“الجريدة بوست” تنشر نص أحدت تقرير لمجموعة الأزمات الدولية عن اليمن: يجب تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن

ترجمة – الجريدة بوست

تدرس إدارة ترامب تصنيف الحركة الحوثية اليمنية كمنظمة إرهابية ، استجابة لنداءات الحلفاء وكجزء من حملة “الضغط الأقصى” الأمريكية ضد إيران. يبدو من غير المرجح أن تقلل الفكرة من نفوذ طهران وقد تضر بالآفاق الدبلوماسية للسلام.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 25 سبتمبر أن المسؤولين الأمريكيين يفكرون في خطوة جديدة محتملة في نهج واشنطن تجاه اليمن: إما تصنيف الحوثيين – وهو المصطلح الذي يستخدمه معظم اليمنيين لوصف الجماعة المتمردة التي تسيطر على العاصمة صنعاء وجزء كبير من الشمال الغربي. اليمن وتطلق على نفسها اسم أنصار الله – كمنظمة إرهابية أجنبية أو تسمية قادة حوثيين معينين كإرهابيين عالميين. عندما تصنف واشنطن مجموعة على أنها منظمة إرهابية أجنبية ، فإنها تجعل الدعم المادي لتلك المجموعة جريمة ، وتجمد أصولها وتمنع أعضائها من دخول الولايات المتحدة. وعواقب التصنيف الفردي متشابهة ولكنها أقل خطورة إلى حد ما. على الرغم من وجود معايير فنية للتصنيف ، يقول المسؤولون إن الحوثيين يفي بها إلى حد كبير ، فإن قرار تسمية جماعة أو فرد هو قرار سياسي في نهاية المطاف – ويصعب للغاية عكسه. تماشياً مع تقارير واشنطن بوست ، أخبر مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون غير أمريكيين المجموعة أن هذه الخطوة يتم وضعها في إطار المداولات الداخلية على أنها توسع في حملة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب ضد طهران. يقول آخرون إن المناقشات حول التصنيف كانت مدفوعة بطلبات مباشرة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، وهما الملكيتان الخليجيتان اللتان تقودان التحالف الذي تدخل ضد الحوثيين ، الذين استولوا على صنعاء من الحكومة المعترف بها دوليًا في سبتمبر 2014 ، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الحالية.

دعم التصنيف داخل الحكومة الأمريكية ليس بالإجماع. ويقال إن عددًا من المسؤولين في السلطة التنفيذية يعارضون هذه الخطوة ، بحجة أنها قد تعرقل الجهود الدبلوماسية الهشة في اليمن ، وتدفع الحوثيين أكثر إلى أحضان إيران ، وتزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وتتسبب في تصعيد الصراع. في حين أنه من الصعب تخيل أن مؤيدي التصنيف لم يأخذوا في الاعتبار الآثار غير المباشرة التي قد تحدثها على الدبلوماسية أو مسار حرب اليمن ، يبدو أنهم على الأقل لا ينزعجون من هذه العواقب.

يرى المسؤولون اليمنيون في التصنيف على أنه وسيلة لتكرار موقفهم بأنهم السلطة الشرعية الوحيدة.لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أسبابها الخاصة لطلب التصنيف ، وهو ما أوضحته في 6 أكتوبر / تشرين الأول ، وزير الإعلام معمر الإرياني. يرى مسؤولوها أن التصنيف هو وسيلة لتكرار موقفهم بأنهم السلطة الشرعية الوحيدة في اليمن – يقول أحد المسؤولين إن الحوثيين “سلطة غير شرعية” وأن التصنيف من شأنه أن يزيد من تقنين هذا الحكم. يعتقد هؤلاء المسؤولون أيضًا أن التصنيف سيضر بجهود الحوثيين لتحويل سيطرتهم الفعلية على شمال اليمن إلى نوع من الوضع المعترف به دوليًا. يبدو أن الحوثيين يمتلكون اليد العليا للجيش ، بعد أن شددوا قبضتهم على المرتفعات المكتظة بالسكان في اليمن وصنعاء ، وفي الأشهر الأخيرة ، بدأوا في الاستيلاء على أراض جديدة في الشمال. تعتقد الحكومة أن تصنيفهم كمنظمة إرهابية من شأنه أن يخلق نفوذاً لصالحها من خلال الإشارة إلى حلفاء الحوثيين بأن الجماعة ليس لها أي جدوى سياسية على المدى الطويل ، وأنها ستوفر للأمم المتحدة المزيد من النفوذ ، مما يسمح لها بتقديم الحوثيون طريق لرفع السرية مقابل تنازلات سياسية وعسكرية.

من المحتمل أن ترى المملكة العربية السعودية مزايا مماثلة في التصنيف. على مدى السنوات الخمس الماضية ، حث المسؤولون السعوديون الولايات المتحدة في أوقات مختلفة على زيادة دعمها العسكري لحربهم، بحجة أن القيام بذلك سيقلب المد ضد المتمردين. لكن بالنسبة للجزء الأكبر ، كان هناك القليل من الشهية داخل إدارتي أوباما أو ترامب لتوسيع المشاركة في حرب إقليمية أخرى مكلفة وغير قابلة للفوز بها ، خاصة في مواجهة مقاومة الكونجرس من الحزبين. بمرور الوقت ، خلص السعوديون إلى أن النهج العسكري البحت من غير المرجح أن ينجح.

لكن مع وجود الحوثيين في موقع عسكري مهيمن ، فقد كافحوا لإيجاد طريقة للضغط على المتمردين للموافقة على حل يرضي الرياض – أي حل يسمح للرياض بحفظ ماء الوجه للخروج من الحرب ويعالج مخاوفها بشأن أمن الحدود ، علاقة الحوثيين بإيران وحصول الجماعة على الصواريخ الباليستية. مثل الحكومة اليمنية ، يبدو أن السعوديين يعتقدون أن التصنيف قد يضعف موقف الحوثيين وبالتالي يجبرهم على تقديم تنازلات أكبر. قال دبلوماسيون لمجموعة الأزمات الدولية إن العديد من المسؤولين الخليجيين طرحوا نقاطًا مماثلة لنظرائهم الغربيين.

لدى الولايات المتحدة مشكلة نفوذ خاصة بها في اليمن ، حيث يشعر المسؤولون على مستوى العمل بالإحباط الشديد.

لدى الولايات المتحدة مشكلة نفوذ خاصة بها في اليمن ، بصفتها الضامن الأمني ​​الرئيسي للمملكة العربية السعودية ومورد الأسلحة ، يمكن للولايات المتحدة الضغط على المسؤولين في الرياض لتقديم تنازلات ، خاصة وأن بإمكانهم الاستشهاد بمصداقية باحتجاج الكونجرس ورغبته في إنهاء الدور الأمريكي المحدود في القتال. على النقيض من ذلك ، فإن واشنطن لديها القليل من مبيعات الأسلحة مع الحوثيين ، الذين هم بالفعل معزولون سياسياً واقتصادياً ، ويدركون أن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة في المشاركة بشكل أعمق في الحرب.

قد يكون لهذه الاعتبارات أو لا يكون لها جاذبية لدى كبار صانعي السياسة في الولايات المتحدة ، لكنها على الأرجح نقطة خلافية. يبدو أن الدافع الرئيسي للإدارة ليس له علاقة باليمن ولديه علاقة كبيرة بإيران. سعت إدارة ترامب منذ أيامها الأولى لدحر النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط من خلال الضغط والإجراءات العقابية. وبحسب ما ورد يرى وزير الخارجية مايك بومبيو ، على وجه الخصوص ، أن التعيين هو وسيلة أخرى للضغط كجزء من حملة “الضغط الأقصى” الأمريكية ضد إيران – وهي الحملة التي شهدت قيام واشنطن بفرض مجموعة واسعة من العقوبات أحادية الجانب ضد طهران في محاولة تقليص نفوذها في الشرق الأوسط. قد يسمح تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية ، أو كبار الحوثيين بشكل فردي ، للإدارة بأن تُظهر مرة أخرى تصميمها على ملاحقة إيران وحلفائها الإقليميين.

لكن من المرجح أن يكون لهذا التصنيف عواقب سلبية على عملية السلام في اليمن. على المستوى العملي ، تخلق التصنيفات الإرهابية معوقات قانونية يمكن أن تجعل من الصعب على الوسطاء القيام بالدبلوماسية المطلوبة لتحقيق اتفاق سلام. على سبيل المثال ، بموجب قيود الدعم المادي التي تنبع من تصنيف مجموعة كمنظمة إرهابية أجنبية ، يصبح تزويد المنظمة أو أعضائها بأي ممتلكات أو خدمة – بما في ذلك النقل أو السكن أو مشورة الخبراء أو المساعدة – جريمة. على الرغم من أنه قد تكون هناك حلول بديلة في بعض الحالات ، إلا أن هذه المحظورات قد يكون لها تأثير مخيف على جهود الأمم المتحدة والوسطاء الخارجيين الآخرين.

ومن شأن تصنيف الجماعة أن يضر أيضًا بالعلاقات الاقتصادية وتسمح على الأقل باتصالات دبلوماسية محدودة مع كبار قادة الحوثيين في صنعاء. يسيطر الحوثيون في أكثر موانئ اليمن ازدحامًا ، الحديدة ، والعاصمة صنعاء، بما في ذلك المطار الوحيد العامل في شمال غرب البلاد ، ويمارسون سيطرة كبيرة على الكيانات التجارية مثل البنوك وشركات الاتصالات. من خلال تعريض الشركات التي تتعامل مع الحوثيين للمسؤولية الجنائية الأمريكية أو العقوبات الاقتصادية ، فإن التصنيف يمكن أن يضعف بشدة أو حتى يقترب من وقف التجارة الدولية مع اليمن ، حيث يعيش معظم السكان تحت خط الفقر، وبالتالي يعمق ما هو بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم. يمكن أن يجعل الأمر أكثر صعوبة ، على سبيل المثال ، على الأمم المتحدة لتأجير طائرات الإغاثة من وإلى صنعاء.

