الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي فقيد الوطن وجامعة عدن د عبدالكريم اسعد قحطان

تناهى إلينا عصر اليوم خبر وفاة الدكتور البروفيسور الناقد والمحاضر الجامعي والمناضل الوطني الجنوبي عبدالكريم اسعد قحطان .. هذا الخبر الذي صعقنا وزلزلنا بعنف ونحن في رابع أيام عيد الأضحى المبارك ، لقد توفي ظهر اليوم الجمعة الموافق ٢٣/ يوليو في قاهرة المعز في مصر في يوم عيدها الوطني حيث أصابته جائحة كورونا وهو في القاهرة قادما إليها من كوريا الجنوبية قبل اسابيع وقد صارع هذا الوباء القاتل أسابيع إلا أنه تمكن منه وادخله في غيبوبة خلال اليومين السابقين حتى توفاه الله ظهر اليوم ، فنرجو أن يكون شهيدا من شهداء هذه الجائحة التي عصفت بالناس في كل مكان .
وبهذه المصيبة التي حلت بنا تتقدم الهيئة الأكاديمية الجنوبية بنعي الفقيد الكبير إلى أعضائها ومناضليها و إلى الزملاء والزميلات في منسقيات الانتقالي في جامعة عدن وإلى منتسبي جامعة عدن جميعا ، وإلى شعبنا في الجنوب الحبيب وقيادته السياسية ممثلةً بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد المناضل عيدروس قاسم الزبيدي .
لقد مثل رحيل هذا الأستاذ العالم الناقد خسارة فادحة على الوسط الأكاديمي والثقافي والأدبي في البلاد و خسارة لاتعوض على القضية الوطنية الجنوبية وهي تمر في أصعب مراحلها ، فمن الله العوض وعليه التكلان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ولد الفقيد الكريم في منطقة الشعيب محافظة الضالع في قرية صافئ في عام 1957م وتتلمذ في مدارسها ونشأ متميزاً عن اقرانه.
وفي منتصف السبعينات التحق معلماً في سلك التربية والتعليم في الشعيب ، وفي منتصف الثمانينيات حصل على تأهيل جامعي أثناء الخدمة في كلية التربية صبر في قسم اللغة العربية متخرجاً بشهادة الدبلوم وحائزا المركز الأول في دفعته وقد كرم حينذاك بعيد العلم
10 سبتمبر من قبل رئاسة دولة الجنوب في عدن ، ولم يلبث هذا النجم التربوي الصاعد أن عاد إلى قاعة الدرس يكمل دراسة البكالوريوس في قسم اللغة العربية في كليه التربية عدن لينال مرة أخرى المركز الأول في دفعته ويكرم ثانيةً في عيد العلم السنوي.
وخلال دراسته في صبر وفي عدن كان ناشطاً طلابياً وحزبياً بل كان قائدا طلابيا وحزبياً خلال دراسته الجامعية نظرا لما يمتلكه من عناصر شخصية قيادية وتربوية وجماهيرية
وابوية، وبعد مدة قصيرة قبل معيداً في قسم اللغة العربية في كلية التربية صبر في مطلع التسعينيات بعد امتحان مفاضلة مع عدد من زملائه، وبعد سنوات من التدريس فرغ لمواصلة دراسة الماجستير في الأدب العربي في جامعة صنعاء كلية الآداب وسجل رسالته للماجستير التي كانت بعنوان ( الصورة الفنية في شعر لطفي أمان) التي اشرف عليها الدكتور عبد العزيز المقالح عافاه الله ، ونظراً لتعقيد إجراءات الدراسة وروتينها في جامعة صنعاء نقل وضعه الدراسي إلى جامعة عدن في كلية التربية عدن قسم اللغة العربية الذي فتح برنامج الماجستير فيه لأول مره عام ١٩٩٦م وقد عين له القسم مشرفا مساعدا وهو الدكتور مبارك حسن الخليفة عافاه الله ، وكان فقدينا أول طالب ماجستير يتخرج من القسم حيث ناقش رسالته عام ١٩٩٧م في حين أن طلاب الدفعة الأولى لا يزالون في السنة التحضيرية .
