في الجنوب العربي.. الرهان الحقيقي على القوة الذاتية للحفاظ على المكتسبات واستعادة الإرث التاريخي

في الجنوب العربي.. الرهان الحقيقي على القوة الذاتية للحفاظ على المكتسبات واستعادة الإرث التاريخي

لا يعد ما يواجهه المشهد الجنوبي من تحديات ومخاطر أمراً جديداً، فالمؤامرات الداخلية والخارجية تمثل محاولات يائسة لتطويق الجنوب العربي من مختلف الاتجاهات، وإضعافه وتدمير المكتسبات والانتصارات التي تحققت على أرضه.

اليوم بات الهدف الواضح ويتجلى في محاولة إقصاء المشروع الوطني الجنوبي ومن يحملونه سياسياً، لكن المواجهة لا تكون بالرهان على الآخرين، بل بالرهان على الذات والقدرة، والرهان الحقيقي يكمن في القوة الذاتية، كما يقول المثل:”ما حك جلدك مثل ظفرك”، فبدون قوة رادعة تحسب لها ألف حساب لا مجال لسلام حقيقي، ولا لأمن أو استقرار أو بقاء.

نعم، الحفاظ على سيادة الأرض والثروة والحقوق والانتصارات يتطلب قدرة على الحسم وممارسة قوة مدروسة ومستعدة للدفاع عن المكتسبات، والقوة هنا ليست مجرد تهديد، بل قدرة تنظيمية وسياسية وعسكرية ومدنية لحماية المستقبل ومنع الانزلاق إلى مصير مجهول.

ومع ذلك، فإن القوة وحدها لا تكفي، فالأهم أن يكون الجنوبيون في أعلى درجات التماسك والاصطفاف الوطني.

التماسك الداخلي يمثل المصيدة التي تحبط أي محاولات للتفريق والتمزيق، وهو الضمان الأمثل لتمكين القوى الجنوبية من استخدام قوتها بفعالية لحماية المشروع الوطني وتأمين الفرصة الأخيرة للجنوبيين نحو مستقبل آمن ومستقل، وبدون وحدة وطنية واضحة وإرادة جماعية قوية، ستبقى كل المجهودات عرضة للانقضاض.

ختاماً.. لا بد أن يتحول الوعي إلى عمل، إلى بناء قوة متكاملة، وتعزيز مؤسسات الدولة والمجتمع، والحفاظ على وحدة الصف، وهذه هي الخطوط العريضة لأي استراتيجية ناجحة، فالأمن والاستقرار والسيادة لا تمنح بلا ثمن، بل تؤمن بقوة وحكمة وتماسك، وهذه مسؤولية الجميع لحماية ما تحقق ومن أجل فرصة الجنوبيين الأخيرة.

بقلم. قاسم صالح ناجي.

Authors

CATEGORIES