تفاصيل التوتر العسكري بين قوات العمالقة الجنوبية وقوات درع الوطن في الصبيحة.. الخلفيات والمآلات

تفاصيل التوتر العسكري بين قوات العمالقة الجنوبية وقوات درع الوطن في الصبيحة.. الخلفيات والمآلات

يُعد الشريط الساحلي الغربي الممتد من نقطة مشهور غرب العاصمة عدن وصولًا إلى جزيرة ميون على الساحل الغربي في منطقة الصبيحة من أهم المنافذ البحرية في الجنوب، نظرًا لكونه أحد أبرز الممرات التي تنشط فيها عمليات التهريب غير المشروعة. وقد جعل ذلك منه منطقة تنافس بين قوى عدة تسعى للسيطرة عليه لتأمين طرق التهريب، والتي كانت مليشيات الحوثي المستفيد الأكبر منها في تهريب الأسلحة والممنوعات الأخرى.
كما يكتسب منفذ رأس العارة أهمية خاصة كونه أحد المنافذ البحرية غير الخاضعة بشكل مباشر لسلطة الدولة.

في هذا السياق، أطلقت قوات العمالقة الجنوبية بقيادة العميد حمدي شكري حملة أمنية شاملة لفرض النظام والاستقرار في مناطق الصبيحة، بدءًا من مديرية طور الباحة وصولًا إلى مديرية المضاربة ورأس العارة الساحلية، لمكافحة ظاهرة التهريب وتأمين الساحل. وبموجب توجيهات رئاسية، شاركت في الحملة قوات من درع الوطن التي تم تشكيلها بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، إلى جانب وحدات من اللواء الثاني عمالقة جنوبية، في مهمة مشتركة لضبط الأمن ومحاربة التهريب في مناطق الصبيحة والمضاربة ورأس العارة.

وقد حققت الحملة خلال الفترة الماضية نجاحات بارزة تمثلت في ضبط العديد من شحنات التهريب وتفكيك شبكات تهريب مرتبطة بمليشيات الحوثي، إلى جانب مصادرة كميات من الأسلحة والمخدرات. وتم تنفيذ تلك العمليات بتنسيق ميداني محكم بين قوات العمالقة الجنوبية وبعض وحدات درع الوطن بقيادة العميد بشير المضربي.

إلا أن التفاهمات الميدانية بين الجانبين شهدت توترًا مؤخرًا، بعد حادثة ضبط إحدى وحدات درع الوطن سفينة تحمل أسلحة مهربة. وبحسب مصادر الجريدة بوست، حاولت تلك الوحدات الاستحواذ على الشحنة لصالحها دون تسليمها للجهات المختصة كما جرى في الحالات السابقة، الأمر الذي فُسّر من قبل قوات العمالقة بأنه محاولة لتجاوز صلاحيات الحملة الأمنية.

هذا التطور أدى إلى احتدام التوتر بين الطرفين، ودفع قوات العمالقة إلى إرسال تعزيزات عسكرية عقب تحركات وانتشار قوات درع الوطن خارج نطاق معسكراتها المعتمدة في المنطقة. ومع تصاعد الخلاف، أكدت مصادر محلية أن قوات درع الوطن انسحبت من الحملة الأمنية وسحبت عناصرها من النقاط والمواقع التي كانت تنتشر فيها، وعادت إلى معسكراتها في الصبيحة، بناءً على توجيهات من رئاسة مجلس القيادة الرئاسي، وفق بيان رسمي صادر عن قيادة درع الوطن.

في المقابل، تولت قوات العمالقة الجنوبية بالتنسيق مع قوات الحزام الأمني للصبيحة مهام الانتشار واستلام المواقع التي أخلتها قوات درع الوطن، لضمان استمرار تنفيذ الخطة الأمنية في المنطقة.

ويواصل العميد حمدي شكري قيادة الحملة الأمنية بتوجيهات من القيادة العليا للقوات المسلحة الجنوبية، ممثلة بالرئيس اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائبه اللواء عبدالرحمن المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي والقائد العام لألوية العمالقة الجنوبية. وقد نجحت هذه الجهود خلال العامين الماضيين في تقليص عمليات التهريب وضبط العديد من شحنات الأسلحة الموجهة إلى مليشيات الحوثي، ما جعل من الصبيحة نموذجًا بارزًا في استعادة الأمن وضبط السواحل الجنوبية.

Author

CATEGORIES