يمكن أن تكون هناك عواقب أخرى غير مقصودة. علق الدبلوماسيون العاملون في ملف اليمن آمالهم في إنهاء الحرب الحوثي السعودي ، وهو أمر يصعب تخيله إذا أدى الضغط السعودي إلى تصنيف الحوثيين. يرى بعض المسؤولين الحوثيين بالفعل أن الأمم المتحدة هي المنفذ لسياسة الولايات المتحدة ، وقد يلومون الأمم المتحدة على التواطؤ في هذه الخطوة ، مما يغرق اليمن في فراغ دبلوماسي. إلى جانب القرار الأمريكي الأخير بتجميد تمويل المساعدات في شمال اليمن ، من شأنه أيضًا أن يعمق الانطباع بين الحوثيين وأنصارهم بأن الولايات المتحدة مستعدة أو حتى مشاركًا متحمسًا في الحرب الاقتصادية التي يقولون إن الحكومة اليمنية وتقودها السعودية. من المرجح أن يستخدم المتمردون التصنيف كصرخة حشد أخرى ضد ما يسمونه حرب العدوان الخارجي.

في الوقت نفسه ، لن يغير التعيين تقييم الحوثيين لتوازن القوى، بل على أنها المرحلة الأخيرة في المعركة التي دامت ستة عشر عامًا والتي تخوضها الحركة. إونها تعتقد أن لديها القدرة على التحمل لانتظار المواقف الأمريكية والسعودية الحالية. وفي مقابلة مع مجموعة الأزمات في أواخر سبتمبر ، جادل المسؤول الحوثي الكبير ، محمد علي الحوثي ، بأن التصنيف سيكون تحركًا سياسيًا بحتًا من قبل الولايات المتحدة لتبرير دورها ودور المملكة العربية السعودية في الحرب. وأشار إلى أن الولايات المتحدة اضطرت في النهاية إلى التفاوض على تسوية مع طالبان بعد ما يقرب من عقدين من تصنيف بعض قادتها كإرهابيين.

عندما يتعلق الأمر بإيران ، قال قادة الحوثيين مرارًا وتكرارًا لمجموعة الأزمات الدولية وآخرين إنهم يرون طريقين إلى جانبهم: صفقة لإنهاء الحرب ، وبعد ذلك سوف يتمتعون بعلاقات “طبيعية” مع المملكة العربية السعودية والقوى الإقليمية والدولية الأخرى ( بما في ذلك إيران) ؛ أو أستمرارالحرب والتحول المستمر من جانبهم نحو “محور المقاومة” التي نصبت نفسها بقيادة إيران. من شأن التصنيف أن يؤكد شكوك الحوثيين في نوايا الولايات المتحدة وحلفائها ، ويمكن أن يدفعهم إلى عمق أكبر في حضن إيران.

إن وحشية الحرب تجعل إنهاء الحرب والعودة إلى السياسة أمرًا أكثر إلحاحًا – ويبدو أن التصنيف من المرجح أن يطيل أمد الصراع بدلاً من تقليصه.

الحوثيون ليسوا أبرياء غالبًا وإن الحكومة محقة في قولها إنهم متمردين استولوا على الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة ، مما أدى إلى قلب عملية انتقال سياسي بقيادة الأمم المتحدة. ويدير الحوثيون شيئًا مشابهًا لدولة بوليسية في شمال اليمن ، ومثل جميع أطراف النزاع ، من المحتمل أن يكونوا قد ارتكبوا سلسلة من الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي على مدار النزاع.

إن تعميق عزلة الحوثيين والحرمان الاقتصادي لم يخفف ، حتى الآن من قبضة المتمردين على الأراضي التي يسيطرون عليها ، أو أجبارهم على التوصل إلى حل وسط أو تغيير موقفهم من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. من غير المرجح أن تؤدي المضاعفة إلى نتائج مختلفة. وإذا كانت الولايات المتحدة تريد إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن ، فإن جعل الحوثيين أكثر اعتمادًا على طهران للحصول على الدعم السياسي والاقتصادي لا يبدو الطريقة الأكثر منطقية للقيام بذلك. إنه لأمر غريب أن تجادل ، لكن يجب تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن.

Related posts:

في تقرير ترجمته «الجريدة بوست» مجموعة الأزمات الدولية : حكومة هادي في مأزق وقادة الانتقالي يرون أن إبرام اتفاق مع الحوثيين يعزز استقلال الجنوب عقب مراسيم اليمين النظامية لمحافظ عدن.. الرئيس هادي يغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج  «الجريدة بوست» تنشر تقرير مفصل عن الجماعات الإرهابية المجنده في صفوف شرعية الاخوان في شقره بأبين الولايات المتحدة تصنف ميليشيا الحوثي ضمن كيانات ذات الاهتمام الخاص