رسالة هامة لابناء الجنوب عامة وحضرموت خاصة

ما يجري اليوم من توتر في حضرموت وبعض المحافظات الجنوبية ليس حدثًا عابرًا، بل فتنة خطيرة نجح خصوم الجنوب – من نخب وأحزاب وجماعات إرهابية يمنية – في إشعالها.
استطاعوا حرف مسار الصراع من مواجهة بين الجنوب وأعدائه، إلى مواجهة عبثية بين أبناء الجنوب أنفسهم، وصناعة مشهد مضلل يوحي بوجود “طرف حضرمي” و“طرف جنوبي”، فيما يغضّ الجميع الطرف عن الخطر الحقيقي الممتد من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
لقد أراد هؤلاء حرف بوصلة الوعي عن العدو المتربص في الوادي والصحراء وعلى حدود الجنوب مع العربية اليمنية، وللأسف انساق بعض الصحفيين والكتّاب الجنوبيين نحو مهاترات مناطقية تخدم الخصوم، لا الجنوب.
ومن هنا، فإن رسالتي إليهم وإلى كل صاحب رأي ومسؤولية، تتلخص في الآتي:
*1. وقف المهاترات الإعلامية فورًا*
والابتعاد عن السبّ والقذف لأي جنوبي – سواء كان من المجلس الانتقالي أو من قيادة حلف حضرموت – وتوحيد الخطاب نحو العدو الحقيقي وفق اتفاق الرياض، الذي نصّ على خروج القوات الشمالية من الوادي والصحراء.
*2. دعوة الشيخ عمرو بن حبريش لعقد لقاء جامع*
يضم قيادة المنطقة العسكرية الثانية، والسلطة المحلية، وقيادة النخبة الحضرمية، وقادة التحالف، لوضع مسار موحّد لأبناء حضرموت، ومعالجة أي توتر، وإعطاء كل طرف مكانته المستحقة بما يحفظ وحدة الصف.
*3. تهدئة الأجواء وتجنب أي صدام جنوبي–جنوبي*
فكل مواجهة داخلية تخدم الحوثيين وحزب الإصلاح، اللذين يترقبان فرصة للانقضاض على الجميع. يجب توجيه الجهود العسكرية نحو تحرير الوادي والصحراء وتسليمها لأبناء حضرموت ممثلين بالنخبة الحضرمية.
*4. دمج قوة “حماية حضرموت” ضمن القوات الجنوبية*
وتوحيد الجهود تحت قيادة حضرمية لإدارة محافظتهم أمنيًا وإداريًا بما يضمن الاستقرار.
*5. الاعتراف بأن الجميع ارتكب أخطاء*
سواء المجلس الانتقالي أو حلف حضرموت؛ إذ كان بالإمكان احتواء الأزمة مبكرًا، لكن غياب التنسيق وترك الأمور تتفاقم أوصلنا إلى هذا المنعطف. اليوم أصبح لزامًا على الجميع تدارك الوضع بحكمة لضمان تجنّب المحافظة أي صدام داخلي.
6. *مناشدة الشيخ عمرو بن علي بن أحمد بن حبريش* والمشايخ والوجهاء
لتحكيم العقل،فعدو حضرموت الذي جثم على صدرها أكثر من 30 عامًا نهب ثرواتها واستهدف رموزها، ولن يكون أكثر رحمة بمن يفرح لهم اليوم. من اغتال المقدمين علي وسعد بن حبريش لن يتردد في استهداف غيرهم غدًا، والتاريخ لا يرحم.
7. *دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تغليب الحكمة*
وعدم تأجيج الموقف، وإعادة تقييم الحسابات؛ فكل “نصر” في مواجهة جنوبية–جنوبية هو هزيمة جماعية. لتكن حضرموت في مكانها الطبيعي إلى جانب الجنوب، ولِيُمنح أبناؤها حرية اتخاذ ما يرونه مناسبًا في إطار وحدة الهدف والمصير.
والله من وراء القصد… اللهم هل بلّغت؟ اللهم فاشهد.
الكاتب والمؤرخ:
*رويس صالح ناصر العلوي*




