لنرتق ِ بثقافتنا السياسية وفق متطلبات المرحلة

لنرتق ِ بثقافتنا السياسية وفق متطلبات المرحلة

كثر تطاير الزبد السياسي والتحليل السلبي حولنا حتى بات يهدد مجتمعنا الجنوبي بالبقاء أسرى للتخلف والتمزق والعبودية الفكرية الذي يفضي بإننا سنظل غارقين في معارك جانبية بلا هدف ، واختلافات عبثية نخلقها بأنفسنا ، ونتطاحن حولها دون تفكير فيها تفكيرا وطنيا واجتماعيا وسياسيا ، وأصبحت عند البعض سمة من سمات البقاء ظنا منهم.

إنها تركة وإرث جعل العقول غير قادرة على التعامل مع العصر ومتغيراته …. تحوم حولنا سحابة الجهل السياسي التي تطل علينا مردها الانفعالات والتصرفات الارتجالية التي توقعنا أسرى لطيش الفعل وردت الفعل المضاد لبعضنا غير مدركين لديناميكية المرحلة التي نمر بها وجدليتها وتفاعلها المتسارع.

أحبتي المرحلة حرجة جدا تطلب منّا الابتعاد عن التفكير الشاذ والهذيان الأعوج والفلسفة الطائشة ،فيتوجب علينا تجميد شيزوفرينيا السياسة والتحليل الساقط ،و أن ندرك أن طبيعة السياسة أن ما هو مطروح بالعلن من كلمات ضخمة ، وحديث عن المبادئ والقيم العليا شيء ، وما هو جوهري وواقع عملي من هذا أو ذاك شيء آخر ، فمن المستحيل تجد فاسدا يبرر الفساد ، أو لصا يجادل في كون السرقة مستحبة ، ولا انتهازيا يمدح الانتهازية ، بل على العكس تماما تجد الفاسدين والمنافقين و الانتهازيين هم أكثر قدرا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهيره ، وما عايشناه ويدور حولنا ما هو إلا دليل جلي وواضح.

المرحلة صعبة جدا، ونحن أمام مفترق طرق أحلاهما مر ،مرحلة تطلب مِنّا التفكير السليم والابتعاد عن التفكير السلبي والشاذ نحو قيادتنا الجنوبية ، وعلينا تجميد التفكير الهابط والمشوه.لا مانع أن ننتقد ونعدل السلوك المعوج هنا أو هناك ، لكن لابد أن نرتقي بنقدنا بثقافتنا بطرحنا بفكرنا ، فالنقد والسياسة علمان يعتمدان على خبرة وتجربة متراكمتان وليست بدايات تتجدد كل يوم وفق أهواء البعض وقصور إدراكهم.

لأبد أن نتحلى بالواقعية وأن نتمسك بالتدرج المرحلي ، فرحلة الميل تبدأ بخطوة ، فلنفتح عيوننا وقلوبنا ونخرج من خنادق التربص لبعضنا والمعارك البينية الوهمية ،وأن نتنازل عن فنتازيا المناكفات التي لم يحن وقتها، و نفوّت الفرصة على العدو المتربص بنا جميعا ، ولنصنع مستقبلا راقٍ وإيجابي ، والفرصة اليوم مواتية فضلا عن وقتا مضى لنبق على وطنا متماسكا قويا ، فما هو متاح اليوم قد لا يتاح غدا.

بقلم. مكسيم الحوشبي أبو رفيف.

Authors

CATEGORIES