مدارس حالمين..رحلة ضوء وتاريخ مدنية ! الحلقة الخامسة عشرة – مدرسة الكرب للتعليم الأساسي

قبل الحديث عن مدرسة الكرب وتطور التعليم فيها هذه لمحة قصيرة عن قرية الكرب:
تقع قرية الكرب في مديرية حالمين في الجهة الشمالية الغربية من عاصمة المديرية حبيل الريدة وتبعد عنها 10 كيلومتر تقريبا. ويحدها من الشمال جبل حرير وقريتي صدر شرعة والمعدي،ومن الشرق قرية القنتوب وجبال ذا الهرم وريم ومن خلفها قريتا القرب والرزة،ومن الغرب منطقة الحسو ومن الجنوب جبل أحرم وقرية اللقوح وحبيل مدفر.
يبلغ عدد سكان المنطقة ٢٠٠٠ نسمة تقريبا، هاجر الكثير منهم ولم يتبقَ الا القليل هجرة داخلية وخارجية . تتميز منطقة الكرب بنقاء جوها، وطيب ارضها وكرم اهلها ودماثة أخلاقهم.
وكان كرم أهلها ومازال يمثل سلوكا أصيلا فضلا عن نجاحهم الملحوظ فما دخلوا في مجال إلا أبدعوا
سواء في الزراعة او التعليم او الهجرة او التجارة او غيرها .
اشتهرت منطقة الكرب بالزراعة وتربية الحيوانات وكان القات الكربي يمثل مصدرا اقتصاديا لمواطنيها وكان شهيرا حتى في عدن
كاحسن أنواع القات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
تزرع كذلك مختلف أنواع الحبوب
كالذرة والغربة والدخن وغيرها وتتميز بزراعة البن الذي نافسه القات وكاد يقضي عليه .
منطقة الكرب تحاط بسلسلة جبلية شاهقة منها غبيراء وجبل أحرم،
وذا الهرم وريم ورنة وغيرها فحسنت تربتها وتجددت واخصبت .
تعلم ابناء منطقة الكرب مثلهم مثل بقية مناطق حالمين، فاقتصر التعليم في نشأته الأولى على الكتاتيب المعلامات التي كان يقوم بها رجال فقهاء وأئمة مساجد فاقتصرت على تعليم القرأن الكريم وحفظه مقابل أجر يدفع للفقيه كل دورة دراسية منها بواقع أربعة قروش بسعر ذلك الزمان، فكان المسجد هو أول مكان في حركة التعليم ، فشهد مسجد (ضبع الشعاب ) هذا النوع من التعليم وكان ذلك عام ١٩٤٤م تحت إدارة الفقيه قاسم بوبك من جبل حرير واستمر الحال أربع سنوات حتى عام ١٩٤٨م انتقلت إدارة المعلامة إلى شيخ آخر وهو محمد قاسم من ابناء قرية مرات جبل حرير، وفي عام ١٩٥٦م قام أحد فقهاء المنطقة وهو محمد عبدالرحمن العبادي رحمه الله بواجب هذا التعليم المبكر وكان أحد الفقهاء المعتبرين في ذلك الزمن، وكان للمعلامة التي شكلها تحت علب السيلة دور مهم في تخرج دفعات عديدة من ابناء المنطقة يجيدون قراءة القرآن وتجويده وحفظه وكتابته ، واستمر الحال كما هو حتى عشية استقلال الجنوب وقيام دولته الفتية في 1967م وبداية مرحلة جديدة من تاريخ الجنوب المعاصر.
التأسيس والموقع الجغرافي للمدرسة
———————————

منطقة الكرب
وكان ذلك في آخر عام ١٩٦٨م وكان للوالد المناضل عبد الله مطلق أطال الله في عمره الدور البارز في تأسيس عدد من مدارس حالمين ومنها مدرسة الكرب ، فتم وضع اللبنات الأولى وتأسيس مدرسة القومية الكرب ، وذلك بعد تكرم من الحاج عبدالسلام مثنى والحاج شايف مثنى عبدالله بمنح موقع أرض لبناء المدرسة فجزاهما الله خير الجزاء، فكان موقع المدرسة اسفل منطقة الكرب نظرا لتوفر الموقع المناسب والحجارة والمياه ولقرب سكان المناطق الفرعية من مكان المدرسة ، وتضم منطقة الكرب عدة قرى فرعية يدرس ابناؤها في هذه المدرسة وهي :
خيران والمنقيش وحبيل ضرمان وضبع الشعاب والعبيدة، والمعزبة والذراع، والظاهرة،و بيت الفقيه، وحبيل عيال فرج، وعيال هادي، والرهوة، والمشرف، وضبع الحصن.
