خمس عمليات إغتيال في أقل من (72) ساعة .. هل عودة موجة الإغتيالات إشارة إخوانية لتفجير الاوضاع في الجنوب؟

خمس عمليات إغتيال في أقل من (72) ساعة .. هل عودة موجة الإغتيالات إشارة إخوانية لتفجير الاوضاع في الجنوب؟

خلال أقل من (72) ساعة كانت محافظات جنوب اليمن مسرحا لعمليات إرهابية دامية نفذتها جماعات إرهابية تنشط تحت مظلة الجيش الوطني التابع للحكومة اليمنية.

أولى هذه العمليات كانت لمدير أمن مودية ناظم الصالحي يوم الأربعاء في منطقة مودية بأبين الخاضعة لسيطرة القوات اليمنية الشرعية، تلتها عملية إغتيال آثمة للجندي بقوات النخبة الحضرمية ماجد باداود مساء الخميس بينما كان ذاهباً للمسجد لأداء صلاة العشاء في منطقة حريضة بوادي حضرموت.

وفي يوم الجمعة أغتالت الجماعات الإرهابية في مدينة سيئون العقيد ناجي ناصر المرقشي ونجله سليمان وهما عائدان لقضاء إجازة العيد في محافظة أبين.

فجر السبت أيضاً اغتال مجهولان يستقلان دراجة نارية شابًا في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، ووفقاً للمصادر إن مجهولين أقدما على إغتيال الشاب محمد ربيع البالغ من العمر 25 عامًا، بعددٍ من الطلقات قبل أن يولاذا بالفرار.

وتشي العمليات الإرهابية المتواترة التي تنفذها الجماعات الإرهابية المدعومة من قوات الشرعية اليمنية، بأن خطر الإرهاب خطر حقيقي يتربص بأبناء الجنوب، حيث أن الأغتيالات تنفذ بالهوية، وهناك إشارات قد يفسرها البعض بإن هذا التصعيد يندرج ضمن مساعي جماعة الإخوان لتفجير الاوضاع في الجنوب للتغطية على هزائمهم في مأرب.

تخادم واضح بين القوات الإخوانية والإرهابيين

وفي تصريح خاص لـ «الجريدة بوست» قالت الحقوقية الجنوبية وداد الدوح رئيسة منظمة فرونت لاين البريطانية لحقوق الإنسان أن الإغتيالات تتم بالتنسيق مع القوات التابعة للشرعية اليمنية.

وداد الدوح: الاغتيالات تتم بتنسيق تام ودعم كامل من قوات الشرعية اليمنية

وأضافت رئيسة منظمة فرونت لاين البريطانية ومقرها لندن أن ” الاغتيالات تتم في وضح النهار وتمر من النقاط العسكرية التي تسيطر عليها حكومة الشرعية دون ان يتم ملاحقتهم أو الكشف عنهم ، هذا التماهي بينهم يؤكد ان هذه الاغتيالات تتم بتنسيق تام ودعم كامل”.

ويرى محللون عسكريون وخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية وبعض المسؤولين في الجنوب أن قدرات تنظيم داعش والقاعدة والجماعات الإرهابية العسكرية قد تطورت منذ إجتياح محافظة شبوة من قبل قوات الإخوان المسلمين المسيطرة على الجيش والحكومة الشرعية اليمنية ومغادرة القوات الإماراتية للجنوب وهو ما يجعل الأمور تتعقد وقد تشهد المناطق الجنوبية اضطرابات متجددة قد تطول.

ويشارك الإعلامي أنور التميمي رأي الحقوقية وداد الدوح، فقد كتب التميمي على حسابه في تويتر معلقاً على عمليات الإغتيال في سيئون ” الشخصان اللذان تعرّضا لإطلاق نار في سيئون الليلة فارقا الحياة ،وهما من مواطني محافظة أبين.. الجناة كانوا يستقلون سيارة هايلكس فيما كان الضحايا يستقلان سيارة شاص. المواطنون يتساءلون كيف للجناة ان يمروا بأسلحتهم ثم ينفذون الجريمةً ثم يلوذون بالفرار في مدينة مخيّطة بالنقاط العسكرية”.

