الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي وفاة الأستاذ. د محسن قاسم وهيب

تنعي الهيئة الأكاديمية الجنوبية إلى شعبنا في الجنوب ، وإلى الأسرة الأكاديمية في جامعة عدن وفاة البروفيسور الدكتور محسن قاسم وهيب باعباد عميد كلية التربية صبر ووكيل محافظة عدن لشؤون التربية والتعليم ، الذي لقي ربه يوم امس الأحد، في احد مستشفيات القاهرة الموافق 12/ 6 / 2022م بعد ان تعرض لاكثر من جلطة دماغية شديدة في الشهور الأخيرة من حياته.
لقد تلقت الهيئة الأكاديمية هذا النبأ المؤلم بصدمة كبيرة وحزن عميق ، لما لهذا الفقيد من مكانه عظيمة في قلوبنا وفي قلوب شعبنا وفي الوسط الأكاديمي. فهو من الرعيل الأول من المناضلين ، الذين حملوا على كواهلهم قضية شعبهم العادلة منذ ان صنعتها قوى الاحتلال والاحتيال الشمالي المتخلفة في حرب 94 م .
حين كان شعبنا مغلوبا على امره ومصدوما بغدر الطرف الآخر واحتلاله .
لقد ناضل الفقيد من موقعه في الحزب الاشتراكي ضد مظاهر الغزو والاحتلال التي تمخضت عنها تلك الحرب القذرة .
ومنذ 2007م كان الدكتور وهيب الذي وهبه الله صلابة نادرة وروح مواجهة في مقدمة الاكاديميين والمثقفين والمناضلين الذين انخرطوا في موكب الثورة الجنوبية التحررية من اول يوم بل ومهدوا لها تمهيدا، تلك الثورة التي عرفت باسم الحراك السلمي الجنوبي ، وكان فقيدنا من بين عدد محدود من الأكاديميين، الذين اسسو الهيئة الأكاديمية الجنوبية في نهاية 2007م في سبيل خلق وعي جنوبي جديد ، وقد كان اسمها في البدء المجموعة الأكاديمية الجنوبية وذلك الى جانب المناضل د حسين العاقل وآخرين.
ماذا نحدث عن هذا الرجل الاستثنائي في هذا البيان الحزين وفي هذا الرحيل المفاجئ الذي جعل قلوبنا تبكي، واقلامنا تذرف الدموع؟؟!
ان مسيرته الظافرة المظفرة، منذ مطلع شبابه طالبا، وفي دراسته الجامعية والعليا ، كان مثالا في التالق والتفوق وقد أنجز دراسته العليا في بلغاريا ، وعاد إلى عدن في منتصف الثمانينات تقربيا، يحمل شهادة الدكتوراه ، فعين مديرا لمعهد عبدالله باذيب للاشتراكية العلمية في محافظة لحج في منطقة صبر ، وبعد ذلك بسنوات ، انتقل إلى جامعة عدن محاضرا في قسم علم النفس في كلية التربية صبر وترأس القسم سنوات، وانجز بحوثه للقب الأستاذ المشارك ثم بحوثه للقب الأستاذية ، وكان اهلا لكل ذلك. وهكذا كان يجمع موفقا بين مسيرته العلمية الأكاديمية ومسيرته النضالية إلى جانب مهامه الأخرى كرب اسرة وغيرها من المهام .
انه سليل اسرة ارتبطت بالعلم والمعرفة وهي اسرة آل با عباد . وبعد الغزو الثاني للجنوب في 2015 عين وكيلا لمحافظ عدن لشؤون التربية والتعليم، وقد ادى عمله على احسن وجه كان مثالا يحتذى، كما جاء في بيان النعي الصادر عن السلطة المحلية في محافظة عدن .
ومنذ 2016م تبوا كرسي عمادة كلية التربية صبر مستمرا في ذلك إلى وفاته رحمه الله .
كان رجلا في قمة الأخلاق مناضلا متواضعا ، مخلصاً في عمله وعلاقته متميزة مع الجميع .
فلا يسع الهيئة الأكاديمية في هذه المناسبة الأليمة إلا أن تتقدم بخالص العزا والمواساة إلى أهله فردا فردا اخوانا وابناء واقارب، وإلى طلابه ومحبيه وأصدقائه ،وإلى الأسرة الأكاديمية في جامعة عدن وإلى شعب الجنوب كافة، الذي عرف حق المعرفة هذا الفقيد المناضل والأستاذ الأكاديمي والتربوي القدير ، فهو رمز من رموز وطنا وشعبنا، رحمه الله تعالى وانزله الفردوس الأعلى من الجنة .
إنا لله وانا اليه راجعون .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .