اليوم وليس غدا !

اليوم وليس غدا !

من مؤثرات مشروع الوحدة الفاشل وحرب اليمن في 1994م الظالمة ضد الجنوب العربي والتي مازالت تاثر على تحقيق حرية واستقلال الجنوب هو الاعتراف بالحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي كسلطة شرعية و مازال المجتمع الدولي والاقليمي يتحدث عن يمن واحد وعن المبادرة الخليجية ومخرجات حوار موفنبيك
وفي صنعاء الحوثي كسلطة امر واقع على اغلب مساحة ج ع ي .

مازالت اعتداءاته على حدود الجنوب العربي وضرب المنشاءات الجنوبيه ويمنع الجنوبيين من استثمار مواردهم وتصدير النفط والغاز في داخل العمق الجنوبي ويعلن صراحة تمسكة بالجمهورية اليمنية ( مشروع الوحدة الفاشل ) ويعين في حكومة صنعاء عناصر جنوبية كما يعين محافظين لمحافظات الجنوب وهذا يعني انه مازال متمسك بمشروع الوحدة الفاشل اي احتلال الجنوب
ناهيك عن استمرار الاحتلال العسكري اليمني في وادي حضرموت و المهره و مكيراس وهذا يعني تمسكهم بنتائج حرب صيف 1994م واحتلال تلك المناطق الهامة من ارض الجنوب العربي.

وعودة نشاط الاحزاب اليمنية وفي المقدمة احزاب حرب 1994 م وما تلاها لنشاط في محافظات الجنوب واقامة الاحلاف والتكتلات والتمسك بالمبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء وفي المقدمة الدولة اليمنية الاتحادية.

الحرب الاقتصادية والخدماتية التي تشنها مختلف القوى المتمسكة بمشروع الوحدة الفاشل ( احتلال الجنوب )اضافة الى دعم الارهاب والفساد لاشغال المواطن الجنوبي في معيشته وخدماته وامنه وشل تفكيرة حتى لا يفكر في حريته و استقلاله ويصبح تفكيرة في الكهرباء والراتب والامن
انشاء مكونات جنوبية وتفريخ مكونات وهمية جنوبية بهدف تشتيت الصوت الجنوبي ومعارضة الحرية والاستقلال واصبح معيار نجاح وشعبية اي حزب او مكون يمني هو مدى تمسكة باحتلال الجنوب.

لقد لعب الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية المسلحه والذي منهم شكل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي قاد زحزحت تلك المؤثرات على المشروع الوطني الجنوبي ولا زال باقتدار بهدف حرية واستقلال الجنوب العربي واليوم نقف اما مفترق طرق وبخيارات عدة من اهمها عملية السلام ومن ضمنها العملية السياسية برعاية الامم المتحدة التي قطع المجلس الانتقالي شوط فيها تمثل في الاعتراف الدولي والاقليمي واليمني بقضية شعب الجنوب واشراك المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب مع بقية القوى الجنوبية في العملية السياسية وفي اطار خاص بهذه القضية وهو عازم على السير في هذا الطريق الى تحقيق النصر او فشل عملية السلام والعملية السياسية ومعيار النجاح هنا بالنسبة لشعب الجنوب هو حرية واستقلال الجنوب ومن اجل تحقيق ذلك هناك ثلاثة شروط ينبغي تحقيقها هي :

1- وجود حركة استقلال قوية بين صفوف شعب الجنوب يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي قادرة على انتزاع الاستقلال بالتفاوض السلمي

2- وجود حليف قوي وداعم لاستقلال الجنوب يكون من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن

3- وصول الاحتلال اليمني الى عدم جدوى تمسكه باحتلال الجنوب والاعتراف بحركة الاستقلال الجنوبية وبالتالي بالاعتراف باستقلال الجنوب وفك الارتباط من خلال العملية التفاوضية.

وبالنظر الى واقع الحال فان امام الجنوبيين عمل كبير يجب انجازه لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحرية والاستقلال.

ولا اظن ان الشرعية الشمالية على استعداد بالاعتراف باستقلال الجنوب. رغم اعترافها بحركة الاستقلال الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي والدليل على ذلك انها لازالت ممثله لاحزاب حرب صيف 94 م ومصره على اشراكها في اي مفاوضات سياسية كجزء من تمثيل الجنوب وهي متمسكة لمخرجات حوار موفنبيك الذي لم يشارك فيه الجنوبيين الا من تمثيل هزيل لا يرتقي لتمثيل الطيف الجنوبي الواسع وخصوصا حركة الاستقلال
كما ان الحوثي وعلى لسان زعيمه عبدالملك قال امام المبعوث الاممي السابق جمال بن عمر حين زاره الى صعدة ان (الشمال حقي والجنوب سوف اقاتل عن استمرار احتلاله الى اخر جندي ) وهذا دليل على عدم استعداده لحركة الاستقلال الجنوبي وبالتالي بحرية واستقلال الجنوب.

وتجنب الاطالة نكتفي بهذا التفصيل لاحد شروط نجاح العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة بالنسبة لتطلعات شعب الجنوب ، ناهيك ان مشروع خارطة الطريق لعملية السلام المعلنه لا تتضمن ضمانات اكيدة لنجاح العملية بسبب ما فيها من فجوات.

لهذا ولغيره من العوامل والمؤثرات والشروط فان علينا البوم ( اليوم وليس غدا ) ان نمعن النظر والتفكير في خيارنا ونقف بمسؤولية تامة فان لم يكن اليوم فمتى عسانا ان نفعل ذلك وهل سيكون لدينا مزيد من الوقت لاطالة التفكير في الخيار الذي يجب ان نمضي فيه وهذا امر بحاجة الى مقال اخر.

Author

CATEGORIES