حزب الرشاد .. ( سّروريةُ اليمن )! «أسدٌ مع الإرهاب ، ونعامةٌ على الحوثي»

حزب الرشاد  .. ( سّروريةُ اليمن )! «أسدٌ مع الإرهاب ، ونعامةٌ على الحوثي»

◾ كتب – محمّد بن فيصل

في عام 1990م وبعد قيام الوحدة اليمنية -الظالمة- تأسست جمعية الحكمة اليمنية التي انبثقت عنها جمعية الإحسان، والتي أيضًا انبثق عنها في عام 2012م ما يُسمى بحزبِ اتحاد الرشاد اليمني برئاسة محمد موسى العامري وعبدالوهاب الحميقاني، والعديد من الأسماء التي كان لها ارتباطٌ جليٌّ بالإرهاب، وقد كان بعضهم مسجونٌ بتهمةِ الإرهاب.

وقد صرّحَ حسن الزومي -رئيس الدائرة السياسية في حزب الرشاد- أنّ فكرة تطوير العمل السياسي كانت مطروحة بينهم من قبل عام 2010م، حين كانوا يعملون كجمعيات خيرية.

– وهذا حال أغلب جماعات الإسلام السياسي، وخصوصًا ما تفرخ من كيانات وجمعيات وأحزاب عن الجماعة الأم “جماعة الإخوان المسلمين”، فمثلًا قبل قيام حزب الإصلاح السياسي تأسست جمعية الإصلاح الخيرية؛ لتُسوقَ للحزب السياسي ، وهكذا جمعية الحكمة اليمانية تأسس لها وجهٌ سياسي؛ وهو ما عُرفَ بحزب السلم والتنمية ، وهكذا جمعية الإحسان التي أفرزت حزب الرشاد اليمني، ولم يقف هذا النهجُ مع إخوان اليمن فحسب، فالإخوان في الكويت كانت لهم جمعية إحياء التراث الكويتية وهي الغطاء الخيري، وأما الوجه السياسي فهو “التجمع الإسلامي”، وهذا ما اعتمدت عليهِ هذه الجماعات تقوموا تسويق مشاريعها السياسية؛ بالأعمال الإنسانية والخيرية !

❐ حزب الرشاد اليمني .. امتداد لتنظيم السّرورية !

بدأ محمد بن سرور يعمل على أن يكون لتنظيمهِ، فروعٌ وإمتدادٌ في اليمن، وقد زار اليمن أكثر من مرة، وقد كانت جمعية الإحسان من أول يوم تتبع تنظيم السّروية فكراً وتنظيمًا، وهكذا حزب الرشاد الذي انبثق عن الإحسان؛ لم تخفَ تلك العلاقة الوثيقة ولم يخفَ إعجاب قيادات جمعية الإحسان وحزب الرشاد بـ”محمد بن سرور زين العابدين” بل كانت واضحة وجلية في كتبهم وأطروحاتهم وأدبياتهم، وقد حكم الباحثون والمدققون والمحققون من أول وهلة أنّ حزب الرشاد سّروري الفكر والتنظيم، وقد كتبتُ مقالاً خاصًا بتنظيم السّرورية على صحيفة اليوم الثامن، يمكن الرجوع إليهٍ، وقد ظهر رئيس الحزب العامري، والأمين العام الحميقاني مع محمد بن سرور في صور تُظهر مدى إعجابهم وتبعيتهم وتعظيمهم لشخصية محمد بن سرور.

كما أكد الشيخ هاني بن بريك -نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- في تغريدة لهُ أنّ حزب الرشاد حزبٌ سروري قطبي قائلاً : ” حزب التجمع -الإصلاح- هو الفرع الرئيس للتنظيم الدولي للإخونج في اليمن، والفرع الثاني هو حزب الرشاد السروري القطبي لكل منهما دور مرسوم.. العقيدة واحدة تكفيرية يتخادمون في تنفيذ أجندات التنظيم الدولي. بيانهما الأخير ووضع المؤتمر بين التجمع والرشاد ومن بعد بقية الأحزاب مجرد ديكور للمشهد”. ولم يكن هذا الحكم من الشيخ هاني عن مكايدة سياسية -كما يزعم البعض- إنّما عن خبرة لأكثر من ثلاثين عام بجماعة “الإخوان المسلمين” وما تفرخ عنها.

❐ حزب الرشاد .. والإرهاب !

١/ ومن أول وهلة لحزب الرشاد ظهر عبدالوهاب الحميقاني-الأمين العام للحزب- في مؤتمر صحفي عام 2012م بعد التأسيس بفترة قصيرة، ومعه رئيس الحزب العامري، وبعض القيادات في حزب الرشاد، دعى من خلال هذا المؤتمر الصحفي الدولة والعالم للحوار مع القاعدة ما أسماهم بــ(أنصار الشريعة) في الوقت الذي كان التنظيم يعبث في الجنوب تكفيراً وتفجيراً ، وترويعاً وتهديداً !

