شعب المعجزات والصمود الأسطوري

شعب المعجزات والصمود الأسطوري

كتب – قاسم جبران الحصني

في حالة فريدة من نوعها بل ونادرة وإستثنائية لم تحدث قط في التاريخ ولم تدونها سجلاته ولم ولن يشهدها زمان أو مكان على وجه المعمورة مهما تعاقبت الاجيال.

حالة لن تتكرر ولن يجد مثيلها لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً الى قيام الساعة ، نعم هي حالة شعب الجنوب فقط شعب المعجزات وحكاية صموده الاسطوري بوجه المؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية التي تستهدف الارض والانسان جنوباً.

حكاية لن تسعها كل كتب ومعاجم  وقواميس الدنياء وسيتوه وينفذ مداد البحر في مقدمة سطورها ، وقبل ان يسرد تفاصيل احداثها سيجف وينتهي وهو لم يكتب شيء بعد .

فمن المتعارف عليه ان الشعوب الحرة تثور وتنتفض على الظلم والطغيان لكن سرعان مايحتوي ثورتها المتسلقون ويحرف بوصلة قافلة سيرها باتجاه تحقيق هدف فرد او حزب او جماعة او مصالح قوى دولية لتخمد بعدها وتنتهي إلا في ثورة شعب الجنوب التي شذت عن القاعدة وصارت كالشجرة التي تسقط رياح خريفها أوراق مشاريع الأحزاب والأفراد والجماعات والقوى الاستعمارية الدولية الهشة فتبقى على ورقة مشروع الشعب القوية فقط .

لقد سجل شعب الجنوب مع مشاريع الإحتلال على مر التاريخ صمود اسطوري ووقف بوجهها كالطود الشامخ فاسقطها جميعها مشروع تلو الاخر والتي كان للإحتلال اليمني وداعميه من قوى الاستعمار والمصالح والنفوذ الدولية نصيب الأسد من الظلم والطغيان والجبروت والتغطرس ضد الأرض والانسان جنوباً بوصفه ابشع واقذر إحتلال عرفه الجنوب على مر التاريخ سعى بكل وسائله القذرة الى ابادة الحرث والنسل الجنوبي وتغيير ديموجرافية الأرض والسكان وطمس هوية الجنوب العربي ومصادرة إرثه السياسي والتاريخي والحضاري لأمتلاك الجنوب للأبد .

هذا وكانت الحرب الاخيرة على الجنوب أرض وانسان من قبل الإحتلال اليمني وحلفائه الدوليين خير شاهد ودليل وهي الأبشع والأقذر والأسوأ على الإطلاق على مر التاريخ استخدم فيها المحتلون ومموليهم اقذر الوسائل الممكنة لإجبار واخضاع وتركيع الشعب للقبول بمشاريع الاستعمار والتي ترتقي لتكون جرائم ضد الانسانية يعاقب عليها القانون ولن تسقط بالتقادم نذكر منها مايلي :

  1. حرب بعشرات الألوية العسكرية المنتشرة داخل المدن والمحافظات الجنوبية.
  2. حرب اعلامية بجميع القنوات الفضائية الكبيرة وجميع مواقع التواصل والصحف.
  3. تجنيد كل التنظيمات الارهابية بالتفجيرات والاغتيالات بالداخل.
  4. ضخ ملايين الدولارات لشراء الذمم ولأغراء ضعفاء النفوس.
  5. اغتيال اهم الكوادر واشجع الرموز من القاده والافراد.
  6. زرعوا مئات الافراد المخابراتيه بين أوساط المقاومين بالميدان.
  7. سحبوا أهم واكبر القيادات المركزيه للخارج.
  8. قطعوا امدادات الوقود.
  9. قطعوا الكهربا والمياه.
  10. قطعوا رواتب الجنود وموظفي المؤسسات الخدميه.
  11. منعوا تزويد  المستشفيات بوسائل الوقايه من وباء كورونا وعدم قبول المرضى للعلاج.
  12. رفعوا اسعار صرف العملة.
  13. سمحوا للتجار برفع اسعار المواد الغذائيه والادويه.
  14. فتحوا عدة جبهات عسكريه بالحدود مع الحوثي.
  15. حولوا قوات الشرعية من بعض تلك الجبهات الى داخل المحافظات الجنوبيه المحررة لقتال الجنوبيين.
    وووو….. الخ.

ورغم تفنن الأعداء وداعميهم باختراع وابتكار شتى الوسائل القذرة والممكنة لاخضاع وتركيع شعب الجنوب لثنيه عن التنازل عن هدف الاستقلال واجباره على القبول بمشاريع الترقيع الاحتلالية الا انه رغم ذلك لم يستسلم ولم يرفع الرأية البيضاء ولم يزده ذلك إلا قوة وعزيمة واصرار وتصميما” على بلوغ هدف الاستقلال مهما كلفه ذلك من ثمن وتضحيات فسجل يا تاريخ وأشهد يازمان.

Author

CATEGORIES