 

الإنتقالي الجنوبي ومكافحة الإرهاب 

منذ تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن عام 2017 اعلن حظر جماعة الإخوان والحرب على الجماعات المتطرفة وشنت قواته بمساندة القوات الإماراتية عمليات تطهير واسعة في محافظات عدن ولحج والضالع وشبوة وأبين وحضرموت حتى أنها كانت قد تمكنت من القضاء على الإرهاب تماماً في الجنوب لولا إجتياح الإخوان لشبوة في عام 2019 وأعادوا الجماعات الإرهابية مجدداً.

ومن اللافت أن الإنتقالي الجنوبي يسعى للإنقضاض على الجماعات الإرهابية لكنه يتعرض إلى ضغوط من التحالف العربي وقوى دولية أخرى لها حسابات ومصالح مع جماعات الإخوان المسيطرة على الحكومة الشرعية اليمنية وتقف أمامه عائقاً في مكافحة الإرهاب.

وشدد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي في خطابه الأخير الذي ألقاه من العاصمة عدن بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي على خروج المليشيات الإخوانية المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

وجدد الزبيدي تأكيده على موقف الإنتقالي الجنوبي الثابت والراسخ وشراكته الفاعلة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في التصدي لميليشيات الحوثيين الموالية لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب، وحماية المصالح الإقليمية والدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب.

إغتيالات الجنوبيين بدأت في صنعاء عام 1991م

يرى الباحث علي محمد السليماني أن الاغتيالات للكوادر والقيادات الجنوبية الممنهجة بدأت بمحاولة اغتيال المناضل الراحل عمر الجاوي في صنعاء عام1991م وتوالت الاغتيالات منذ ذلك الحين الى مارس 1994م وبلغ عدد ضحاياها 153 شهيدا من الكوادر الجنوبية.

الباحث علي السليماني: مسار الخط الممنهج لاغتيالات يدل بوضوح أن الفاعل الارهابي واحد

وفي تصريح خاص لـ «الجريدة بوست» قال الباحث السليماني: ” ومنذ 7/7/1994 اصبحت الاغتيالات تدرج تحت اسم الثأرات القبلية حتى7/7/2007 ويعد هذا التاريخ لحظة ميلاد الحراك الوطني الجنوبي امتداد لحركات موج وحتم وتاج الجنوب العربي واللجان الشعبية الجنوبية ومتقاعدين عسكريين ومدنيين ومع زخم الحراك تم استهداف الكوادر الجنوبية المتخصصة في مجال الطيران. والأمن بهدف افراغ الجنوب من تلك الكوادر التي دربتها واهلتها دولة الجنوب في اكاديميات ومعاهد الدول الاشتراكية الصديقة في ذلك الوقت”..

وأضاف السليماني ” وإذا ماقارنت التسلسل الممنهج بما حدث ويحدث منذ يوليو 2015 تجد أن مسار الخط الممنهج يمشي بنفس طريقة ما سبقه من اغتيالات ممنهجة مما يدل بوضوح أن الفاعل الارهابي عام 1991 هو نفسه الفاعل الارهابي لما بعد يوليو 2015 معزز بفتاوي شرعية معتمدة ومذاعه في وسائل الإعلام بإهدار دماء قيادات الانتقالي الجنوبي وقوات الأحزمة الأمنية الجنوبية في ابين وعدن ولحج والضالع والنخب الجنوبية في شبوة وحضرموت”.

وأعتبر انه ” ورغم وضوح المخطط والمحرض وربما احيانا المنفذ لكن يد العدالة لم تصل إليه ابد ولكن علينا أن نكون منصفين فهناك طرف ثالث خفي يمارس الاغتيالات للكوادر الجنوبية واغتيالات أخرى بنفس طريقة تنفيذ الاغتيالات في نهاية ستينات القرن الماضي قبيل استقلال الجنوب لإرهاب القوى الوطنية الجنوبية من التصدي للأخطاء والانحرافأت التي حدثت في مسيرة ثورة الجنوب العربي .. وفي سبعينات القرن الماضي لاستهداف نفس تلك القوى أيضاً”.

 

Author

CATEGORIES