مدارس حالمين .. رحلة ضوء وتاريخ مدنية ! الحلقة التاسعة – مدرسة رشدة للتعليم الأساسي والثانوي

الإهداء إلى روح الفقيد عيدروس علي راشد رحمه الله برا وجزءا يسيرا من رد الجميل .

قبل الحديث عن التعليم في قرية رشدة ومدرستها ، هذه لمحة موجزة عن منطقة رشدة.

تقع قرية رشدة إلى الجهة الشرقية لمديرية حالمين عل قمم جبلية تتمتع بمناظر خلابة في مواسم الأمطار ويزيد من تألقها تلكم المدرجات الزراعية على الجبال وكأنها رسمت بلوحة فنان ويجاورها شرقا قرية فرعة ووادي بناء ومن الجنوب حبيل أحسن التابع قبليا لحالمين وإداريا لمديرية حبيل جبر ومن الشمال منطقة اسفل وادي حالمين(لقدور)،ومن جهة الغرب قرية شرف أثاب المطلة على وادي العمري.
ويعود تاريخ منطقة رشدة إلى كونهم من آل البكري الذين قدموا من يافع وتحديدا من الحد واستقروا بالمنطقة.
وتتكون قرية رشدة من عدة مناطق منها:
فرع السميح والمعزبةواسفل رشدة،و العتك وذراع العتك،والدقة.
يمتاز أهالي المنطقة بالعطاء والتعاون وبروح حب العمل الخيري،وخير دليل على ذلك المشاريع الخيرية المهة في المنطقة ولعل ابرزها طريق حصص الذي يربط جبل حالمين بمديرية حبيل الجبر الذي ساهمت في إنجازه كل قرى مناطق حالمين يدا بيد. ويعتبر رجل الأعمال والبر والإحسان والشخصية الاجتماعية المعروفة الشيخ قاسم عثمان البكري أشهر من نار على علم في هذا الميدان دعما للمشاريع والأعمال الخيرية في المنطقة وخارجها جزاه الله خيرا واطال عمره.

لم تختلف منطقة رشدة عن غيرها من مناطق حالمين من ناحية وضع التعليم فقد كان أبناء المنطقة صغارا وكبارا يذهبون للمعلامة في أسفل وادي حالمين لتلقي العلم تحت أشجار السدر بواسطة المرحوم الفقيه قاسم عبيد النسري طيب الله ثراه.

الموقع الجغرافي للمدرسة
——————–

تقع مدرسة رشدة للتعليم الأساسي والثانوي على تلة صغيرة في منتصف القرية جهة الغرب مما جعلها موقعا مناسبا متوسطة المسافة لجميع ابناء المنطقة التي يأتي منها الطلاب وأهم هذه المناطق تم ذكرها سابقا، بالإضافة إلى مناطق لقدور واسفل وادي حالمين ومارة ولحكة ودرات، التي كان ابناؤها يتعلموا فيها سابقا.
وكان سكن المعلمين سابقا في غرفة صغيرة بجوار مسجد رشدة ويتناوب الأهالي على تقديم المأكل والمشرب لهؤلاء المعلمين الرواد من خارج المنطقة.

تأسيس المدرسة ومراحل تطور المبنى المدرسي والتعليم في المدرسة وأبرز مؤسسيها
————————— يعتبر المناضل الجسور وابن حالمين البار الشيخ عبد الله مطلق صالح مؤسس التعليم الأول في حالمين الذي أدخل التعليم ودعمه وشجعه بشتى الوسائل ووفقا لما هو متاح آنذاك ولقد كان لأبناء رشدة نصيب الأسد من هذا الاهتمام بتأسيس مدرسة في منطقتهم بعد ان حدث خلاف بين مناطق لقدور ومارة ورشدة حول مكان إقامة المدرسة بعد ان كان متفق على تأسيس بنائها في منطقة لقدور–اسفل وادي حالمين–وبعد ذلك الخلاف تم بناء المدرسة في منطقة رشدة.
اُسست المدرسة عام ١٩٦٨م ببناء فصل دراسي واحدا عام ٦٨م،ثم تم بناء أربعة فصول دراسية فصار مجموع الفصول خمسة مع حلول عام ٧٠م وقدتم بناء تلك الفصول المذكورة على نفقة الأهالي آنذاك.
ومن أبرز الشخصيات التي لها دور في تأسيس المدرسة في المنطقة هم:
محمد حسن السميح، ومثنى علي راشد، وصالح حسين السميح، والفقيد المناضل والشخصية الاجتماعية المعروفة صالح أحمد سعيد في المتابعة،
واما في البناء فهم محمد سلمان سعيد، ومحسن صالح السميح..
وأحمد مقبل قاسم.
رحمهم الله جميعا أحياء وامواتا .

