الوضع لم يعد يحتمل
الوضع لم يعد يحتمل التخريب والتعطيل؛ فأي انتفاضة تدعو للعنف وتأخذ طابع التخريب للمصالح العامة والخاصة فهي مرفوضة وتعتبر انتفاضة مسيسة ومدسوسة من قبل قوى سياسية مهزومة تريد عبر عناصرها زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن والمناطق الجنوبية المحررة.
ما نراه على السطح أن هذه القوى تظهر بين الفينة والأخرى عبر إعلامها المباشر أو عبر أذرعها لتأجيج الوضع الذي بات كارثياً فتتوعد بالتخريب وتبشر بالسحل والفوضى العارمة في شوارع عدن، تقولها تبجحاً وطرباً كنوع من الانتهاز، ولأنها هزمت من هذه المناطق فهي مهزومة نفسياً ولا يهمها حال المواطنين ولا وضعهم المعيشي وما سيؤول إليه الحال من وضع مأساوي بعد الانتفاضة والتخريب؛ فهي تقوم بالتأجيج الإعلامي ليل نهار جعلت الجنوب والمناطق التي يسيطر عليها الانتقالي شغلها الشاغل وكأن الوضع في بقية المناطق والمحافظات التي تحكمها وتسيطر عليها المليشيات الإخوانية والحوثية في نعيم دائم …
عموماً نحن مع المطالب الحقوقية المشروعة والمعبر عنها بالشكل الحضاري الراقي والمكفول بالدستور والقانون.. نحن مع الإضراب الجزئي أو الشامل ما دعت إليه النقابة العامة أو أي نقابة رسمية معتمدة، نحن مع طلابنا وموظفينا المضربين والمعتصمين ومع كل الاعتصامات السلمية الراقية والهادفة لتحسين المعيشة ورفع الغلاء ومنع سقوط العملة وانتزاع الحقوق من حكومة الشرعية المسيطرة على موارد الدولة وبنكها المركزي فهي المخولة بمنح الحقوق وتحسين المعيشة وتوظيف الخريجين وتسوية الرواتب بما يتناسب مع الوضع وغلاء المعيشة، نحن مع مطالب شعبنا وحقوق موظفينا من أجل أن ينعم هذا الشعب الكريم الذي حرر أرضه من براثن الإمامة وعنجهية الإخوان بالحرية والاستقرار والعيش الكريم، نحن معهم ومنهم وإليهم ولسنا مع الانتهازيين السياسيين المسترزقين على ظهور الناس وجوعهم وبؤسهم؛ فننصح بألا ينجر الناس وراء الدعوات الهادمة والمشبوهة، ونحذر ما حذرت به قياداتنا من أي فئة تستغل احتقان الشعب من الغلاء والوضع المعيشي الذي بات كارثياً.
د. أمين القعيطي
عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمحافظة لحج، ورئيس الدائرة الإعلامية والثقافية بمنسقية كلية التربية يافع جامعة عدن
٤/ ١٢/ ٢٠٢١م