الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي المناضل البار ناصر الطويل
الجريدة بوست
تلقت الهيئة الأكاديمية الجنوبية يوم امس الأحد الموافق 5 سبتمبر 2021 نبأ وفاة المناضل القائد العسكري والسياسي والنقابي العميد ركن ناصر صالح عبد الطويل بعد صراع عصيب مع الجلطات الدماغية المتكررة منذ ثلاث سنوات ، جعل الله ذلك البلاء أجراً وغفراناً لفقيدنا العزير .
وهانحن في الهيئة الأكاديمية الجنوبية ننعي إلى شعبنا وقواته المسلحة وجمعية المتقاعدين العسكريين و المدنيين وفاة هذه الشخصية البارزة في تاريخ الجنوب المعاصر ونرفع خالص تعازينا ومواساتنا إلى أسرة الفقيد المناضل ومنهم ابناؤه الأحباء وأبناء اخيه وكافه اهلنا في قرية الرباط جبل حالمين واهلنا في حالمين خاصة وشعبنا في الجنوب عامة .
إن رحيل مثل هؤلاء الأفذاذ وغيابهم عن المشهد الراهن يعدان خسارة بالغة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قضية شعب الجنوب وقيادته السياسية وقواته المسلحة وما يعانيه فيه شعبنا من تحديات في مختلف المجالات من حصار اقتصادي وانهيار خدماتي وتربص امني وحشود عسكرية وحرب سياسية وجرائم إعلامية ، ولكنها مشيئة الرحمن عز وجل فله ما أعطى وله ما أخذ وكل شي عنده بمقدار .
ناصر صالح عبد من مواليد 1956م في قرية الرباط جبل حالمين محافظة لحج ، أكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة الرباط وقد عُرف بذكائه منذ كان تلميذا صغيرا وفي منتصف السبعينيات التحق جنديا بجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفي تلك المؤسسة الوطنية الجنوبية الحديثة واصل الشاب تعليمه وتأهيله فتدرج في المستويات و الرتب والمناصب في قيادة المحور الشرقي في معسكر العند .
وفي حرب صيف 94م حرب اجتياح الجنوب واحتلاله من قبل النظام القبلي والعسكري والإخواني الشمالي ابلى فقيدنا بلاء حسنا في الدفاع عن الجنوب ، وبعد تلك الحرب القذرة لاقى ما لاقاه رفاقه الضباط والقادة الجنوبيون من تهميش وإقصاء وإقعاد وتقاعد قسريين .
وعند منتصف العشرية الأولى من القرن الحالي كان الفقيد ناصر الطويل على موعد مع تحرك المتقاعدين العسكريين والأمنيين الجنوبيين وبدء انطلاق ثورتهم الحقوقية ذات المغزى الوطني السياسي ثم كان من المؤسسين الأوائل لهذه الجمعية المدنية وكان اول امين عام لها . ذلك الرعيل من العسكريين الجنوبيين اشعلوا فتيل الحراك السلمي الجنوبي في ساحة العروض في خور مكسر وبعد سنوات قليلة قدم فقيدنا الطويل للمحاكمة في عدن بسبب تأسيس ونشاط تلك الجمعية، جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين وقد استطاع ناصر من خلال تلك الجلسات الأسبوعية أن يحاكم تلك القوى التي كادت له وتربصت بنشاطه ونشاط جمعيته إلى أن حكمت المحكمة لصالح الجمعية وامينها العام ناصر الطويل رحمه الله تعالى وغشيته المغفرة ، وأقرت المحكمة بشرعية تلك الجمعية الرائدة .
وهكذا ظل ناصر الطويل يخوض نضاله على اكثر من صعيد لا يكل ولا يمل ولا خائفاً من ترهيب ولا ملتفتاً إلى ترغيب واضعاً نصب عينيه قضية الجنوب وتحريره من الغزاة وفي السنوات الثلاث الأخيرة من حياته عصفت به الجلطات الدماغية وظل طريح الفراش بين البيت والمستشفيات إلى أن تولاه الله بالوفاة يوم امس في مستشفى خليج عدن في المعلى ودفن هذا اليوم ظهرا في مقبرة الممدارة .
رحم الله تعالى هذا المناضل الوطني الحر وجزاه عن نضاله خير الجزاء
ونصر تعالى القضية التي تفانى
مناضلا في سبيلها .
انا لله وانا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
د عبده يحيى الدباني
الناطق الرسمي للهيئة الأكاديمية الجنوبية.
