هل عودة دولة الجنوب إلى ما قبل الوحدة جريمة

في 2007 وقفت شخصياً مع الحراك الجنوبي، وتحدثت عبر قناة عدن لايف وقلت بالحرف الواحد “لقد دقت ساعة عودة دولة الجنوب إلى ما قبل الوحدة” ودافعت عن الجنوب وأبناء الجنوب في برنامج الإتجاه المعاكس من قناة الجزيرة، وقد دفعت ضريبة هذه المواقف، لأنني الخليجي الوحيد الذي وقف مع الإنفصال والقضية الجنوبية آنذاك، وقد كنت أسجل موقف، لا زلت مستمراً عليه حتى اليوم، لأننى أرى في عودة الجنوب قوة لدول الخليج، في مواجهةالأطماع الخارجية، وبعد تحرير عدن 2015، لا زلنا نواصل النضال مع كل الشرفاء بالكلمة والصوت، من أجل عودة دولة الجنوب إلى سابق عهدها .

الحمد لله كانت نظرتي ثاقبة عن الوحدة، فعند تحقيق الوحدة أقامت سفارتي اليمن شمالاً وجنوباً حفلاً كبيراً في أبوظبي رفضت حضوره، بالرغم من أنني كنت من دعاة الوحدة، ورسالتي الجامعية تحمل عنوان “الوحدة اليمنية حاضراً ومستقبلاً” إلا أن نظرتي للوحدة كانت بالتأني وتوحيد القلوب قبل توحيد الشعوب، ولا بد من أخذ العبر والدروس من الإتحادات العربية التي فشلت، وخير مثال : الوحدة السورية المصرية، قامت في 22 فبراير 1958، وأنتهت في 28 سبتمبر 1961، متى يستوعب العرب هذه الحقائق .

وفي التجربة اليمنية قلنا مراراً وتكراراً “الوحدة لا تفرض بالقوة” مثلما حدث من إجتياح شمالى على الجنوب عام 1994 .

والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هو الفرق بين الأمس واليوم، هل الإنفصال جريمة في ظل تنافس كل قوى الشمال بقياداته السياسة، وحزب الإصلاح الإخواني الذي كون ميليشيات مسلحة في مأرب وتعز وسماها “جيش الشرعية” لإعادة الجنوب إلى بيت الطاعة في باب اليمن .

بالأمس حينما خرج الحراك في 2017 كان عارياً بلا أنياب، أما اليوم فالجنوب لديه قواته المسلحة التي تدافع عنه وتحقق مكاسبه، وتعيد دولته التي أغتصبت في 1990، وتم نهب شعبها وثرواتها في 1994 .

الله المستعان منكم تريدون تحويل حرب تحرير الشمال من ميليشيات الحوثي، إلى حرب تحرير الجنوب من أهله، لن يتم لكم ذلك وتذكروا جيداً حينما قصفت ميليشياتكم المتجهة إلى عدن يوم 29 أغسطس 2019، والجاهل عدو نفسه .

*د. خالد بن محمد بن مبارك القاسمي*

Author

CATEGORIES