وكان للوالد الحاج عبد السلام مثنى دور مهم في توفير سكن للمعلمين الوافدين في حبيل المشرف في ذلك الوقت وكان المواطنون يتناوبون في توفير المأكل والمشرب للمعلمين القادمين من خارج القرية .
مراحل تطور المبنى المدرسي والتعليم
————————-
تم بناء ثلاثة فصول دراسية عند التأسيس، وبعدها تم استكمال بناء ثلاثة فصول أخرى في عام ١٩٧٩م
وكانت تسمى مدرسة القومية الكرب حتى عام ١٩٨٦م، ثم جرى تغيير تسميتها بأسم الشهيد على بن علي مثنى طوءرة وظلت تحمل هذا الاسم حتى يومنا هذا.
تعتبر مدرسة الكرب–مدرسة–نصفية يدرس فيها صف على صف إلى الصف التاسع.
وكان ابناء المنطقة يواصلون تعليمهم الأساسي في المدارس المجاورة لمنطقتهم في حالمين اما التعليم الثانوي ففي مدارس لحج ومدرسة الشهيد لبوزة في الحبيلين ثم مدرسة الشهيد محمد ثابت سفيان–مدرسة الفقيد سعيد صالح الدباني–حاليا،وإلى يومنا هذا.
تولى التعليم في المدرسة كوكبة من أنبل المعلمين كانوا خير سفراء لحركة التنوير والتعليم في المنطقة وتخرج على أيدي هؤلاء المعلمين نخبة من الكوادر العلمية تقلدوا مناصب وإدارات مرموقة في الدولة وخدموا المجتمع بروح الإنسان المتفاني المحب لوطنه وعمله فجزى الله ذلك الرعيل الأول من المعلمين ومن جاء بعدهم خير ما يكون الجزاء .
في الفتره من عام ١٩٦٩م إلى ١٩٧٨م كان للمعلمين الرواد من لحج المحروسة وعدن والضالع الدور الأهم في التعليم في المدرسة وهم المعلمون الرواد الآتون:
١_الأستاذ محسن محمد سيف من الضالع (مديرا)
٢_الأستاذ محمد أحمد من (الضالع)
٣_الأستاذ مساعد أحمد من (الضالع)
٤_الأستاذ محمد صالح من منطقة الشقعة لحج .
٥_الأستاذ داؤد على عبده من الحجرية تعز .
٦_الأستاذمحمد سالم الشيخ (لحج)
٧_الاستاذ فؤاد العدني من (عدن)
٨_الأستاذ عبدالله مسرور من (لحج)
٩_الأستاذ صالح قادري كرو من قرية الثعلب لحج
١٠_الأستاذ على سعد ثابت من (عدن)
١١_الأستاذ عوضين من (لحج)
١٢الأستاذ أحمد الدقم الصبيحي من طور الباحة .
١٣_الأستاذ محمد علي مجيد من (لحج)
١٤_الأستاذ أحمد سعد من (لحج)
١٥–الأستاذ عبده صالح سعيد الصبيحي من طور الباحة .
ومنذ عام ١٩٧٨ إلى عام ١٩٨٥م تولى التعليم في المدرسة معلمون من ابناء المنطقة وحالمين وهم الأساتذة الآتون:
١_الأستاذ فاضل عبدالسلام من قرية الكرب (مديرا)
٢_الأستاذ محمد سعيد غالب السلي الدباني من قرية القرب رحمه الله
٣_الأستاذ أحمد فاضل عبد الله من قرية الكرب .
٤_الأستاذ علي يحيى سعيد الدباني من (القرب)
٥_الأستاذ سالم ثابت صالح من قرية القرب.
٦_سيف علي قاسم من قرية الكرب.
وبعد ذلك انتقلت المدرسة إلى مرحلة جديدة وإدارة جديدة ابتدأت من العام ١٩٨٥م إلى العامة١٩٩٣م في عهد هذه الإدارة الجديدة تم تغيير اسم المدرسة من المدرسة القومية الكرب الى مدرسة الشهيد علي بن علي مثنى، ولانستطيع ان نمر في هذه المرحلة مرور الكرام ولابد من وقفه إجلال واحترام لربان المدرسة وقائدها وصاحب البصمات الرائعة
في هذه المدة الأستاذ سيف علي قاسم رعاه الله.
تقلد الأستاذ سيف علي قاسم إدارة المدرسة وكان نعم المربي والحريص على تعليم الطلاب وكان بيته سكنا لأي معلم يأتي من خارج المنطقة دون ان يمن أو يحمل أحدا من سكان القرية تكاليف أي معلم من خارج المنطقة.
وفي هذه المدة سالفة الذكر تولى التعليم في المدرسة المعلمون الآتون:
١_الأستاذ سيف علي قاسم من الكرب (مديرا)
٢_الأستاذ مشعل صالح حسين من قرية حبيل مدفر (الضباب)
٣_الأستاذ _أحمد علي قائد من(الضباب) خدمة إلزامية
٤_الأستاذ عادل محمد صالح الأحمر من قرية الضباب.
