نصاب شبوة.. للشرف والكرامة عنوان

تحولت مديرية نصاب بمحافظة شبوة إلى خلية نحل افتراضية استعدادا وتحضيرا للمشاركة في فعالية 7/7 التي أعلن عنها المجلس الانتقالي بالمحافظة الاسبوع الماضي.
حالة طوارئ مثالية أطلقتها قيادات المجلس الانتقالي في المديرية على مسافة ساعات من موعد الفعالية.
تمتلك نصاب رصيدا نضاليا طويلا في تاريخ الحراك الجنوبي ، ولديها من القادة الوطنيين الكثير ، وقدمت خلال تاريخها المئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين في مراحل الحراك الجنوبي ومقاومة الغزو الحوثي للمحافظة.
تعمل القيادات الوطنية في نصاب على استثمار حالة المزاج الشعبي الإيجابية التي أحدثتها تداعيات واحداث عبدان وتظاهرة سقام التاريخية ، لتحقيق نصرا جديدا بتقديم نموذجا ناجحا للحركة الاحتجاجية السلمية يوم الاربعاء القادم.
وعلى الرغم من أن المديرية قد احتضنت قبل اسبوع في عبدان وسقام واحدة من أروع الملاحم الوطنية الجنوبية في شبوة ، إلا أن أبناء المديرية وفي المقدمة قياداتها الوطنية الجنوبية في الهيئة التنفيذية والقيادة المحلية والجمعية الوطنية والمراكز المجتمعية وشخصياتها الاعتبارية ، أبوا الا مشاركة بقية مديريات المحافظة في تظاهرات 7/7 وعدم الاكتفاء بتظاهرة الاسبوع الماضي التي أقيمت في مناطق المديرية ، وهذه مبادرة وطنية اضافية تحسب للمديرية.
يجبرك القادة الانتقاليون في نصاب على احترامهم والإعجاب بهم ، أنهم يصنعون واقعا جديدا منذ ولادة الانتقالي ، يجسدون قيم التصالح والتسامح بصدق واقعا على الأرض لا مجرد كلام انشائي ، ويزرعون في الجيل الجديد ثقافة التعايش والتفاهم والامل ، بعد سنوات الوحدة البليدة وما زرعته من أحقاد وثارات
يصطف القادة الانتقاليون جنبا إلى جنب ويزرعون الامل والثقة في نفوس جماهير المديرية ، تتشابك الأيدي وترفع عاليا ، جيل الجنوب القادم في نصاب ينسج احلام مستقبل مشرق ، هنا الجسد واحد، علي بن مجرح الجبواني وأحمد العربي وعبدالله عريق وطارق الدغاري ومحمد عبدالله الديولي ومحسن الديولي وصالح بلال وعوض رويس وعبدالسلام الحني وخالد عطيف وسالم الجبواني وسعيد الصقري وسالم العبد قشور ، والقائمة تطول وتطول ، يستمدون الإلهام من قادة ثوريون أمميون كانت لهم بصمات في تاريخ الجنوب ، يتقدمهم القائد الملهم الراحل احمد عوض الحني ، ويستمدون البقاء والتجديد من حضارة مملكة اوسان وملوكها العظام*
.
في 17 من شهر أبريل من العام 2018 ، شهدت مدينة نصاب اشهار القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية ، في مهرجان كرنفالي كبير اجتمع فيه أهل نصاب ، بحضور رئيس القيادة المحلية لانتقالي شبوة حينها الشيخ الفاضل طيب الذكر علي محسن السليماني ، كان المشهد مبكيا من شدة الفرح ، وكنت شاهدا على ماحدث ، خاطبهم السليماني قائلا ( لا مكان لمن يثير العصبية القبلية والمناطقية والقلاقل ، كلنا جسد واحد ، ونشد على اياديكم يا رجال نصاب الاوفياء ، فقد فرحنا بتلاحمكم رغم مؤامرات الاعداء ، فعليكم الثبات واللحمة في اطار اللحمة الجنوبية الواحدة )* *وقال لي أحد أبناء قبائل المديرية معلقا على المشهد ( تصدق سنوات طويلة لم تجتمع نصاب بهذا التنوع القبلي ، لقد دمرونا بوحدة النهب والظلم والحرب) انتهى كلامه ، ولكن لم و لن تنتهي نصاب ، بل قامت تمسح دموعها وصراعاتها ، وتبقى حسنة الانتقالي أنه أوقد شعلة الروح الوطنية الجنوبية العظيمة في الناس ، أنها روح التسامح والصفح والألفة كما يفهمها أهل نصاب.
ما بعد اغسطس 2019 لم تصمت نصاب ولم تستسلم ، ولم تسلم الراية ، بل لايوجد في قاموس مديرية نصاب شي اسمه الاستسلام ، فقاومت ظلم الإخوان ، في صبيحة 14 اكتوبر من العام 2019 خرجت نصاب تتظاهر ضد سلطة الاستبداد والقمع والاحتلال ، لم ترهبهم المدرعات والاطقم ، وسطروا صفحة جديدة في سجل الصمود والمقاومة، ولاحقا عندما فرضت الحرب على المدينة بتعزيزات عسكرية هائلة ، قاومت نصاب برجالها وشبابها مقاومة الابطال على الرغم من قلة السلاح أمام جيش مدجج باعتى انواع الأسلحة.
نصاب كتلة من بشر بسطاء انقياء ، استهدفتهم وحدة الضم والالحاق اليمنية باقذر وسائل يمكن لأي قوة محتلة في العالم أن تستخدمها لتمزيق نسيج مجتمعي لاي شعب ، لكن واكرر حسنة الانتقالي أنه يسير بهذه المديرية الطيبة إلى آفاق مستقبل جديد تتجسد فيه قيم التصالح والتسامح ، لقد رحل علي عبدالله صالح ورحل عبدالله بن حسين الأحمر وعبدالكريم الارياني غير مأسوف عليهم ، وتشرد علي محسن الأحمر واليدومي وصعتر وآخرين بعيدا عن وطنهم ، بينما بقي المواطن البسيط المناضل سعيد صالح الصقري على أرض نصاب واقفا رافع الهامة بعد أن خرج من معتقلات سلطة شبوة ، هاهو يسرح ويمرح ويناضل من أجل حرية وطنه ، لم ولن يتنازل عن الكرامة والشرف والوطن كما فعل خصومه ، وهكذا هم شرفاء وثوار نصاب وشبوة والجنوب عامة ، للكرامة والشرف عنوان.
جمال شنيتر




