وداعا أيها المعلم الإنسان

بقلب يكبله الأسى وعينان لا تعرف سوى الندب، والحزن أبكيك وارثيك معلمي وقدوتي، تمنيت ان اكتب فيك ومازالت عروقك تنبض فيها الحياة وهذا ما كان يرسم في خاطري الا إنّا القدر كان أسرع من أمنياتي، فجعلني اكتب راثيا نادبا شمعة تربوية أضاءت في دروب العلم زمن طويل، ومعلما نبيلا لا يعرف الملل أو الخنوع! الزمن قاسيا والظروف كانت بقسوتها تتمحّص صبر المرشدي الذي عُرف بعزة النفس. ما أجمل تلك اللحظات التي كنت اقضيها معه وهو يوصف العالم أو يخبرك عن أشياء مستحيلة التحقق وكأن لسان حاله يقول لا تتعلق بالقريب، وخاطب البعيد فإن لم تصله وتنعم بخيره فأنت في منأى من شره!
لقد عشت بسيطاً قريب إلى القلوب لم تملك من الحياة إلا نفسك الشامخة الطيبة ورحلت بهدوء دون ان تؤدي أحدا، اسأل الله بمنه وكرمه ان يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته أستاذنا الفقيد
علي ثابت التأمي
CATEGORIES منصة حرة




