخير ، انما هو من يقف وراء ما حدث ويحدث مستهدفاً تعكير صفاءها وخلخلة أمنها وأستقرارها ، ولن يستطيع ان يتحقق لهم ذلك بفضل الله ، فعدن التي تقدمت لا يمكن أن تعود للخلف.