بعد زيارة الزبيدي لصلاح الشنفرة.. هل الزيارة القادمة ستكون لعمرو بن حبريش؟

الزيارة الرمزية للرئيس الزبيدي للقائد صلاح الشنفرة خطوة مهمة لفتح قنوات تواصل داخلية؛ لكنها ليست كافية بذاتها لضمان وحدةٍ دائمة أو تسوية مع خصوم أقوياء امثال عمرو بن حبريش والميسري والجبواني وبعض القيادات الجنوبية المرتبطة بباب اليمن.
النجاح يعتمد على ترجمة الرمزية إلى ترتيبات عملية — توزيع نفوذ، ضمانات أمنية، تسوية مطالب إقليمية (حضرموت)، وتوازن تأثير القوى الإقليمية (السعودية/الإمارات/عمان).
دلالة الزيارة
اعتراف بالرموز: زيارة الزبيدي للشنفرة تعكس محاولة لإظهار التقدير لرموز الحراك/النضال الجنوبي وتعزيز اللحمة بين قيادة المجلس الانتقالي ومكوّنات قد تكون متباعدة أو ناقدة. هذا نوع من «تصحيح الصورة» أمام الجمهور الجنوبي ويقلل من منطق الاستبعاد السياسي أو الإقصاء والتهميش الذي بات يشتكي منه الكثير ومن داخل المجلس ومن أعلى الهرم أمثال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك.
زيارة الزبيدي للشنفرة تعد خطوة نحو احتواء الاحتقان وترسّخ فكرة أن القيادة الجنوبية ترغب في امتصاص نقاط الخلاف عبر لقاءات مباشرة بدل الإقصاء أو الصراع الإعلامي.
موقع عمرو بن حبريش: لماذا هو التالي؟
عمرو بن حبريش يمثل حلفًا قبليًا ودعم خارجي يعتقد انه عماني في حضرموت، ولديه أموال تمنحه القدرة على تعبئة العاطلين عن العمل وتحريضهم بدعوى «خصوصية حضرمية» (حكم ذاتي) لتحقيق موقع تفاوضي أقوى.
في الفترة الأخيرة صعد مقربون من الحلف ويتهمون بأنهم يتبعون حزب الإصلاح التصريحات ضد الانتقالي قاد إلى احتقان وتهديدات وتصعيد كلامي سابق.
وبالتالي فان التوافق مع بن حبريش لن يأتي تلقائيًا نتيجة لقاء مباشر كما جرى مع الشنفرة؛ بل يحتاج مقاربة مختلفة تراعي المطالب التي يرفعها باسم حضرموت وهياكلها القبلية والتأثير العماني.
توسيع شبكات اللقاءات
الزبيدي يستثمر الزخم الرمزي ويفتح سلسلة لقاءات مع رموز أخرى (شيوخ، قادة حركيين، ممثلين حضرموت). هذا يمكن أن يؤدّي إلى تفاهمات جزئية (آليات تنسيق إعلامي، لجان مشتركة) لكنه يبقي الخلافات العميقة قائمة.
الحل تسوية برعاية إقليمية
وساطة سعودية (أو خليجية) تقود إلى اتفاقات حول تمثيل حضرموت، حصص في مؤسسات الجنوب، وتعهدات أمنية. هذا يتطلب تنازلات متبادلة (لغة عامة: مشاركة في السلطة، قبول ترتيبات أمنية مشتركة). سبق وأن شهدنا تدخلات سعودية في محاولات احتواء بن حبريش.
لكن التوافق مع عمرو بن حبريش والميسري والجبواني وعلي ناصر يمثل ملفًا أكثر تعقيدًا؛ لأنه يلامس مصالح قبلية وإقليمية ومطالب إدارية بعضها غلفت بمطالب إدارية قد لاتتصادم مع المشروع الجنوبي الذي ينادي به الانتقالي لو إدرجت ضمن الدولة الجنوبية لكنها لو أستخدمت كحصان طروادة ضمن مشروع الدولة اليمنية والوحدة مع الحوثي فقد تفجر صراع دامي ستكون فيه الغلبة لأهل الأرض والحاضنة الجنوبية.
لو أراد الزبيدي تحقيق اختراق مستدام، عليه تحويل الزيارة إلى عملية تفاوضية واضحة المعالم، بوجود ضمانات ومتابعة من قبل لجان الحوار الوطني الجنوبي خلاف ذلك، ستبقى الزيارة «لقطة جيدة إعلامياً» من دون تأثير استراتيجي طويل الأمد.