متحورات عاصفة الحزم

يبتأس اليمانون على رأس كل إعلان جديد يعلن لعاصفة الحزم، فلا شعاع أمل يلوح في الأفق إلى هذه اللحظة سوى وميض الحرب والحرب فقط…نفرٌ قليل أصمّوا أذان العالم بصراخهِم وتوسلاتهِم وما إن تمكّنوا حتى وزّعوا بالبارود رائحة الدماء على كل مكان وزاوية، وكلًا صار يتبرّى منهم ومن ذميم افعالهم واقوالهم ..إحاطة للمبعوثين الدولين يتبعها الإحاطة، ولا مجال للمزايدة، شجب ـ إدانات واستنكار ـ محاضر ومحاضر تمتلئ بها رفوف هيئة مجلس الأمن والأمم المتحدة، والمجال مفتوح للمزيد.

وكل مبادرة استبانت مثالبها تدور في نفس مُنجز دورة الأعصار لعاصفة الحزم، بلد صار محطٌم يقبع في ذيل القائمة، فلا مكان لحيّهِ بين الأحياء إلا كُتب عليه أن يعيش مدفونًا كالأموات.

سبع سنينٍ عجاف، قلبت موازين المعادلة من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، لتنزع عنهم آخر رقم من أرقام الطُهر والعفاف، عاصمتان لما يقال لها بلد الأيمان واليمن السعيد، واحدة مجهولة في قلب الطوفان وآخرى تعتصم بجبل المعصية…ولا من يقرّبنا من بلوغ صِراط النهاية لنُبصر ما سنؤول إليه من جزاء الثواب والعقاب.

من قدّر نهاية الربيع اليمني على يد الحوثين أساء في التقديّر إيما إساءة ولم يتقن الهدف بالتحديد، قد قصف بقوة ونصّف اليمانيون نصفين.. نصف يعيش خراب الهداية والآخر يقبع في ظلال الغواية.. في الأثر القبلي لليمن وجدنا ما يشير إلى: “إن الدم لا يورّث إلا الدم”، وفقاً لهذا المدلول: الحكم بالعذاب وبالسجن المؤبّد كما يبدو هو الطريق المأمّل لليمنين أن يلزموه طويلًا.

فالنيّة السليمة من الحرب سيئة للغاية والفعل الصريح لوجه الله إلى الآن لم يحن تحرره من قيد العبادة بعد، فهو إما معتمرًا يطوف بالعبارة المنمّقة لتحالف دعم الشرعية” او معتكفًًا في لغة الإشارة لمجلس الأمن.

أعطيك مشابهة: (دوكني شت ) يعد في نظر المحبطين من حوله فارس قوي يقارع بسيّفه الأعداء وكل ليلة يخرج فيها للقتال يقطف الف رأسٍ من رؤوس الغزاة، والحقيقة تُكتشف عند كل صباح، كأن شيئ لم يكن من ذلك القبيل، فطواحين الهواء هي المرجّح من ينازلها دونكي بالإنابة عن الأعداء.

سبع عشر دولة هبّت لنجدتنا، ودولتين هي من مزّقت خِدر الانقلابين، وبقيت حانب فيه بجانب الشرعية تقاتلهم، استهانت فيهم ووصفتهم في بداية الأمر صغار فصبرت عليهم إلا أن كبروا وصاروا راشدين يتقنون بكفائة عالية إستعمال المسيّرات وإطلاق الصورايخ البلاستيية بدقّة، لتحشد تستعجل القضاء عليهم…عاصفة الحزم ـ عاصفة الأمل ثم أخيرًا حرية اليمن السعيد، تعددت المتحوّرات والنسب واحد.

بإطالة أمد الحرب كل مدّة السنوات هذه، وبصمود الحوثين قاتلين ومقتولين يعدُ في نظر كل ذي عقل نذير شؤم، فهناك من يحكم عليهم بضرورة الفناء إلّا أن يضعوا السلاح جانبًا، وآخر يتراخى ويعتدّل في المسألة قليلًا معهم، ولمن لم يدرك قوانين الخِداع المتطوّرة والحديثة كيف اصبحت تجري اليوم؟ فعليه أن يتعلّمها مع كل ميلاد إعلان سفك دماء تحدث بالجمله بحق الحوثين وتنشره باستمرار وعلى كل مساء وصباح قنوات الاخبار العربية والعالمية كشهادة اعتراف ضمني بهم.

Author

CATEGORIES