المعلمون الذين خدموا في المدرسة،منذ نهاية الستينات إلى نهاية السبعينيات :
ومن هؤلاء المعلمين الرواد:
الأستاذ عبدالله عبده و الأستاذ
طه القرشي وهما من لحج ٦٨م،و الأستاذ عمرسيف راجح جواس ٦٩م وكان مديرا للمدرسة وهو من منطقة حبيل السبحة حبيل الجبر،
والأستاذ محمد علي ناصر ٧٣م الحوطة لحج مديرا ومعلما بعد الأستاذ عمر سيف صالح جواس،
والأستاذ محمد آدم ٧٣م من الصومال الشقيق والأستاذ محمد خديش٧٤م من الحمراء تبن لحج،
والأستاذ هاشم علوي هود٧٤م من الحوطة لحج .
والأستاذ محمد سعيد التركي٧٥م من
الحوطة لحج.
والأستاذ علي أحمد محمد مسيمن ٧٧م الخداد لحج.
وجميع هؤلاء المعلمين سالفي الذكر رواد التعليم الأساسي في المدرسة.
المعلمون الذين علموا في المدرسة في الثمانينات هم الأساتذة الآتون:
زهراء أحمد مقبل كانت مديرة للمدرسة من منطقة رشدة حالمين،و
فهنة علي راش وطلعة أحمد مقبل
وزرعة قاسم حسين وكلهن من منطقة رشدة .
ويحيى محمد سلمان
وفاطمة محسن صالح وناجي صالح طالب وهؤلاء ايضا من رشدة ومن خريجي مدرستها.
وشريفة علي صالح من منطقة فرع مارة حالمين،
وصالح ناجي سعيد ٨٣م من قرية الحرف حالمين.

المعلمون الذين علموا في المدرسة في التسعينات إلى يومنا هذا هم الأساتذة الآتون:

ثابت طاهر السميح٩٤م
من قرية العمري حالمين،
ومحمد صالح طالب عين مديرا للمدرسة من قرية رشدة ،و
قحطان السميح رحمه الله ٩٤م،و
عبدالكريم السميح ٩٥م،و
صادق سلمان مقبل ٩٦م ومديرا للمدرسة من عام ٢٠٠٢م
وعبدالفتاح عيدروس البكري ٩٦م و مديرا للمدرسة من عام ٢٠١٢م إلى عامنا هذا ولا يزال يدير المدرسة بنشاط . وكل هؤلاء المعلمين سالفي الذكر من منطقة رشدة ،و
عبدالكريم صالح العلوي ٩٦م من الحرف حالمين،
وعلي صالح عثمان العمري ٩٨م من قرية العمري حالمين،
وعبدالفتاح ناشرعلاية رحمه الله ٢٠٠١م من قرية الرباط حالمين،و
وضاح ياسين عبدالله من منطقة السرايا مديرية الملاح لحج ٢٠٠١م،و
علي علي حسين البشيري ٢٠٠٣م من قرية جنادة حالمين،و
عبود أحمد مثنى ٢٠٠٩م من قرية الرزة بلاد النسري.
وعبدالناصر مثنى علي
وفايز سيف من قرية رشدة،و
ياسر علي سيف٢٠٠٦م من قرية مجحز حالمين،
وعبدالقوي محمد موسى ٢٠١١م من قربة العمري،و
وعبدالباري نصير٢٠١١م من اسفل وادي حالمين،و
ياسر عبدربه النسري٢٠١١م من النسري حالمين،و
عبدالعليم مثنى ٢٠١١م من رشدة،و
رائد قاسم يحيى العسل ٢٠١٣م من قرية العمري.
بعد عام تسعين تم العمل بنظام الخدمة الإلزامية لمدة عام لخريجي الثانوية العامة ومن المعلمين الذين خدموا في مدرسة رشدة على النحو الآتي:
عبد الفتاح عيدروس عام ٩٢م-٩٣م مدير المدرسة حاليا،وربيع علي سعيد ٩٢م–٩٣ من قرية الحرف حالمين،وفواز صالح أحمد٩٥م–٩٦م من قرية الفرع حالمين هو حاليا طبيب أطفال،ومحمد غالب العمري من قرية العمري ٩٥م–٩٦م،وعبود سعيد صالح مهدي٩٥م–٩٦م من قرية العمري.

