القضية الفلسطينية قضية خير أمة أخرجت للناس وستنتصر تحت هذه الخيرية

نعم، قضية فلسطين قضية أمة وصفت بأنها خير أمة أخرجت للناس، وهذه الأمة هي الأمة العربية بنهجها الإسلامي القويم وبكتابها القرآني الحكيم والمتبعة لهدي رسولها ذلك النبي العربي الأمي الصادق الأمين، الذي بمولده خرج نور أضاء المشرق والمغرب وأرجاء الجزيرة العربية كلها، وهي قضية حق وعدل، قضية شعب جبار، قضية مقدسات إسلامية وأرض عربية مباركة استبيحت من كيان صهيوني ويهودي عنصري قدم إليها من كل أقطار العالم، وإن الذود عنها وعن حياضها واستعادة كرامتها وشرفها العربي وطهارتها الإسلامية من صلف الصهاينة المغتصبين واليهود المحتلين بات اليوم واجبا وطنيا وقوميا ودينيا مقدسا، لم لا وهي أرض الوحي ومهبط الأنبياء، فيها ولدوا وعاشوا وماتوا وقبروا، ومنها انطلق نور الحق إلى أرجاء العالم خلال آلاف السنين، وإليها أسري بنبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، ومنها أعرج به إلى السماء السابعة، وفي قدسها صلى بجميع الأنبيا، وهي نقطة التقاء العالم كله، ونقطة التقاء جميع الديانات السماوية، وفيها ألتقى نبينا عليه الصلاة والسلام بأنبياء الله جميعا وصلى بهم إماما ليؤكدوا أن الدين الحق اليوم هو الدين الإسلامي وقد جب كل ما قبله، وأن الريادة اليوم للعربي الأمي ليكون إماما وسيدا للعالم ما أن تمسك بدينه ونهج نبيه، ومن هنا كانت نقطة ارتقاء نبينا عليه الصلاة والسلام ومعراجه إلى السماء لتفتح له كل آفاق الأرض وملك الدنيا وجنة الآخرة.
وفي فلسطين يوجد المسجد الأقصى بيت الله المقدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي لا يشد الرحال إلا إليه وإلى الحرمين، ومن فلسطين خرج النور الذي أضاء أرجاء الجزيرة العربية بدين الحق أيام النبي سليمان عليه السلام وآخرها مملكة سبأ، وفيها استقبل النور والسراج المنير الذي أضاء بنوره الجزيرة حين أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفيها عرب خلص ومسلمون مقدسيون منصورون بإذن الله وبشهادة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. وإنا تحت هذه القدسية نؤمن إيمانا مطلقا أن فلسطين عربية إسلامية ليس لليهود ولا لهيكلهم المزعوم شيء منها، وستحرر اليوم أو غدا عاجلا أم آجلا، فديننا يخبرنا بذلك، وهي في كتابنا المقدس أرض الميعاد وهي الأرض المباركة التي سيرثها عباد الله الصالحون، وإن شجرها وحجرها وكل ما يمت بصلة لها لا تكون إلا مع العربي المسلم، مع هؤلاء الرجال العباد الصالحين، فهي مثلهم لا تقبل النجس وستتكلم يوما ما من كثر الجور الذي أحدثه اليهود بها وتقول : يا مسلم هذا يهودي خلفي أو ورائي تعال فاقتله.
نعم هذه هي فلسطين الأرض المباركة وهذه هي قضيتها قضية أمة عربية وإسلامية لا قضية حزب أو جماعة أو طائفة أو حركة، وستحرر شاء العدو ومن سانده ودعمه وناصره أو طبع معه أو نافقه من الأحزاب والطوائف أم أبوا، ففيها الطائفة المنصورة القاطنة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وإليها ستشد الرحال يوما ما من كل الأقطار العربية والإسلامية الناصرة لله ورسوله، وإليها سيخرج من عدن أبين اثناعشر ألف رجل لنصرة الله ورسوله، هم خير أهل الأرض بعد أنبياء الله الأطهار وصحابة رسول الله الأخيار، فهؤلاء هم من سيحرر فلسطين وبيت المقدس، وليس أولئك المرجفون في الأرض الذين ملأوا الأرض اليوم صرخات وشعارات براقة: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، ولم يميتوا ويقتلوا إلا العرب والمسلمين ولم ينتصروا إلا لليهود، ولم يطلقوا صواريخهم وطائراتهم المسيرة إلا على رأس قادة العرب والمسلمين وبلاد الحرمين الشريفين، فهؤلاء الكذبة والدجلة لن يحرروا بيت المقدس سواء أكانوا من حزب اللاة والعزى أم من أنصار الشيطان الخارجة من كهوف جبال مران أم من غيرهم من الدول والأحزاب السياسية الدينية أو العلمانية التطبيعية مع إسرائيل، فمن سينصر فلسطين ويحرر بيت المقدس هم من ينصرون الله ورسوله فحسب، هم عباد الله الخلص الذين لا يلبسون الحق بالباطل ولا ينتهجون الفكر المنحرف ولا يدينون أمرهم لحزب سياسي أو لدولة لها مصالح اقتصادية، ولاؤهم لله وحده وهم عباده الصالحون الذين سيرثون هذه الأرض المباركة بعد تحريرها بإذن الله تعالى، وإنا على العهد والوعد لمرتقبون، وإن غدا لناظره لقريب.
د. أمين القعيطي
٢١/ ٥/ ٢٠٢١م

Author

CATEGORIES