٥_الأستاذ عبدالرب صالح قحطان من (الكرب) رحمه الله
٦_أحمد بن أحمد ناجي (الكرب) رحمه الله
٧_سعد محسن صالح التأمي من قرية (الرباط) .
٨_علي ناشر مثنى علاية من قرية (الرباط) .
٩_عبدربه أحمد ناصر الماس(الحنكة)
١٠_علي عبيد هادي البشيري (جنادة)
١١_علي مطلق صالح الدباني من قرية (القرب)
١٢_محمد قائد مثنى الدباني (القرب)
١٣_علي عثمان قاسم الدباني (القرب)
١٣_عبد الحكيم صالح ناصر من قرية اللقوح مدير التربية حالمين حاليا
أعانه الله خدمة إلزامية عام ٩٢م–٩٣م.
وبعد ذلك دخلت المدرسة في ظل إدارة جديدة في الفترة من عام ١٩٩٣م إلى عام ٢٠١٣م وهي مدة طويلة وخلال هذه المرحلة تم بناء فصول دراسية جديدة اعتمدت من الصندوق الاجتماعي للتنمية بفضل متابعة الأخ محمد عبدالسلام عضو المجلس المحلي في محافظة لحج
حينذاك والأخ عبدالله مثنى شعفل
عضو المجلس المحلي في المديرية ممثلا للمنطقة. . وفي عام ٢٠١١م تم بناء ثلاثة فصول دراسية أخرى حينما كان الأخ العميد ناجي عبدالله ناشر يمثل المنطقة في المجلس المحلي حيث عمل على متابعة جهات الاختصاص حتى انجزت الصفوف الثلاثة .
وكان المعلمون الذين تولوا التعليم في المدرسة في المرحلة سالفة الذكر
على النحو الآتي.
١_الأستاذ عبدالرب صالح عبدون (مديرا) من الكرب
٢_الأستاذ الشهيد عبيد راشد مثنى الدباني (القرب)رحمه الله الذي استشهد خلال غزو المليشيات الحوثية في لحج عام ٢٠١٥م
٣_الأستاذ علي سعيد بن سعيد الدباني (القرب)
٤_الأستاذ عادل عبدالرب عبدالسلام من الكرب .
٥_الأستاذ محمد صالح علي من الكرب .
٦_الأستاذ صالح راشد علي من الكرب
٧_الأستاذ منير عبدالله ناشر من الكرب
٨_الأستاذ عبدالمنعم محمد علي من الكرب.
هناك معلمون خدموا في المدرسة لمدة فصل دراسي واحد وهم الأساتذة الآتون:
مروان شائف غالب من قرية الضباب ،ومحمد سلمان الحريري من حرير الضالع، وأحمد مثنى عبد الله، ومحمد أحمد ناجي رحمه الله،ومحمد عبد الله حسين رحمه الله،ومحمود مثنى ناجي،ومحمد محمود علي،وعبد القوي شعفل علي، وعبد الحميدعلي يحيى،وعبد الحميد صالح علي،وملهم قاسم السقاف رحمه الله،وعلي صالح عبدالرب وعادل عبد القادر رحمه الله، وغسان عبد المجيد، وعبد المنعم محمود،وكل هؤلاء المعلمين سالفي الذكر من قرية الكرب ومن خريجي المدرسة ،بالإضافة إلى المعلم صالح عبيد حسن من قرية علي سيت المعدي ،وملهم ناجي حسين الدباني من القرب حالمين خدمة الزامية،وخلال المدة سالفة الذكر خدم معلمون متعاقدون في المدرسة وهم على النحو الآتي:
محمد سعيد بن سعيد الدباني،وناصر محمد ناصر الدباني وكلاهما من قرية القرب ،ومحمود عبدالله مثنى تعاقد مع الصندوق فيما بعد عام ٢٠١٩م ومحسن فضل محسن،وقيس علي مقبل،وعادل صالح شائف وكل هؤلاء المعلمين المتعاقدين سالفي الذكر من قرية الكرب حالمين.
وفي المدة الأخيرة من ٢٠١٣م إلى عام ٢٠٢١م انتقلت إدارة المدرسة إلى الأستاذ عادل عبد الرب عبد السلام ودخلت المدرسة مرحلة اتسمت بالنشاط والنجاح وجرى الاهتمام بتعليم الفتيات . ورفدت المدرسة بمعلمين متقاعدين من قبل مكتب التربية وبدعم من المغتربين كذلك من ابناء المنطقة وهم الأساتذة الآتون:
عبد القوي صالح ناصر من قرية النسري ،وسعد أحمد فاضل،وشمسان فضل علي من الراحة مديرية الملاح،وعبد الله ناجي من حبيل الريدة ،وصالح عبد الكريم صالح البشيري من قرية جنادة متعاقدا مع الصندوق . ،وماجد راشد مثنى الدباني ومحمود أحمد يحيى الدباني وكلاهما من قرية القرب .
