٤ مايو عهد يتجدد

يعتبر اعلان ٤ مايو لحظة فارقة في تاريخ الجنوب حيث توجت به مسيرة النضال الجنوبي الطويل ضد المحتل اليمني بتفويض شعبي للزبيدي الصادق الصدوق كربان لقيادة سفينة الخلاص في رحلة الابحار الشاقة نحو مرافئ الاستقلال الثاني وتفويض الانتقالي كأمين مؤتمن على القضية وكممثل سياسي جنوبي خالص وحقيقي لقضية الجنوب انهى به سنين من تشرذم وتفريخ المحتل لكيانات هلامية أخرت الاستحقاق لسنوات وأطالت طريق النضال الجنوبي أميالا .

لقد شكل اعلان ٤ مايو قفزة نوعية للقضية الجنوبية واعلن عن ميلاد سفير سياسي لها انتشلها من بين حيطان الساحات والغرف المغلقة ليطير بها الى الفضاء الدولي الرحب لتتداول فوق طاولات عواصم القرار العربي والعالمي بدلا” من دسها تحت طاولات محيطها الداخلي المحصور الضيق.

لم يشكل تأسيس الانتقالي لحظة فارقة في تاريخ الجنوب فحسب بل شكل تطور نوعي للملف العسكري في حرب اليمن بعد ان صارت القوات الجنوبية الموالية له هي الوحيدة التي تصنع النصر والتحرير وصاحبة كلمة الفصل على مختلف الجبهات في عرض اليمن وطوله والقوات الوحيدة التي يعتمد عليها في محاربة الانقلاب ومكافحة الارهاب والتي نالت عن جدارة ثقة التحالف والمجتمع الدولي بعد غدر وخذلان قوات الشرعية وتواطئها مع الادوات الايرانية والارهابية.

٤ مايو عهد يتجدد بتأكيد الثقة للمفوض بالوقوف صفا” واحدا” خلف القضية وتحصين درجة الوعي الجنوبي بسياج فولاذي تثقيفي توعوي صلب يعزز اللحمة الجنوبية ويرسخ ثقة الشعب بقيادته ولا يترك ثغرة للعدو يتسلل منها لشق الصف وزعزعة تلك الثقة لتمزيق الجنوب ارض وانسان خدمة لمشاريع يمننته واحتلاله ونهبه .

نعم فالانتقالي لم تأتي به الصدف ولم يخلق عبثا بل ولد من رحم معانأة الشعب وأتى كنتاج لتراكم نضال جنوبي طويل امتد منذ لحظة الغدر بدولة الجنوب والانقلاب على الوحدة واسقاط مبدأ الشراكة بالتراضي وتحويل الوحدة الى احتلال وصولا” الى لحظة تفويض الشعب للانتقالي كممثل سياسي للقضية وككيان جنوبي جامع ينطوي تحت لوائه كل انصار مشروع الاستقلال.

ان ‏الانجاز الذي حققه الانتقالي للقضية الجنوبية يجب المحافظة عليه وعدم التوقف عند حدوده بدعوى الشراكة المؤقتة التي فرضتها المرحلة مع الاحتلال لتحقيق اهداف الحرب بل يتوجب البناء على الانجاز والانطلاق لتحقيق ما تبقى من اهداف التحرر والخلاص التام والناجز.

بضع خطوات تفصل الجنوب عن نيل الاستحقاق بعد مشوار ٣٠ عام من النضال الجنوبي المرير ضد ابشع واقذر احتلال عرفه الجنوب على مر التاريخ دفع فيها الجنوب فاتورة باهظة من الدمأ والتضحيات ، وهاهي سفينة الاستقلال بقيادة ربانها الزبيدي على مشارف الوصول والرسو بأمان .

اليوم يمر الجنوب بمرحلة تأريخية فاصلة تتطلب من جميع ابنائه بمختلف توجهاتهم واطيافهم ومشاريعهم توحيد الصفوف ورصها خلف القضية وممثلها الانتقالي ولا مناص اليوم لكل ابنأ الجنوب من تحمل المسؤولية التاريخية والاخلاقية تجاه وطنهم وشعبهم بنصرة قضيتهم الحق وترك التخندق خلف خطوط الباطل السوداء والرمادية التي لا تخدم الا اجندات الاعداء والتي تطيل من أمد احتلال الجنوب ونهب ثرواته وقتل وارهاب شعبه والتاريخ لن يرحم المتخاذلين .

Authors

CATEGORIES