أين تكمن أهمية التصالح والتسامح

أين تكمن أهمية التصالح والتسامح

بقلم نعمة علي أحمد السيلي
سيصادف يوم غد الأربعاء الثالث عشر من يناير 2021 الذكرى الخامسة عشر لأتفاق التصالح والتسامح الذي جرى يوم 13 يناير 2006 في جمعية ردفان في مقرها الكائن في عدن وكانت تلك الدعوة قد سببت خوفا ودعرا لنظام صنعاء وبدأ يتخد خطوات أجرائية تجاه القائمين عليها حيث أغلق مقر الجمعية وسحب ترخيص مزاولة نشاطها كما أن من شارك في أتفاق التصالح والتسامح قد تعرض للملاحقة لأن أي خطوة للملمة صف الجنوبين وتوحدهم يقابل بردة فعل قوية من النظام القائم .
واليوم وبعد مرور عقد ونيف
فأنه للأسف أقولها وبكل مرارة أن الجنوبيين لم يتجاوزوا حالة الاختلاف والتباعد هي حالة تؤكد أن الجنوبيين اعداء أنفسهم فلم يعطوا لهذه الذكرى زخمها ولم يفكروا مطلقا بأنهم أذا أرادوا أن يعيشوا فعليهم أن ينظروا إلى الإمام وأذا أرادوا أن يتعلموا فلينظروا إلى الخلف
ولكن تبددت كل الأحلام التي بني عليها هذا التصالح والمتمثلة بأمكانية وحدة الصف والموقف الموحد الذي يتجسد في قيمة التسامح والتصالح على ضوء السلوكيات والممارسات التي تعكس على أرض الواقع وتعزز ثقافة التصالح والتسامح التي تغيب فيها مظاهر التعصب والشخصنة والولاءات الضيقة ونبذ أرث وثقافة الماضي وأزمة عدم الثقة والترفع عن الخلافات لتسمو عوضا عنها قيم التعايش والتفاهم والسلام والإيمان بحق التوافق في ظل التنوع و الاختلاف وقبول أراء الأخر وأفكاره كما هي وأحترام رأيه كما هو لا كما نربد وهو أمر قد قره الخالق سبحانه وتعالى القائل (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحهم ربي ولذلك خلقهم )) هكذا أراد ربنا أن نكون مختلفين في الفكر وفي التوجه وفي أرائنا ولكن علينا أن لا ننسى أن هناك أشياء تجمعنا وتفرض علينا ضرورة التوافق والتوحد للمصلحة العليا للوطن والتي يجب أن تكون فوق كل أعتبار
هذا هو التسامح الذي ننشده ياسادة فالتسامح ليس ضعفا بل هو الصفح الجميل والعفو عند المقدرة والمعاملة الحسنة ومراعاة حق الأخر في العيش بكرامة لأن الدين المعاملة فهو يتطلب قلوب نقية وقادرة على التسامح قلوب تطهرت وتسامت عن الحقد والضغينة والتخوين قلوب أيقنت عن أيمان صادق بأهمية نبذ الفرقة والتباعد وحب الأثرة وحب الذات وعدم الأعتراف بحق الأخر في المشاركة في صنع القرار
و ضرورة نسيان الماضي وتجاوز عثراته والأستفادة منها كدروس وعبر
وهذا الذي نفتقره ولم يتحقق مطلقا حتى يومنا هذا
نسى الجميع أن الوقوف عند أخطاء الماضي والتمسك بها كأداة لنبد الأخر كارثة لأنها ستحيل حاضرنا جحيما ومستقبلنا حطاما لأننا سنكون مشغولين بها مما سيفوت علينا الفرصة كثيرا لتقريب وجهات النظر التي تصب في مصلحة الهدف الواحد والمصالح المشتركة فالوطن ملك الجميع وفوق الجميع ومسؤولية الجميع ويفترض أن لا يغتر أي طرف بالمكانة التي هو فيها فكل شيء متغير والثابت هو الشعب عليه أن يمد يد التصالح والتسامح والعون لرفاق النضال المشترك في الأعتصامات التي أستمرت على مدى ثمان سنوات وتصدى الجميع لبطش نظام صنعاء وجبروته الذي كان لا يفرق بين أرهاب الدولة والأمن والأستقرار بصدور عارية لرفض الذل والمهانة وأنتزاع حقنا في الكرامة الأنسانية
أن عدم الأعتراف بحق الأخر في صنع القرار وأدارة نظام الدولة لا يؤسس لبناء وطن وسيظل الجميع يعيشون حالة من التشتت والتمزق التي لم ينزل بها الله من سلطان

Author

CATEGORIES