وفي العام الدراسي١٩٩٨م___١٩٩٩م
شارك الطالب نبيل عبدالرب عبدالسلام ضمن العشرة الأوائل في الجمهورية وهو من أبناء هذه المنطقة وتلقى تعليمه الأساسي في مدرستها والتعليم الثانوي في مدرسة الفقيد سعيد صالح قاسم الدباني حبيل الريدة. وهو الآن طبيب أخصائي وفقه الله تعالى.
وقد كان هذا حافزا لطلاب حالمين لمشاركات اخرى ونيل مراكز متقدمة والحصول على المنح الدراسية في الخارج .
كان لهذه المدرسة دورها في تخريج
طلاب صار لهم شان في حياتهم اللاحقة في مختلف مجالات الحياة المدنية والعسكرية ومنهم
الأستاذ محمد عبدالسلام عضو المجلس المحلي السابق في محافظة لحج، والعميد المناضل ناجي عبدالله ناشر رئيس المجلس الانتقالي في مديرية حالمين وكذلك رجل الخير والعطاء الأخ المناضل الكريم محمود أحمد ناجي ابو أصيل
والعميد المناضل عبدالله مثنى عبدالله
والعميد ثابت مثنى محمد
والعميد أحمد مثنى حسن رحمه الله
وهناك الكثير من الشخصيات والكفاءات الشابة ذات التأهيل والكفاءة .
المخرجات بالأرقام.
١_23 معلما من ابناء الكرب
٢_17 طبيبا بشريا بمختلف تخصصاتهم
٣_18 طبيبا صيدليا
٤_22 مهندسا مدنيا معماريا واتصالات.
٦_خريحان من كلية العلوم الإدارية محاسبة
٧_ ثلاثة خريجين حاسوب كلية الحاسوب.
السلك العسكري
١_5 برتبة عميد
٢_15 برتبة عقيد
٣_ثلاثة برتبة مقدم
٤_ 42 برتبة رائد.
هذه هي منطقة الكرب وهذه هي مدرسة الكرب متواضعة في مبناها
كبيرة بكوادرها مدهشة بطموح أبنائها وتميزهم.
المعوقات والصعوبات التي تعاني منها المدرسة
————————-
تعاني المدرسة كثيرا من الصعوبات والنواقص والمنغصات أهمها:
–نقص الكادر التعليمي إذ ان المدرسة تعتمد على البدائل والمتعاقدين في حين توقف التوظيف وتقاعد المعلمين الأوائل.
–نقص الكتاب المدرسي.
–انتقال كثير من سكان المنطقة إلى عاصمة المديرية حبيل الريدة وإلى الحبيلين وعدن مما أثر على المدرسة من حيث الكثافة السكانية وزخم الأعداد الطلابية.
–عدم أعطاء المعلم حقوقه في ظل الوضع المعيشي الصعب،وكذلك الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به الجميع مما أثر سلبا على العملية التعليمية.
تعليق عام
الكرب تعد ناصية حالمين
من حيث موقعها وشموخها
واكتنازها للخير والخصب
واطلالها على ما عداها جنوبا
ومدرستها من اعرق المدارس في حالمين ولكنها لم تشتمل على التعليم الثانوي حتى الآن بحكم انتقال الكثير من سكانها إلى الحواضر القريبة والبعيدة .
وهذه الحلقة التي بين يدي القارئ
قام بجمع مادتها مواطنون تجاوبوا مع هذا المشروع اما الأستاذ عادل عبدالرب عبدالسلام فلم يتمكن من مساعدتنا في هذه المهمة بفعل ظروف يمر بها ، وقد كلف د نبيل عبدالرب عبدالسلام بصياغة ما تم جمعه رغم ظروف عمله في المدينة
ومثل هذا العمل يحتاج للعودة إلى ارشيف المدرسة وسجلاتها للوقوف على أسماء المعلمين عاما عاما وتتبع
حركة نقلهم من وإلى المدرسة وغير ذلك ومع هذا نرجو أن تكون هذه الحلقة قد بينت الخطوط العامة لمسيرة هذه المدرسة خلال أكثر من خمسين عاما وخلال الخطوات القادمة لهذا المشروع سيتم بعون الله
استدراك ما فاتنا في هذه الحلقة
والله ولي التوفيق.
إعداد
د نبيل عبدالرب عبدالسلام
و الأستاذ محمد مانع ناصر
مراجعة وتحرير د عبده يحيى الدباني.