وهكذا كان فقيدنا ينطلق من محطة الى أخرى في مسيرته الأكاديمية من غير أن يفارقه النشاط الحزبي والوطني والجماهيري من خلال عضويته القيادية في منظمة الحزب الاشتراكي في لحج وكان نضالاً مبكراً في سبيل القضية الجنوبية المشروعة وفق ظروف تلك المرحلة .
و في عام 1998م اصدر رئيس جامعة عدن د صالح علي باصرة رحمه الله تعالى قرارا بتشكيل لجنة تأسيس كلية التربية الضالع وكان رئيس اللجنة الأستاذ عبدالكريم اسعد وبعد تأسيسها كان هو أول عميد لها وقد أدارها عددا من السنوات بحنكة واقتدار .
وبعد مطلع الألفية الجديدة سجل اطروحته للدكتواره في كلية الآداب في جامعة صنعاء ونال درجة الدكتوراه منها في نهاية عام ٢٠٠٣م وعاد ليخدم في كليته في صبر لحج عددا من السنوات كان خلالها شعلةً في التدريس والبحث العلمي والنشاط الجماهيري .
وفي عام 2007م حين قامت الثورة التحررية الجنوبية السلمية كان فقيدنا منها وإليها ومن الممهدين لها
وفي العام نفسه شارك مع عدد من زملائه في تأسيس الهيئة الأكاديمية الجنوبية .
وفي مطلع العشرية الثانية جاءته فرصة التعاقد للتدريس في جامعة هانكوك في كوريا الجنوبية وكانت هدية من الرحمن ليحسن وضعه الفقير ووضع اولاده وبناته الثلاثة عشر واحفاده، وهنالك استمر متعاقدا حتى وفاته ، وفي ذلك البلد البعيد عمل على نشر وتدريس لغته الأم اللغة العربية وادبها والف كتابا
للكوريين في تعلمها .
كان رحمه الله تعالى حاصدا للجوائز والمراكز الأولى في مسيرته الدراسية والتدريسية والبحثية وقد تدرج في الألقاب العلمية من معيد حتى لقب الأستاذية ( البروفيسور ) الذي حصل عليه مرتين مرة من جامعة هانكوك الكورية ومرة من جامعته الأم جامعة عدن .
لقد خلف الفقيد العزيز نتاجا علميا وفيرا في مجال الدراسات الأدبية والنقد الأدبي منها كتابه عن الصورة الفنية في شعر لطفي أمان وله كتاب
في شعر عبدالله هادي سبيت نال فيه جائزة الحاج هائل سعيد الثقافية
قبل سنوات وله كتب عن الإيقاع في الشعر العربي وكتب أخرى أثرى بها المكتبة الأدبية إلى جانب بحوث علمية رصينة عجت بها المجلات العلمية المحكمة ومشاركات عديدة في ندوات علمية ونال مرتين على التوالي جائزة جامعة عدن لتشجيع البحث العلمي .
ومع هذا لا نستطيع في هذا البيان الحزين أن نرصد إنجازاته في مختلف الميادين فسيرته رحمه الله
عامرة بالعطاء وحياته لا تحسب بسنواتها ولكن بما حققه خلالها من أعمال ومنجزات.
والهيئة الأكاديمية إذ تنعي هذا العلم الجنوبي البارز أكاديميا وثقافيا ووطنيا فإنها تتقدم بأحر التعازي
واصدقها إلى أولاده الأحباء نادر وحازم ووليد وأسعد ووديع وعمرو
وإلى بناته وإلى أحفاده جميعا وأخيه
عبدالحميد اسعد قحطان
وجميع ابناء صافئ واهلنا في الشعيب وإلى كافة زملائه وطلابه ورفاقه ومحبيه في الجامعة وخارجها وإلى شعبنا في الجنوب الصابر الثائر .
وداعا زميل العمل والعلم والنضال
وجزاك الله خير الجزاء عن 46 عاما
كنت خلالها تعلم الأجيال الخير والنور
والمحبة والجمال وصلت عليك الملائكة ، وجعل الله كتابك في عليين .
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم لا تحرمنا أجره
ولا تفتنا بعده
واغفر لنا وله.
صادر عن الهيئة الأكاديمية الجنوبية
عدن
مساء 23 يوليو 2021م