مدارس حالمين رحلة ضوء .. وتاريخ مدنية – الحلقة الثانية (مدرسة أقطان وادي بناء)

مدارس حالمين رحلة ضوء .. وتاريخ مدنية  – الحلقة الثانية (مدرسة أقطان وادي بناء)

المقدمة؛

عقدنا العزم انا واخي وطالبي الأستاذ محمد مانع ناصر معلم في مدرسة الرباط جبل حالمين
أن نعد دراسات توثيقية عن المدارس في حالمين بحيث نفرد لكل مدرسة حلقة وننشرها خلال شهر رمضان المبارك وما بعده حسب قدرتنا على الجمع والإنجاز ، راجين بذلك وجه الله تعالى الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لا يعلم ثم خدمة للعلم والتاريخ لما لهذا الموضوع من أهمية.
لقد مر على التعليم الحديث في حالمين ما تجاوز الخمسين عاما
تخرجت خلالها أجيال وأجيال
وكل مدرسة أضحت تشكل تاريخا مهما ينبغي أن تطلع عليه الأجيال الراهنة والقادمة لما انطوى عليه من جهود جبارة للإنسان في هذه المنطقة وكفاحه من أجل نور العلم والمعرفة وتفانيه في ذلك وتضحيته.
سوف ننشر تباعا هذه الحلقات وفق ما قطعناه من شوط متواضع .
وفي الحقيقة انا والأستاذ محمد مانع
لوحدنا لا نستطيع أن ننجز شيئا فنحن جهة موجهة ومرشدة ومشرفة
على هذه العملية التوثيقية فلولا تعاون الجهات التربوية في إدارة التربية والتعليم في حالمين وفي ادارات المدارس المختلفة و كذا المعلمين لاسيما القدامى منهم
وغيرهم من المهتمين فإننا لن نحقق شيئا ذا شأن. هذا التعاون التربوي الرسمي والتعاون الأهلي قد بدأ يلوح من خلال الخطوات القليلة التي أنجزت فهناك تفاعل إيجابي من كل الذين تواصلنا معهم لهذا الغرض .
ونحن بهذا سننشر ما استطعنا جمعه
وما امدنا به مدراء المدارس حتى الآن ولكننا بعد النشر سننتظر من القراء العارفين أن يمدونا بملاحظاتهم
ومداخلاتهم وإضافاتهم وتصويباتهم
من أجل إثراء هذا المشروع وترصينه
وتسديده.
لقد جرى التركيز في هذا العمل على جوانب معينة في حياة وتاريخ كل مدرسة منها تأريخ تأسيسها والقرى التي تحتضن أبناءها التلاميذ وتطور الدراسة فيها والتوسع في بناء الصفوف الدراسية والمدراء الذين أداروها خلال تاريخها والمعلمين الذين علموا فيها مع ذكر المناطق التي قدموا منها ومدة خدمتهم في هذه المدارس والأسماء التي سميت بها كل مدرسة في مراحلها المختلفة.
ليس الأمر سهلا ولا هو مجرد كلام عشوائي وذكريات متقطعة ومنقطعة
ولكنه مشروع توثيق وتاريخ وبحث علمي دقيق .
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والعون فيما عزمنا عليه مكرربن دعوتنا لكل المعنيين والمهتمين كرم التعاون و المشاركة في إنجاز هذا العمل، شاكرين إياهم مقدما وشاكرين
من قد تجاوب وتعاون ورفدنا بما لديه من معلومات.
وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة الثورة في الضباب قد أصدرت كتابا ارخ لتأسيسها ولمشوارها التربوي والتعليمي الطويل قبل عامين بمناسبة ذكرى تأسيسها الخمسين
وهو جهد رائد ومحمود ، ونحن سوف نفيد من هذا الكتاب على كل حال .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ومن الإنصاف هنا أن نشير إلى الدور الرائد الذي قام به الوالد المناضل عبدالله مطلق صالح امد الله عمره
وعافاه في تأسيس التعليم الحديث في حالمين وإلى فقيد التربية والتعليم الخالد الأستاذ ناجي أحمد محسن رحمه الله تعالى وطيب ثراه
بما انطوت عليه سيرته المباركة الطويلة في قيادة التربية والتعليم
في حالمين من حكمة وتفان وإبداع وإخلاص ونتائج باهرة خالدة .

د عبده يحيى الدباني.

