بطاقة الهوية الذكية حرباء ديموغرافية

بطاقة الهوية الذكية من مفهومها أنها ستكون أشبه ببطاقة هوية حربائية لاتشير إلى الهوية وفق محل الميلاد والمكان الأصلي وبما معناه بطاقة هوية استيطانية، وهذا الكلام ممكن أن يعمم حتى على مستوى مواطني محافظات الجنوب.
أنظروا للتوزيع الجغرافي لسكان اليمن الشقيق فوق جغرافية الجنوب العربي وفق التقسيم الجغرافي الإداري الاندماجي الذي أقر في عهد عفاش بحيلة ديموغرافية ماكرة.
لقد صارت اليوم أربع مديريات الجمهورية العربية اليمنية حجم سكانها قرابة مليونين نسمة وأكثر تحمل بطاقة الضالع، وهناك مديريتي المقاطرة والقبيطة تحمل هوية محافظة لحج، وسكان هاتين المديريتين اليمنيتين قرابة مليون ونصف نسمة.
وصار سكان مديرية ذباب تعز يحملان هوية جزيرة ميون نظرا لالحاق الجزيرة بهذه المديرية عمدا في آخر التقسيمات الإدارية في عهد عفاش، ناهيك عن التموضع الاستيطاني في قرى أبين الداخلية وفي حواضر وصحارى شبوة وحضرموت والمهرة، وهولاء اتوقع يبلغ حجمهم 3 ملايين نسمة.
ثم إن مدينة عدن يطغى فيها رقم وحجم السكان النازحون من اليمن الشقيق على عدد السكان الأصليين فنتوقع حجمهم يفوق المليون ونصف نسمة، مما يعني أن الجنوب يعج بالسكان غير الأصليين وبما يعادل حوالي 8,000,000نسمة، وهولاء أتوقع أن تكون لاجلهم يبشرونا بالبطائق الذكية التي من المتوقع أيضا أن تكتفي باسم المحافظة فقط.
فهل لدينا دائرة أو هيئة إحصاء سكاني غير مكاتب الاحصاء الرسمية التابعة للدولة؟
وهل سيتم عما قريب التنسيق بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومكاتب الاحصاء في الجنوب في امكانية إعداد كتاب احصائي ديموغرافية يخص محافظات الجنوب؟
وهل لدينا فكرة عملية على المدى المنظور في ضرورة إجراء تعداد سكاني خاص بمحافظات الجنوب العربي؟
بقلم د.صلاح سالم أحمد.