عانت مدرسة رشدة سابقا من نقص حادٍ بالمعلمين كغيرها من المدارس،وفي تسعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا اضطرت للتعاقد مع كثير من الخريجين لسد العجز والنقص في المدرسة ومن هؤلاء المتعاقدين هم الأساتذة الآتون:
علي صالح نصر اسفل وادي حالمين،وعمار عبد الله نصر،وعبد الباري عبد الله نصر كلهم من منطقة اسفل وادي حالمين،وعبد الرقيب جابر حسين من قرية الحرف،وياسين عمر عبد القوي من قرية مارة ،ورمزي محمد هادي،و خليل عيدروس،وعبد السلام محمد سلمان،وفاطمة ناجي صالح،وحمامة أحمد مقبل،وأحمد مثنى علي راشد،وأحمدمحمد صالح طالب،وجمال عبد الناصر مثنى،وفردوس عبد الله أحمد،وزينب عمر سيف،ورحمة عبد الفتاح عيدروس وكل هؤلاء المتعاقدين والمتعاقدات من منطقة رشدة ومحمد فضل محمد صالح من منطقة الرباط ،وفهمان عبد القوي الماس من الرباط ،والقاسمي علي صالح من قرية الفرع ،ونبيل أحمد ناصر من قرية الحنكة ،وعبد الناصر صالح عبد الله من قرية الرباط ،وعبد الله صالح الضنبري من مديرية الملاح، وهمام علي يوسف.
وبالإضافة لتطور المبنى المدرسي فبعد بناء صف دراسي عند التأسيس وبناء أربعة فصول أخرى عام ٧٠م فقد
تم إضافة فصل يسمى بفصل الخطة الخمسية الذي تم ترميمه على نفقةمجموعة الراشدون الخيرية عام ٢٠١٥م التي اسسها الشيخ قاسم عثمان البكري وبمعية الوالدين ثابت عثمان البكري ومحمد أحمد فاضل رحمه الله.
وبعد ذلك بناء فصلين بجهود المواطنين في العام ٢٠٠٠م
ثم أربعة فصول مع الملحقات من الصندوق الاجتماعي للتنمية ٢٠٠٤م،واثناء عمل هذه الفصول فقد الوالد عيدروس علي راشد رحمة الله عليه عينه ويده اليسرى بانفجار ديناميت اثناء العمل ويُعد المرحوم من الشخصيات الاجتماعية في المنطقة وله بصمات بعمل الخير وهو والد الأستاذ عبد الفتاح عيدروس مدير المدرسة حاليا.

تطور التعليم في المدرسة آنذاك من الأساسي إلى الإعدادي،فكان طلبة المنطقة يواصلون تعليمهم سابقا في مدرسة الشهيد لبوزة في الحبيلين وبعدها في مدرسة الشهيد محمد ثابت سفيان في حالمين–مدرسة الفقيد سعيد صالح الدباني حاليا
وبعد ذلك في مدرسة الدهالكة إلى ان تم افتتتاح الصف التاسع في المدرسة بعد عام ٩٤م
ثم الثانوية العامة في ٢٠٠٦م.

مشاركات المدرسة علميا ورياضيا وأهم الجوائز التي حصدتها
——————— شاركت مدرسة رشدة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا في عدة مشاركات علمية ورياضية قديما وحديثا على مستوى حالمين وحققوا فيها نتائج رائعة على مستوى المديرية قديما، كانوا أصحاب الكعب الأعلى فقد كان من نصيب مدرسة رشدة الأستاذ علي محمد علي من لحج القمندان فهو رياضي من الطراز الرفيع في كرة القدم ولعبة الجمباز وكان يقوم بتدريب الطلاب وتخرج على يديه فريق رياضي قدم عروضا قوية في لعبة الجمباز وغير ذلك .
والأستاذ ناجي أحمد محسن طيب الله ثراه مرجعية التعليم في حالمين فقد كان مفتخرا بذلك وكان خير شاهدا عليه.
وحديثا شاركت مدرسة رشدة علميا ورياضيا وحققت مراتب متقدمة على مستوى المديرية أهمها:

