الشاعر ابو باسل النسري من وسط عاصفة كورونا…يصفها ويفلسفها ويرثي ضحاياها ويناشد الشعب إلى مؤازرة ردفان المنكوبة بهذا الوباء

الشاعر ابو باسل النسري من وسط عاصفة كورونا…يصفها ويفلسفها ويرثي ضحاياها ويناشد الشعب إلى  مؤازرة ردفان المنكوبة بهذا الوباء

كان الشعر ولا يزال رفيق الإنسان العربي في اتراحه وفي افراحه حاضرا معه حوادث الحياة
ومنعطفاتها ومتغيراتها يسجل بصدق ودقة كل ذلك وقليلا ما ينفذ من خلالها ويتجاوزها ويسعى إلى واقع بديل عنها خاصة في الشعر الجاهلي.
وها هي الحبيبة ردفان باميراتها الأربع الحبيلين والملاح وحبيل الجبر وحالمين تواجه جائحة كورونا التي استشرت هناك وحصدت ارواحا كثيرة بحكم شيوع العدوى وكثرة المصابين الذين نجا وينجو أكثرهم. ومن قلب هذه الكارثة ينطلق الشعر مدويا في حضوره وسط هذا الركام من المعاناة بما يدلل أن الشعر ليس ترفا عاطفيا ولا فنيا ولا خياليا ولكنه ينبع من صميم هذه الحياة على مختلف وجوهها.
ومن أين للشاعر ابو باسل أن يصمت او ينكفئ في ظل هذه المعمعة الإنسانية التي تشهدها ردفان هذه الأيام وهو شاعر خلقت مشاعره فوق جلده مفرط الحس والحساسية عرف الناس وعرفهم فصار يهتز لأي خبر قادم من هذا او ذاك .
ايو باسل ذلك الشاعر الباكي ، الباكي شعرا والشاعر دموعا قد عصفت به كثير من الحوادث وانتزعت منه إخوة واصدقاء واهلا فطبع شعره بمسحة حزن وشجى واضحة حتى في شعره الوطني الثوري.
هاهو في ظل هذا المحنة يتلقى الأخبار الصادمة بهذا وذاك من الأعيان والكوادر وسائر الناس فيفزع إلى الشعر يرثيهم بصدق واهات طال ما ترددت في شعره وحتى في سلوكه. فما أجمل الشعر حبيبا وطبيبا
وما أكثر ما عالجنا احزاننا بالكتابة !!

في آخر لقاء لي به كان ذلك عند المقبرة ونحن نواري جثمان الأستاذ ناجي أحمد محسن رحمه الله تعالى في اغسطس من العام الماضي ،
وجدته يبكي بصوت مسموع ومفجوع وقال لي اتمنى ان ترثيني ولا ارثيك فقلت له لا هذا ولا ذاك
بعون الله تعالى سنعيش عمرا طويلا
في ظل عافية وحرية وهداية من الرحمن.
لقد رثا الشاعر أكثر الذين غادرونا خلال الأيام السابقة من الجائحة كلا
بمقطوعة مستقلة ومنهم الطبيب الحبيب للناس د عبدالقوي علوي ورثا
كذلك العميد حسين مهدي والعقيد عبدالقوي محمد طاهر والعقيد عبدالله أحمد عبدربه والأستاذ قحطان السميح وعبدالله محمد العكيمي رحمهم الله وغيرهم.
وابو باسل في القصيدة أدناه يصور
هذه الجائحة ويفلسفها بسهولة وعفوية ويبكي ضحاياها بشكل عام
ويدعو شعب الجنوب أن يكون مثل الجسد الواحد حين يصاب فيه عضو تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى فهذا امتحان من الرحمن
وشعبنا اهل للتلاحم والتراحم فلسنا
رفاقا في ميدان النضال والكفاح فحسب فهذا له ما بعده من الواجبات والمسؤوليات ونجدة المحتاج وإغاثة الملهوف وتفقد بعضنا و المشاركة في الأفراح والأتراح.

إنها ردفان رمز الحرية والكفاح والسيادة الوطنية الجنوبية، وقصيدتنا الكبرى التي ستظل تضخ
كل معاني الحياة الإيجابية المشرقة وطنيا وقوميا وانسانيا.
ردفان نادى أن اذود
وان احيل الصعب سهلا
فحملت رأسي في يدي
كي لا تصير الكف رجلا
(البردوني)

كورونا في قصيدة

يقول ابو باسل كرونا بالبلد جدت وجد
وفي مديريات ردفان انتشر مثل الجراد

اليوم في ردفان يتجمع بكثرة واحتشد
ويوم غد ممكن كورونا يلتهم كل البلاد

اليوم في ردفان يقتل شعبنا في كل حد
واهلنا تقتل وتجرح بالسكاكين الحداد

في ظرف اسبوعين اكثر من مائة كادر حصد
ايضا وفي ردفان اعلنت الطوارى والحداد

تلك الطوارى ابتداء من مسا يوم الأحد
فيها بتتغلق وتتعلق دكاكين الموارد والمواد

واصبحت في ردفان فاقد للمعيشة في رغد
ما دام والفيروس يده قابضه فوق الزناد

والآن برثي الأخ والوالد وهذاك
الولد
رغم الأسى واليأس ذي فينا مخيم والسهاد
برثي الضحايا ذي بتتساقط بارجاء البلد
الله يرحمهم ويغفر ذنبهم رب العباد
ها وانت ياشعب الجنوب الحر تهيأ
واستعد
اوقف مع ردفان واهله بالنوائب والشداد
اوقف مع ردفان يا تاجي ودرعي والسند
من بعد رب الكون ياشعب التآلف والسداد

لا تتركوا ردفان كونوا جانبه يدا بيد
شعبا وقادة جنب ردفان المحبة والوداد
وارفع نداء للأهل في ردفان جملة بالعدد
كلا من الفيروس يتوخى ويعلن لابتعاد
ويلتزم حجره وسط بيته ولا يفتح لحد
حتى تعم العافية والخير وينزاح السواد

مفروض كلا للكرة بيده وفي رجله يصد
من قبل تصبح بالشبك يانسل بن تبع وعاد
ايضا ومن قبل الندم قم رد عالباب المرد
وباب منه ريح سده واسترح يا بو عباد.

شعر ابو باسل النسري
تعليق د عبده يحيى الدباني.

Author

CATEGORIES