العمل على المشهد السياسي

كتب/ نصر هرهره

في المشهد السياسي لمنطقتنا اليوم يمكن ملاحظة تعدد المشاريع وتداخلها، ليس ذلك فحسب، بل إن التحديات والبرامج في إطار كل مشروع لا تخلو من التباينات والارتباطات داخل المنظومات السياسية الرسمية وخارجها مما يجعلها أكثر تركيبا وتعقيدا ،وبالتالي فإن تحقيق أهدافك تتطلب قدرات فائقة في فهم وتشخيص المشهد بدقة حتى تستطيع أن تسلك الطريق السليم دون أن توقع في متاهة الطريق ويضيع منك الجهد والوقت وتحدث التطورات الجديدة في المشهد وتضطر إلى العودة إلى نقطة البداية لتحلل المشهد وتحاول تلمس طريقا جديدة في ظل المتغيرات على المشهد السياسي، لأن السياسة كالرمال المتحركة والمواقف فيها ليست ثابتة مثل تلك القيم والمبادئ التي تتمسك فيها بالفطرة وبطبيعتنا الإنسانية فإن السياسة في الأساس هي إدارة المصالح وتلك المصالح منها المتغير والثابت مثلا موقعنا المتميز على باب المندب وخليج عدن والحدود البحرية الطويلة لبلدنا هو موقع ثابت لكن أهميته عند ترتيب الأولويات للدول يعد متغيرا في إطار الدولة الواحدة ومن دولة إلى أخرى كما إن مصالح الآخرين في امتلاكنا لمكامن القوة السياسية والعسكرية هي متغيرة وفقا للظروف السياسية الناشئة في الزمان والمكان، لهذا يجب علينا أن نمتلك عيون الصقر عند النظر إلى المستقبل والى تلك المتغيرات ، كما أن مصالح الآخرين لدينا يتم مقارنتها دائما بمصالحهم مع دول الإقليم ، وبالتالي يتم ترجيح تلك المصالح الأكثر حيوية بالنسبة لهم ويمكن أن تأتي مصالحهم لدينا عند ترتيب اولوياتهم في اخر السلم، لهذا فإن علينا أن ندرك أن هناك مصالح كبرى وخصوصا عند دول الجوار ولها تأثير حتى على القرار الدولي ناهيك عن القرار في منطقة الشرق الأوسط وقد تقدمت المملكة العربية السعودية كثيرا في تأثيرها على صناعة القرار وخصوصا في منطقتنا بل وتتعداها إلى مناطق أبعد، فهي اليوم بوابة العالم إلى الشرف الأوسط ويجب أن تمر كل السياسات والقرارات الحاسمة عبر هذه البوابة، وبما يتفق ومصالح العالم والمملكة ونحن في صلب هذا الواقع وعلينا أن ندرك مصالح تلك الدول حتى يمكننا أن ندلف إلى تلك البوابة ، فالرؤية واضحة ..علينا أن لانقفز على واقعنا المحيط بنا والمؤثر بقوته وقراراته في العالم وهو الأكثر تأثيرا.

Author

CATEGORIES