هلْ هذهِ صحوةُ ضميرٍ أم تحركات الدولة العميقة للاطاحة ببعض المسؤولين

هلْ هذهِ صحوةُ ضميرٍ أم تحركات الدولة العميقة للاطاحة ببعض المسؤولين

التسريباتُ التي تمَ نشرها على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِ وكذلكَ الضجةُ الاجتماعيةُ التي رافقتها منْ قبلُ الجمهورِ في الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية على حدٍ سوى لمْ تكنْ مفاجئةً بلْ كانتْ تأكيد لأنهُ لا يوجدُ طفلٌ صغيرٌ لا يعلمُ بالفسادِ، كانتْ بمثابةِ مستندٍ يبنى عليهِ .

السؤالُ الذي يطرحُ نفسهُ كيفَ سربت هذهِ الكشوفاتِ التي يتعاملُ معها منذُ الأزلِ بطريقهِ سريةٍ ومنْ السهلِ معرفةً منْ المسؤولِ عنْ تسريبها ؟

قدْ يخمنُ البعضُ إنَ هناكَ مناكفاتٌ بينَ المسؤولينَ أوْ هناكَ طابورٌ خامسٌ داخلَ الوزارةِ يريدُ إحداثَ زوبعةِ أوْ ربما صحوانْ ضميرٍ فاسدٍ يريدُ أنْ يكفرَ عنْ ذنبهِ .

الحقيقةُ أنَ منْ سكتَ ومررَ هذهِ المخالفاتِ للقانونِ واستفادَ بشكلِ أوْ بآخرَ منْ المجاملاتِ في سبيلِ البقاءِ في منصبهِ أوْ ماديا أوْ خدماتِ بالمقابلِ سنواتٍ بعد سنواتٍ خصوصا أنَ هذهِ الكشوفاتِ عمرها أكثرَ منْ خمسِ سنواتٍ لنْ يصحا ضميرهُ الذي ماتَ تدريجيا حتى قضاءٍ نهائيا ولا حياةً لمنْ تنادي، ماتَ وشبعُ موتِ! إذنِ ايشْ العبارةُ يافندمْ!

الحقيقةُ أنها الدولةُ العميقةُ التي تحكمُ في الظلامِ وتديرُ كلُ شيِ وهيَ المسؤولةُ عنْ تحريكِ قطعِ الشطرنجِ على الطاولةِ السياسيةِ والتي تعينُ وتعزلُ تحاكم وتبطشُ إنَ أرادتْ، وفي الزمانِ والمكانِ التي تريدُ وحيثُ تريدُتسطيع فعل أكثر من ذلك .

في تقديري قررتْ الدولةُ العميقةُ الإطاحةُ بمسؤولينَ معينينَ ولنْ يطولَ الوقتُ لذلكَ ستسمعونَ في العزلِ والتغييرِ لأنَ الوقتَ في نظرِ الدولةِ العميقةِ قدْ حانَ .

قدْ يضنُ السرقْ المسكوتَ عنهمْ أنهمْ أبطالُ زمانهمْ لكنهمْ لا يعلمونَ أنهمْ رهائنُ خلفَ أسوارِ ملفاتٍ تنتظرهمْ وقتُ الحاجةِ وما هذا السكوتِ إلا تسهيلٌ لهم ليكونوا مكبلين طائعين لكنهمْ مرصودونَ وما هذهِ الكشوفاتِ إلا أبسطُ مثلٍ على ذلكَ .

هناكَ ملفاتُ الأراضي وملفاتُ الرتبِ العسكريةِ والتعييناتُ بالمناصبِ والخصوماتُ منْ الرواتبِ وغيرها وغيرها مرصودةٍ بالأرقامِ، لنْ يختفيَ اللصوصُ خلفَ خطاباتهمْ سوى برفعِ شعاراتٍ شرعيةٍ أوْ انفصاليةٍ أوْ حتى في مديحِ السعوديةِ والإماراتِ، ونقولُ لهمْ قبوركمْ محفورةً تنتظركمْ وقدْ حفرتوها بأيديكمْ، وانصحْ كلَ قائدٍ عسكريٍ أوْ مسؤولٍ كانَ كبيرا بللوا رؤوسكمْ كما قالَ المرحومُ عفاشْ .

بقلم العميد/ عبدالناصر السنيدي .

CATEGORIES