إتفاق الرياض.. هل هي مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بين الإنتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس هادي؟

إلى اليوم يبدو للمتابع أن إتفاق الرياض قد فشل في تنفيذ بنوده وتحقيق جوهره الذي خصص لمعالجة الاوضاع في محافظات الجنوب، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في فترة التفاوض وتوقيع الإتفاق وكذلك فترة التفاوض الثانية وتوقيع آلية تسريع تنفيذ إتفاق الرياض.
رغم الجهود المبذولة إلا أن الإتفاق وآليته لم ينفذا حتى اليوم وما زاد الأوضاع تعقيداً هو هروب حكومة المناصفة من عدن والبدء بفتح فروع للوزارات بحضرموت بعد فشلها في تقديم الخدمات، وحين لوح المجلس الإنتقالي بإتخاذ إجراءات وقلب الطاولة على الجميع فزعت راعية الإتفاق بعد سبات دام أكثر من ستة أشهر ووجهت الدعوة للاطراف الموقعة على الإتفاق للتفاوض للمرة الثالثة على التوالي في ظل عدم تحقيق أي تقدم نحو حل أزمة دفع الرواتب وتقديم الخدمات وانسحاب قوات الإخوان من شبوة وحضرموت وتشكيل الوفد التفاوضي وتغيير المحافظين.
عودة الوفد المفاوض الجنوبي الى الرياض هي قد تكون العودة الاخيرة وربما هي الفرصة الأخير للجميع فعلى مايبدو أن حكومة الرئيس هادي تماطل لكسب الوقت وهي كما أكد الكثير من قادتها خصوصاً جناح قطر وتركيا بالحكومة بعدم إعترافهم بإتفاق الرياض ولن يسمحوا بتنفيذه.
فحكومة الرئيس هادي تعمل بخبث لاحراق الانتقالي سياسياً من خلال تأليب الشارع الذي يغلى بفعل حرب الخدمات والحصار المفروض علىه من قبل حكومة هادي في جميع محافظات الجنوب بالإضافة إلى دعمها للفتن وتمزيق النسيج الإجتماعي الجنوبي وخلق الصراعات بين الجنوبيين على مستوى المديريات خاصة مديريات المثلث الجنوبي ردفان يافع والضالع وكذلك تغذية الثارات في شبوة ودعمها بالسلاح لتدمير الجنوب من الداخل.
حكومة هادي ليس لها أي هدف سوى السيطرة على العاصمة عدن وعلى المفاوض الجنوبي ألا يترك لها الفرصة لإنضاج الوضع بسبب المماطلة في إتفاق مزمن كان يفترض أن ينفذ خلال أسابيع ومع ذلك نقول إنها الفرصة الأخيرة ولا مزيد من الوقت أو التفاوض الا بعد صرف المرتبات بشكل عاجل ومنتظم وتشغيل محطة الرئيس هادي التي وقفت بقرار سياسي وقدرتها 264 ميجا وهي كفيلة بحل مشكلة الكهرباء في العاصمة عدن بالإضافة إلى محطة الإدارة الذاتية ورفع القدرة التوليدية للمحطات الحالية من خلال إصلاح الاعطال.
كما يجب أن تحل بشكل فوري وعاجل مشاكل المياه والاتصالات والطرقات والمحروقات وخروج القوات الشمالية من حضرموت وشبوة والمهرة وخروج النازحين من عدن ولحج والضالع ألى مخيمات خارج المدن وتسليم الأمن في شبوة وحضرموت لقوات النخبة الشبوانية والحضرمية كما نص إتفاق الرياض.
غير ذلك فإننا بالفعل نحرث فى الماء، ولن نرى أى تغيير فى الحياة اليومية للمواطنين وما فائدة هذه الجولات من المفاوضات عديمة النتائج.