–أول مشاركة لها في الصف التاسع ٢٠٠٤م–٢٠٠٥م بالفوز على مدرسة نارب وكان مقررا لها تقابل مدرسة الرباط فانسحبت مدرسة رشد ة من المسابقة في التصفيات.
–المشاركة الثانية عام ٢٠١٣م–٢٠١٤م في الصف التاسع وحصولها على المركز الأول على حساب مدرسة الفقيدناجي أحمد محسن للبنات.
–حصولها على المركز الرابع للثانوية ٢٠١٧م–٢٠١٨م بعد مدرسة الفقيد سعيد صالح الدباني ومدرسة نعيمة.
–حصولها على المركز الثاني خلف مدرسة الرباط النموذجية الرائدة في المسابقات العلمية على مستوى المديريةللصف التاسع . عام٢٠١٨م–٢٠١٩م.
–الحصول على المرتبة الأولى في التصفيات للصف التاسع عام ٢٠٢٠م–٢٠٢١م.
–حصول الطالبة خولة عبد الناصر من ضمن أوائل الجمهورية الثانية على مستوى المحافظة والأولى على مستوى المديرية.
–حرصت المدرسة على تكريم معلميها وتكريم الشخصيات الاجتماعية والداعمين للمدرسة كمجموعة الراشدون الخيرية وتكريم المبدعين من طلابها.

الصعوبات والمعوقات التي تعاني منها المدرسة
——————-
عانت وتعاني مدرسة رشدة مثلها مثل جميع مدارس حالمين وربوع الوطن كثير من الصعوبات والمعوقات أهمها:
–نقص الكادر التعليمي في المدرسة.
–نقص الفصول الدراسية والكتاب المدرسي والأثاث والوسائل التعليمية والتي أثرت سلبا على سير العملية التعليمية بالمدرسة.

أهم مخرجات المدرسة
————————-

–أول كادر نسائي تعليمي على مستوى حالمين.
–أول مدرسة تدخل الحاسوب على مستوى حالمين بدعم المغتربين ومجموعة الراشدون في ٢٠١٢م.
–خرجت معلمين كثر عملوا في مدارس مختلفة في حالمين وحبيل جبر ويافع.

مهندس معماري وآخر حاسوب.
–خريجات بكالوريوس أحياء..رياضيات ..علوم قرآن وبامتياز…
-طالبتان أسنان سنة أولى وثانية حاليا. في كلية طب الأسنان عدن
-طالب خامسة صيدلة
طالب طب بشري سنة ثالثة.
-صيدلة سنة ثالثة طالب واحد،
وأربعة سنة أولى.
–تحضيري طب بشري طالب واحد قيد الدراسة.
–إدارة صحية سنة رابعة طالب واحد
–محاسبة تخرج أربعة طلاب.
— تخرج ثلاث فتيات مساعدات صحيات منذ عام ٩٦م.

والخلاصة كل هذا المستوى الرائع والنقلة النوعية التي وصلت إليها المدرسة ومخرجات التعليم من ابنائها بفضل جهود بذلت وتكاتف وتعاون الجميع،أهالي ومعلمين وإدارة وراء كل النجاحات التي تحققت في المدرسة.

وفي الأخير نشكر القائمين على البحث على جهودهم في خدمة التعليم في حالمين وتوثيقه فهم من اشعلوا فينا روح الحماس في التوثيق وخروج هذا الجهد الرائع إلى النور وتأليف كتيب في المستقبل القريب عن تاريخ المدرسة بإذن الله تعالى.

تعليق عام .
رشدة وما أدراك ما رشدة.. فإن لها من اسمها نصيبا فالرشد يعني السداد والعقل ومن أسماء الله الحسنى( الرشيد) .
عرفت بحب اهلها للتعليم مبكرا
وانفردت من بين المدارس باستمرار تدريس الفتيات حتى يتخرجن من مراحل مختلفة فيلتحقن في سلك التدريس ، قامت بهذا حتى نافستها مدارس أخرى في عهد قريب .
هناك كتيب شبه جاهز عن المدرسة
انجزه مديرها الأستاذ عبدالفتاح عيدروس علي راشد وسنعمل إلى جانب المدرسة على تحريره ليكون جاهزا للنشر بعون الله تعالى.

إعداد الأستاذ عبدالفتاح عيدروس
علي راشد مدير المدرسة
و الأستاذ محمد مانع ناصر.
تحرير د عبده يحيى الدباني.