الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي فارس النضال الوطني والأكاديمي الدكتور حسن صالح العبد

الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي فارس النضال الوطني والأكاديمي الدكتور حسن صالح  العبد

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:- (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) .

تلقت الهيئة الأكاديمية الجنوبية بصدمة بالغة نبأ وفاة الزميل العزيز الدكتور حسن صالح العبد احد أبرز مؤسسيها في ٢٠٠٧م وعضو الجمعية الوطنية الجنوبية وعضو اللجنة الاقتصادية في المجلس الانتقالي ورئيس منسقية المجلس الانتقالي في كلية الزراعة جامعة عدن وعميد كلية الزراعة سابقاً والقيادي الجنوبي البارز في الحزب الاشتراكي الذي أخلص إخلاصا منقطع النظير لقضية شعب الجنوب مثل كثير من زملائه من القيادات الاشتراكية الجنوبية ولعله يأتي في صدارتها وبهذا الفاجعة الأليمة التي حلت بنا جميعا فإن الهيئة الأكاديمية الجنوبية تنعي إلى أعضائها وإلى الأكاديميين الجنوبيين جميعا وإلى شعب الجنوب وقيادته السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي برئاسة ابن الجنوب البار الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي سدد الله خطاه ، وتتقدم بخالص العزاء إلى هؤلاء جميعا والى افراد أسرة الفقيد الكريمة ابناء وإخوانا واقارب وإلى زملائه في العمل الأكاديمي وطلابه ومحبيه .
لقد خسر الجنوب اليوم برحيل هذا الفارس المناضل واحداً من اعظم القيادات في الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي والهيئة الأكاديمية الجنوبية ومنسقيات الانتقالي في جامعة عدن لقد كان رحمه الله عنوانا للأخلاص والوفاء والعصامية والاعتدال والتواضع وحصافة الرأي وسداده ورمزاً من رموز المدنية في جنوبنا الحبيب .
الفقيد الراحل من مواليد لحج الخضراء في أواخر الأربعينات تقريبا وقد نال تعليمه فيها لقد انخرط مبكرا في النضال الوطني ضد الإنجليز من خلال مشاركته في الحركة الطلابية المناهضة للاستعمار حين ذاك ، وهكذا انطلق فقيدنا مثل الصاروخ في فضاء الدراسة الجامعية إلى جانب نشاطه السياسي والمدني في إطار الحزب الاشتراكي حتى نال درجة الدكتوراه في العلوم الزارعية وتخرج على يده كوادر كثيرة من هذه الكلية الرائدة كلية ناصر للعلوم الزارعية لحج .
ومنذ وطات أقدام الاحتلال القبلي الشمالي المتخلف ارض الجنوب في يوليو ١٩٩٤م حتى دخل فقيدنا في معترك آخر من معتركات النضال الوطني والسياسي حيث شرع ذلك النضال من داخل الحزب الاشتراكي حين تكتل الاشتراكيون الحنوبيون وصدعوا بمشروع تصحيح مسار الوحدة وهكذا توالت المراحل وفقيدنا في كل مرة يرتقي إلى مستواها ويتقدم صفوفها غير مبالٍ باي ترغيب ولا خائف من اي ترهيب مروراً بحركة التصالح والتسامح وانطلاق الحراك الجنوبي وتأسيس الهيئة الأكاديمية وخلال الغزو الثاني للجنوب في ٢٠١٥م كانت لحج وماحولها مسرحا للغزاه الحوثيين وسائر الشماليين فوقف ابناء لحج لهم بالمرصاد رغم عدم تكافؤ المعركة وقدم الدكتور حسن فلذة كبده شهيدا من أجل الوطن ثم كان الفقيد وهيئته الأكاديمية من مؤسسي المجلس الانتقالي الجنوبي وشغل فيه مهاما عديده في الجمعية الوطنية واللجنة الاقتصادية وأسس منسقية الانتقالي في كلية الزراعة .
أن سفر هذا المناضل واسع وزاخرٌ باتساع قلبه وطول باله وبعد نظره فهو ابن الفيحا لحج اتساعا وعمقا .
وفي خواتم رمضان من هذا العام تعرض لحادث سير وهو يترجل قريبا من منزله في حرم كلية التربية صبر اقعده اياما في المستشفى واجُريت له عمليتان ولكن ذلك الجسم الحبيب الذي رك ونحل في السنتين الأخيرتين من حياته لم يتحمل كل ذلك وكان على موعد مع القدر ليلة البارحة الموافق ١٩ / مايو / ٢٠٢١م . فقد آن لهذا الفارس ان يترجل صاعدة روحه الطاهرة إلى خالقه بعد رحلة كفاح طويلة سيدونها تاريخ الجنوب المعاصر .
لقد مكث في المستشفى اياما فما برح يبعث منشوراته الرصينة الموجزه التي انبأت برحيله وحين زاره ممثلو الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مشكوراً كتب منشورا نقتطف منه هذه الوصية ( مثل هذا القائد الوقوف إلى جانبه يعد واجبا وطنيا واخلاقيا ودينيا. الزعماء تصنعهم الأقدار لإنجاز مهام خاصة ولقد اختارت الأقدار صنع مهمة استقلال الجنوب الأخ القائد الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي. والتخلي عنه سيورث الندم وعض الأنامل مئات السنين. فتحية إجلال واكبار لهذا الزعيم من القلب إلى القلب) .
فهذه وصية من القلب الى القلب حقا ومن العقل إلى العقل من رجل حكيم مجرب وليس ضربا من المجاملة الشخصية وحين صرف له الرئيس القائد مليون ريال وهو في المستشفى قال لأسرته هذا المليون لا تصرفوا منه شيئا فأنا أريد أن احتفظ به وساماً من الرئيس وشهادة لقد نظر إلى هذا المبلغ ليس بقيمته المادية ولكن برمزيته المعنوية وباهتمام الرئيس به مطمئنا إلى أن دوره النضالي وجد من يقدره ومطمئنا أنه سيغادر دنيانا الفانية وقضية شعب الجنوب قد وجدت من يقودها إلى بر الأمان من خلال هذا الرئيس القائد الوطني عيدروس قاسم الزبيدي نصره الله ونصر به شعبه المكلوم الصابر .
وداعا ابا الشهيد دكتورنا الفقيد
تغشاك الرحمة والمغفرة
إلى أن نلتقي في رحاب الله
بعونه جل وعلا.

صادر عن
الهيئة الأكاديمية الجنوبية
عدن
20 مايو 2021م

Author

CATEGORIES