تساؤلات مواطن جنوبي

■ د. أمين القعيطي 24 يونيو، 2025 2:05 م

السؤال الأول عام:
لماذا كلما زادت حدة الحرب بين إيران واسرائيل انهارت العملة عندنا وأعلن البنك المركزي عدم السيولة ومنع الرواتب وهربت الحكومة من المعاشيق إلى فنادق الرياض مخلية بذلك مسؤوليتها الكاملة عن هذا الشعب الذي بات يعيش تحت وطأة الفقر والجوع والمرض والغلاء والوباء وأزمة الكهرباء والماء والغاز والبترول وغيرها؟!

السؤال الثاني للسعودية: هل تستحق هذه الحكومة الايواء والدعم من قبل الأشقاء وهي بنظرهم ضالة مضلة فاسدة هاربة أم أن هذا الشعب الصامد هو من يستحق دعمهم واهتمامهم وأن يمنحوه حريته وتقرير مصيره؟!!!

السؤال الثالث لمجلسنا الانتقالي الجنوبي:
إن كانت هذه الحكومة التي شاركتموها ذات مسؤولية وصادقة وجادة في عملها ولديها حلول سياسية واقتصادية فلماذا تنهار عملتها ومؤسساتها يوما بعد يوم؟! لماذا تتأثر في أي أزمة أو حرب في المنطقة لا تعنيها؟! لماذا تسقط عملتها بسبب صاروخ أطلقه الحوثي نحو تلابيب وتخلق الأزمات بسبب ضربة اسرائيلية أو أمريكية على صنعاء أو الحديدة.. لماذا لم يتأثر الحوثي وعملته بذلك وكانت عدن هي المتأثرة؟!

السؤال الرابع للحكومة نفسها:
من يفهم هذه الحكومة بأننا لسنا مع اسرائيل ولا حتى مع إيران ولم نحارب أحدا منهما كما فعل غريمها الحوثي فلماذا تتأثر بهذه الحرب أكثر من غيرها ولماذا تفضل أن تعيش في الشتات ؟!! من يفهمها بأن هذا الشعب المطحون من حروبها وأزماتها وسياساتها الفاشلة يعيش اليوم حالة موت سريري هي سببه وأنه ليس السبب فيما هي فيه من ذل وهوان وضعف وهروب وفشل وتصفير عداد البنك ليعلن أكثر من مرة عدم وجود سيولة وعدم صرف الرواتب رغم كثر الودائع التي ترفده السعودية ؟! من يفهم هذه الحكومة بأن هذا الشعب المكلوم ليس السبب في كل حروبها وأزماتها وليس السبب في هذه الحرب الشرق الأوسطية وليس له دخل فيها؟!

السؤال الخامس للدول المانحة الشقيقة:

من يفهم دول الخليج والعرب والمسلمين بأن هذا الشعب قد انتصر لهم وحقق ما لم تحققه أي دولة ضد الرافضة وأطماع المجوس التوسعية في المنطقة وأنه قبل سوريا بكثير أعلن انتصاره وتحريره من أذرع إيران الحوثيين.. فلماذا انهارت عملته وساءت حالته بعد التحرير ولم يجد أي اهتمام منهم بينما سوريا نالت كل الدعم والاهتمام وهي تستحق ذلك.. ولكن ألا يستحق هذا الشعب شيئا من ذلك الدعم والاهتمام ليشق طريقه ويعيش حياته بكل حرية وكرامة ودون أي وصاية ولا خضوع لحكومة شرعية يمنية كانت تمثل شرعية الاحتلال قبل الوصاية بل هي سبب وباله ودماره وشتاته وما وصل إليه اليوم من يأس وإحباط ؟!!!

الأسئلة كثيرة ولكن هذه أغلب ما تدور في ذهن كل مواطن جنوبي يبحث عن العيش الكريم بعد نضال مرير ويريد أن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار في أرضه دون وصاية من أحد…

د. أمين القعيطي