الحلقة الثانية :
مدرسة أقطان وادي بناء

قبل الحديث عن مدرسة أقطان هذه نبذة موجزة عن منطقة أقطان.
تقع منطقة أقطان إلى الشمال الشرقي لمديرية حالمين وتبعد عن مركز مديرية حالمين حوالي ٢٠كم ،ويفصلها وادي بناء عن مديرية لبعوس،والمفلحي في يافع،وتبعد عن مديرية لبعوس في يافع حوالي ١٠كم وبالرغم من قربها من مديريتي لبعوس والمفلحي في يافع فهي تتبع حالمين قبليا واداريا.
منطقة أقطان–منطقة سهلية على وادي بناء، يعمل أهلها بالزراعة، ورعي الأغنام،ويبلغ عدد سكان المنطقة٤٠٠ نسمة ونتيجة لبعدها عن مركز المديرية عانت ومازالت تعاني من عدم توفر الخدمات وحرمان أهلها من كثير من الخدمات في السابق مثل التعليم والصحة والكهرباء لفترة من الزمن،وبعد عناء طويل استطاع الأهالي من إدخال التيار الكهربائي عبر مديرية لبعوس يافع،وتم بناء وحدة صحية على حساب مديرية لبعوس،وبعدها بفترة بنيت مدرسة حديثة مكونة من ستة فصول دراسية.

الموقع الجغرافي للمدرسة
–—————
تقع مدرسة أقطان في موقع وسط بين عدة قرى منها : الحيد الأحمر ويفهة وخروة ويمان وذي صوت. وهذه القرى ترسل تلاميذهها ليتعلموا في هذه المدرسة .
تأسست مدرسة أقطان نتيجة لحاجة الناس للتعليم بعد الاستقلال الوطني المجيد،حيث كان الناس قبل تأسيس المدرسة لفترة طويلة يتعلمون في الكتاتيب والمعلامة تحت الأشجار يتعلمون اللغة العربية والقرآن الكريم والحساب،وبعد الاستقلال الوطني بسنوات تم تأسيس المدرسةعام١٩٧٦م، ببناء ثلاثة فصول دراسية شعبية على حساب الأهالي ،وأول المعلمين في هذه المدرسة بعد تأسيسها مباشرة هم معلمان من لحج، وهما: الاستاذ /عبدالله مسرور والأستاذ علي إسماعيل وكلاهما من لحج وكان الاول هو المدير ،واستمرا بالتدريس فيها إلى عام١٩٨٠م.
ومع مرور الزمن تطور التعليم في المدرسة فقد بذل الأهالي جهودا جبارة في الاهتمام بالتعليم فقام على كاهلهم بناء مدرسة وتوفير المعلمين وتوفير السكن والأكل والماء للمعلمين.
من المعلمين والمدراء الذين خدموا في هذه المدرسة وأداروها حتى يومنا هذا بالإضافة إلى المعلمين السابقين عند التأسيس هم على النحو الآتي:
–في الفترةمن عام١٩٨٠م إلى عام ١٩٨٦م، خدم فيها الأستاذ محمد سعيد ناجي من الهور والأستاذ محمد سعيد الكرد من لحج وكان الأول مدير المدرسة .
–وفي عام١٩٨٦م إلى عام١٩٨٧م خدم فيها الأستاذ حسين أحمد مثنى
و الأستاذ علي صالح أحمد وكلاهما من وادي بناء قرية النشف ،وكان الأول مدير المدرسة .
–من عام ١٩٨٨م إلى ١٩٨٩م، درس فيها الأستاذ علي صالح أحمد، و الأستاذ علي محسن صالح من بناء قرية خوارة ، وكان الأول مدير المدرسة .
ومن عام ١٩٨٩م إلى ١٩٩٠م خدم فيها معلما الأستاذ عبيد صالح محمد من نخلان بناء ، و الأستاذ صالح عبد الرحمن من حبيل الصالح ، وكان الأول هو مدير المدرسة .
ومن عام ١٩٩١م إلى ١٩٩٣م خدم فيها الأستاذ أحمد أحمد مثنى من النشف ، و الأستاذ سعيد عبد الرب من يسري ، و الأستاذ غسان سيف علي من صدر شرعة ، وكان الأول هو المدير .
وفي عام ١٩٩٤م علم فيها الأستاذ محمد أحمد عبده من النشف أيضا و والأستاذ فضل نصر حسين، وكان الأول هو المدير .
وفي عام ١٩٩٥م علم فيها الأستاذ محفوظ أحمد حسين من الرباط والأستاذ عبد القوي عبد الله قاسم رحمه الله من القرب .
ومن عام ١٩٩٥م إلى ١٩٩٧م ،رفدت المدرسة بكل من الأستاذ نبيل صالح أحمد و الأستاذ عبد العزيز ناجي أحمد وكلاهما من مجحز ولا يزال المدير هو الأستاذ محمد أحمد عبده.
ومن ١٩٩٧م إلى ١٩٩٩م علم فيها الأستاذ منصر محمد جابر من النشف ، و الأستاذ ياسين عبد الحافظ المدير الحالي لمدرسة حبيل رمضان و الأستاذ علي عبد الله من قرية تيسة ، في ظل إدارة الأستاذ صالح عبد الرحمن.
ومن١٩٩٩م إلى ٢٠٠٠م خدم فيها الأستاذ عبد الله سليم القباطي، و الأستاذ وهيب سيف علي، وكان الأول مديرا .
ومن عام ٢٠٠١م إلى ٢٠٠٥م ظل الأستاذ عبد الله سليم القباطي معلما فيها ومديرا والأستاذ ناسي نعمان من القبيطة تعز .
ومن٢٠٠٥م إلى ٢٠٠٧م رفدت بالأستاذ ربيع سالم علي من النوبة ، وظل القباطي مديرا .
ومن عام ٢٠٠٧م إلى ٢٠٠٩م احتفظت المدرسة بطاقمها السابق معلمين وإدارة.
ومن عام ٢٠٠٩م إلى ٢٠١٥م رفدت المدرسة بالأستاذ جميل محمد أحمد من النشف و الأستاذ جنبلاط يحيى من حبيل الريدة في ظل بقاء الطاقم السابق مديرا ومعلمين.
من ٢٠١٥م إلى ٢٠٢١م، ظل الأستاذ سليم القباطي مديرا إلى جانب الطاقم التدريسي السابق وفي العام
الحالي تعين الأستاذ محمد احمد عبده مديرا للمدرسة. فيما يخص الأستاذ سليم القباطي فقد صار واحدا من أبناء المنطقة بعد أن استقر مع أسرته فيها وخدم في مدرستها سنين طويلة .
وفيما يخص المبنى المدرسي ففي عام ٢٠١٠م هُدت المدرسة القديمة وتم بناء مكانها مدرسة جديدة من ستة فصول دراسية من طابقين، ويتم التدريس في هذه المدرسة من الصف الأول الابتدائي إلى الصف السابع، وبعدها ينتقل الطلاب للدراسة إلى مدرسة حسين الفيهي، في م/لبعوس، والتي تبعد عن المدرسة 10 كيلومتر، اما بعد تأسيس المدرسة في السبعينيات، فكان البعض يستكملون دراستهم في الحبيلين وبعد ذلك بسنوات كانوا يواصلون الدراسة في ثانوية حبيل الريدة .
عند تأسيس المدرسة كان هناك صفان فقط هما الأول والثالث .ومن ثم كانت ثلاثة صفوف : الأول والثالث والخامس.

