إضراب المدارس الحكومية وتشرد الطلاب بالشوارع.. إلى متى؟!

رئاسة الحكومة وكل الجهات المعنية تعاملت وتتعامل مع إضراب المعلمين بأذن من طين وأخرى من عجين ببساطة لأن أولادهم بمدارس خاصة أو خارج البلاد.
الجهات المعنية تارة تتجاهل المطالب وتارة تعطي مسكنات للتهدئة لرفع الاضراب لكن النقابات لا تثق بذلك وتستمر بتجميد العملية التعليمية حتئ يتم الرضوخ وترى انه لا يفل الحديد الا الحديد.
صار كل طرف يمارس الضغط على الاخر بطريقته فلا الحكومة استجابت ولا النقابات استسلمت وظل الحال كما هو عليه دونما انجاز خطوة ايجابية.
بالمقابل هناك من يدفع الضريبة دون ان تأبه لهم الجهات المعنية الا وهم شريحة الطلاب الذين تطحن أسرهم الظروف المعيشية وزاد الطين بلة إغلاق المدارس الحكومية فغدا اغلبهم في الشوارع يتسكعون ومؤكد ان كثير من الشباب في مرحلة الاعدادية والثانوية بسبب التعطيل قد ارتبطوا بشلل ورفقة سوء والطامة ان ادمنوا الحبوب او الشمة او القات او التدخين او انجرفوا في طريق اللاعودة.
مادعاني لقول هذا انني رأيت شابا صغيراً تناول حبة من الحوت وهو يقود الباص ترى كم من الحبات يبتلع يومياً وماالذي بعده؟!.
وشباب غدوا علئ حال يرثى له من السير في حالة اللاوعي وآخرون اعتدوا بالضرب على امهاتهم او اخواتهم او اصدقائهم او تحولوا لصوصاً لتأمين ثمن الانحرافات.
أولياء الامور يكدحون لتأمين لقمة العيش والتنقلات ومستلزمات الدراسة بينما المعلمون مضربون والثمن يدفعه الطلاب.
بالمناسبة ابن التربوي ليسى بمنأى عن العواقب الوخيمة والتربوي كمدور ابرة ومضيع شريم فقد بلغني ان ابناء لتربيون واكاديميين انحرفوا والسبب التعطيل ورفقة السوء فالصاحب ساحب.
نكرر ياجماعة الطلاب في المدارس الحكومية حالهم واقف انقطعت الدراسة وتعطلت الامور والشباب للشوارع او المعسكرات والبنات منشغلات بالمسلسلات ومتابعة الموضات والمبيضات*
*الجدير ان المدارس الخاصة تفتح ذراعيها لطلابها بينما المدارس الحكومية تغلق ابوابها وهذا مؤسف للغاية.
وطبعا قلت سابقا انني ضد خصخصات التعليم والاتجار به تحت مسميات ماانزل الله بها من سلطان كونها تقليعة جديدة وافدة للمحافظات الجنوبية تضيق الخناق على الفقير وتقصيه من حقه في التعليم المجاني والسبب الرئيس في عدم التجاوب مع المطالب الحقوقية لكون ابناء الصفوة فبها والغلبان له الله رغم ان شريحة الفقراء هم الاكثر تفوقاً وجدارة في الغالب مع ذلك التجهيل والتضليل يمارس بحقهم لحرمانهم من حقهم في التعليم والابتعاثات ولا نجاة الا لمن رحم ربي فقد نجحت السياسات الظلامية من تأصيل وتجذير الفروق بين الطبقات وقضت على اهداف ومبادئ الثورة.
وحقيقة مااظن ان المدارس الخاصة لديها من الامكانيات مايفوق المدارس الحكومية لكنها القناعات والعجلة تسير بنصف مايتقاضاه المعلم بالحكومي.
لا اعلم لماذا يهدم المعنيون المعنويات المحبطة اكثر من غرس المحفزات فالمعلم افضل حالاً مقارنة بمنتسبي الامن والجيش والقوات الجنوبية المرابطة من دون مرتبات ولاتقولوا انهم يستلموا بالسعودي ونحن بالفتات اليمني لأن الالف لا يشمل الكل ثم ان صاحب الالف يقضي في الجبهات واحسبوها علاوة خطورة لان صاحبها معرض لفقد حياته في اي لحظة وكم من باحث عن الالف فقد حياته قبل ان يتهنئ بها.
ورسالتي للحكومة ان كنتم ترون ان المطالب حقوقية ومشروعة فلماذا تضييع الوقت في المماطلة والتسويف مادامت الامور ستنتهي حتماً الى توافق.
ورسالتي الى الاخوة في النقابات تحملوا مسؤوليتكم وركزوا علئ الاولويات للخروج بنتائج مرضية.
رفع الاضراب واجب وطني وانساني واخلاقي ومهني وتربوي ونصيحتي لا تحبطوا الطلاب ولا تتسببوا في تعقيد المعقد اصلا لكون الاضراب لا يأتي الا لتلبية رغبات جهات بعينها تريد بالجيل انتكاسة وتجهيل.
في الاخير اتمنى ان يؤثر كوادر المدارس الحكومية المصلحة الوطنية علئ المصلحة المادية فأي مكسب سيتحقق وانتم كمن يدور للفائدة ومضيع رأس المال فأنتم تبحثون عن الزيادات وتهملون فلذات اكبادكم فما جدوى الزيادات ان ضاعت فلذات الاكباد وانحرفت؟!.
وماتنسوا الصلاة والسلام علئ اشرف الانبياء والمرسلين.