صنفت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2013م الحميقاني على لائحة «داعمي الإرهاب» متهمةً إياه بنصرة تنظيم القاعدة، وبعدها قامت كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بضم اسم الحميقاني على قائمة الإرهاب؛ بتهمة دعم تنظيم القاعدة.

٢/ وأما رئيس حزب الرشاد محمد موسى العامري قام بتأليف كتاب ينتقد فيهِ الشيخ مقبل الوادعي موسوماً بــ”الشيخ مقبل الوادعي دراسة ونقد” مدح فيهِ رؤوس الإرهاب والتكفير ودافع عنهم أمثال : ( أسامة بن لادن – أبو الأعلى المودودي – حسن البنا – سيد قطب – عبد المجيد الزنداني – يوسف القرضاوي – محمد سرور – عبد الرحمن عبد الخالق – محمد قطب – عبد المجيد الريمي والذي انضم مؤخرًا لداعش! – صلاح الصاوي – أبو غده – عبد الله صعتر – عبد الله عزام – سلمان العودة – سفر الحوالي)، كتابٌ حينما تقرأه تتذكر المثال العربي القائل: “وما أقبح من الشي إلا من يدافع عنه” !

وكما قال المتنبي :
“إذا كان رب البيت بالدف ضارباً .. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص”
فإذا كان هذا رئيس الحزب يدافعُ عن رؤوس الإرهاب والتكفير أمثال “أسامة بن لادن” فكيف بمن دونهُ في الحزب ؟!

٣/ولا يخفى على أحدٍ مدى إعجاب قيادات حزب الرشاد بمنظري الجماعات الإرهابية أمثال سيد قطب وعبدالله عزام والترابي؛ فلا يكاد يخلو مقال لهم إلا و فيه مدح لأحد هولاءِ.

لذلك ولغيرهِ قد سُجنت العديد من قيادات حزب الرشاد السجن في المملكة العربية السعودية بتهم تتعلق بالإرهاب، حيث يؤكد الصحفي السعودي علي عريشي “أنّ كلًا من العامري-رئيس حزب الرشاد- والحميقاني-الأمين العام لـحزب الرشاد- ومحمد عيضة شبيبة-القيادي في حزب الرشاد- سجنوا في السعودية بتهمةِ الإرهاب”.

❐ حزب الرشاد .. والحوثي !

صرحَ حسن الزومي -رئيس الدائرة السياسية في حزب الرشاد- في لقاءٍ على قناة رشد أنّ الحوثي إذا فرض نفسهُ على الواقع فهم سيعترفون بهِ، ولن يواجهونهُ ، وسيتعاملون معه كواقع حاكم للبلاد !

-والحقيقة أنّ الحزب حاول أنّ يتذاكى، فقد جعل لهُ طرف عند الحوثي بقيادة محمد طاهر أنعم -عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد- معترفًا بالحوثي مناصرًا لهم مشغباً على التحالف، بينما قيادات الحزب الآخرين في الشرعية ويُقدموا أنفسهم على أنهم مناصرين لتحالف !

والعجيب أنّ محمد طاهر أنعم القيادي في الرشاد هو صديقٌ حميم لعبدالمجيد الريمي القيادي الأمير في داعش، كما أنّهُ -الأنعم- قريب من الإخواني السعودي سلمان العودة، وقد كان الأنعم قيادي بارز في ثورة 2011م وأحد خطباء ساحة التغيير في تعز.

وهكذا رئيس حزب الرشاد في محافظة الجوف ‏”‎مسفر شافعه” يعلن انشقاقه عن الشرعية، ويعود إلى ‎صفوف المليشيا في صنعاء !

وكما قلناها في حزبِ الإصلاح الإخواني، نقولها في حزب الرشاد السّروري القطبي، هاتِ لي نصرًا حققهُ هذا الحزب، ولك بقرة بجناحين تطير .. إنما هو حزبٌ فرختهُ “جماعة الإخوان المسلمين” لتبادل الأدوار تحت مُسمى وآخر؛ يدعمون القاعدة ويروجون للحوار معها بشكل رسمي، وفي المقابل تجد بعضهم في صف الحوثي، والآخر مع الشرعية.

همُ أسدٌ عليّ مع الإرهاب في الجنوب، نعامةٌ على الحوثي في الحروب ! حقاً إنَّ مخازي الإخوان والسّرورية في اليمن لا حصر لها؛ وما عسى أنَّ يفرّخ لنا أيتام وأفراخ قطباً وعزام غير التكفير والتفجير؟! وللحديث بقية.

Author

CATEGORIES