ميثاق الشرف والفجر الجديد

✒️/ إيمان سعيد الحالمي
تنفست الآيات وتساقط دمع الندى وتحدر على رابية الذاكرة العتيقة..حينها كانت الشمس تصب من نورها في مشكاة فجرنا الجديد ،،..
تلك المشكاة التي كان يحملها إلى العلياء عمالقةٌ سادوا وجادوا في كل حينٍ وآن…
كانوا يحملونها لتضيء ما اسميناه الوطن..
ذاك الوطن الذي كانت الشجاعة تهابه عندما يطأ ميداناً..وكانت الثقافة في اعمق حالات دهشتها في حضرته..
لم يكن صدر الشعر وعجزة بل كان المعلقات كلها..وطني الذي كان حاضراً قبل الضاد ، والذي حضن بحره السماء وتقارنت لؤلؤه بالكواكب الدرية وتهافتت اليه ايادي البحور مصافحةً إياه لزخره وكرمه ..وطني الذي احتضن ترابه شرق العالم وغربه وكان قبلةً لأنظار الأنام..ابادر بقولي انه لم يكن الوحيد ولكنه كان الأول فالأفضل..
ولكن ويح كانٍ تسبق كلامي وتنصب خبره!!!…
لا أنكر أن وطني مر بصعابٍ كانت كفترةٍ مضت ومازال الوطن لكننا بعد هذه الفترة لم نعد كما كنا…
انكسرت مشكاة الفجر..تشتتنا في الطريق ولم نعد نعرف إلى أين المسعى..
تسلل الظلام إلى الفؤاد ،لم نحتمل ماجرى..لم يصدق انسان العين ماحصل..بات الشك والخوف مطمئناً داخل جوفنا ولكننا تنافرنا وتناحرنا..
لكن ماحدث أن هناك أحداً كان يحمل في داخله بضعاً من فجر عمالقتنا..
ولكن ما كان مختلفاً فيه عنهم انه لم يحمل المشكاة بل انتزع الشمس بأيامها…اخذها رغم ما تسببت فيه من ألم له..
تكاد تعرفه من بين جميع الخلق لتلك التقاسيم التي رسمتها الشمس على جبينه او من يديه التي تمزقتا وذابتا لأجل الفجر…
كانوا يضيؤون عتمتنا ودروبنا بفانوسٍ عتيق إلا هو..فقد صب الشمس في كؤوس افئدتنا لنكون مصابيح الدروب..
لم اكن اعرف عنه إلا انهم كانوا يسمونه مجنوناً ،متشرداً،هارباً ومتمرداً واكثر ما قيل عنه انه ولِد ميتاً ،تم احتواءه..
بالرغم من كل ماقيل عنه إلا انه حملها بكل رحابة خاطر ولم يظهر الضيق منها ابداً.. تغاضى عن كل الاصوات التي كادت تهلكه..آمن أن النور سيأتي ولو بعد حين..
ضم بين جناحيه شتات شعبٍ كامل ،
كان الأب لكل يتيم ،وكان القائد لكل جندي ،وكان الامل لكل منطفى،وكان المناره لكل ضائع ،وكان الوطن لكل منفي..
كان ولا زال إلى لحظتنا هذه..
لا البعد اعياه فلقد سمعته يقول انه من لم يأتِ الينا سنذهب وبأنفسنا إليه..
قال لنا أن الوطن هو نحن ونحن هو الوطن..
قال لنا أن الوطن لا يمكن أن يكون وطناً الا بكل ابنائه ولكل ابنائه..
قال لنا أن نلتم ولا نتفرق..
كان كمجرة ضمت كل النجوم حولها..اهمل صحته وذاب شيء منه فينا…
يحمل دفء الماضِ وطموح المستقبل وأمل الحاضر..
لن أطيل عليكم فلن تسعه كتاباتي وصفاً ولو بلغت من الوصف ذروته…
لا يسع لي أن أقول إلا انه في نظرنا كان هنالك وطنٌ واحد جمعنا بكل فئاتنا واختلافاتنا ودمنا وتضحياتنا وامالنا..
وطنٌ واحد فقط
و اسميناه” العيدروس”…
.