–اسم المدرسة:
اسم المدرسة–مدرسة أقطان– ظل هذا الاسم ثابتا لم يتغير عبر المراحل المختلفة التي مرت بها المدرسة حتى يومنا هذا.

النواقص التي تعاني منها المدرسة
——————————–
تعاني المدرسة كثيرا من النواقص وأهمها:
–نقص الفصول الدراسية.
–نقص الكادر التربوي التعليمي، حيث يُدرّس في هذه المدرسة إلى الصف السابع وعددالمعلمين ثلاثة.
–نقص الكتاب المدرسي.
–تسرب الطلاب والطالبات من المدرسة نتيجة لعدم وجود فصول دراسية لفتح صفوف أخرى جديدة، وبُعد المدرسة والمنطقة، وعدم وجود مدارس قريبة مما يضطر بعض الطلاب والطالبات إلى التسرب من الدراسة.

تعليق عام .
مهما يكن أمر ما ينقص هذه المدرسة
إلا أن تأسيسها واستمرار الدراسة فيها يدل على اهتمام حكومة الثورة بالتعليم ووصوله إلى كل قرية صغرت أم كبرت .
والأمر الآخر اللافت للنظر في هذه المدرسة هو هدم مباني المدارس القديمة والمفروض الحفاظ عليها وترميمها واستخدامها لأغراض كثيرة كمستودعات للكتب او غيرها
او مكاتب للمدرسين او مقاصف وغير ذلك خاصة أنها ثابتة وقوية ولم ينهر منها غير السقوف .قد يكون من أسباب ذلك استغلال الأرضية للبناء
ولكن قدر الإمكان يجب تجنب هدم المدارس السابقة فهي تاريخ شاخص .
إعداد
الأستاذ محمد احمد عبده
و الأستاذ محمد مانع ناصر
مراجعة وتنقيح د عبده يحيى الدباني.

Author

CATEGORIES