معركة الجنوب تدخل فصلها الأخير ضد الإرهاب وداعميه

كتب/ صالح شائف

ليس لدى الجنوب من خيار اليوم غير شحذ الهمم وشد العزائم؛ وتوحيد صفوف المدافعين عن قضيته ومستقبله وعلى مختلف الميادين والجبهات؛ وطنيا وسياسيا وشعبيا؛ عسكريا وأمنيا؛ إعلاميا وثقافيا وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني.

على أن يترجم ذلك بمزيد من الشعور بالمسؤولية الوطنية؛ وبالأفعال الجادة والملموسة والتي تنعكس بالضرورة كحقائق ونتائج مثمرة يعيشها شعبنا واقعا.

لا أن تبقى بعض الخطوات – وقد تكون إجرائية أكثر منها سياسية – مجرد تمنيات وشعارات مهما كان صدقها ونبلها؛ لأنها بذلك تتوقف عمليا عند حسن النوايا؛ وهذا أمر معيب بحق الجميع وغير مقبول وطنيا.

فمعركة الجنوب اليوم تدخل مرحلة جديدة وحاسمة وخطيرة في نفس الوقت؛ إنها معركة الفصل الأخير من كفاحه ضد الإرهاب؛ ومع القوى المعادية لحقه المشروع في استعادة دولته المستقلة.

والتي أصبحت تجاهر وعلنا بتنسيقها وتكامل وتناغم الأدوار فيما بينها؛ تخطيطا وتنفيذا وبآليات سياسية وإعلامية وغيرها؛ ولا تخفي ذلك غير بعض القوى المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي؛ وإن كان أمرها مفضوحا بل ويمثل أخطر الأدوار في هذه المرحلة.

فقد بات دعمها وتبنيها للجماعات الإرهابية مكشوفا تماما؛ وهي أساسا من صنعها ( تاريخيا )؛ وهي أيضا من زرعتها ووجه نشاطها الإجرامي نحو الجنوب منذ تسعينيات القرن الماضي؛ بل وكانت ضمن قوام قواتها المعتدية على الجنوب في كل حروبها العدوانية منذ عام 1994؛ عندما تم الغزو الأول للجنوب واحتلاله في ذلك العام

ولعل العامل الحاسم يكمن اليوم بحث الخطى من قبل كل القوى والأطراف الوطنية المخلصة والمؤمنة حقا وفعلا بحق الجنوب في استعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ لتوحيد صفها ورؤيتها وموقفها الوطني.

وهو الهدف الذي يناضل من أجله ويتبناه بوضوح وثبات المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وتشترك معه في ذات الهدف قوى وأطراف جنوبية أخرى كذلك؛ وهو الذي أقره أيضا اللقاء التشاوري وتضمنه الميثاق الوطني الجنوبي؛ والذي وقع عليه أكثر من 37 مكونا وطنيا جنوبيا.

فالأوضاع تتطلب من الجميع التفاهم والتوافق والشروع وبصورة لا تقبل التأجيل للبدء بعملية التحضير لعقد مؤتمر وطني جنوبي عام؛ – أو أية صيغة أخرى يتفق عليها – يتم في إطاره التوافق والإقرار بالرؤية الوطنية المشتركة لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية.

وعلى رأسها وفي مقدمتها حقه باستعادة دولته وسيادته على أرضه؛ وبالخطوات والتدابير والوسائل المناسبة لتحقيق هذا الهدف؛ وما عدا ذلك يمكن تجاوزه والتفاهم حوله بمزيد من الحوارات والتفاهمات؛ وبما يخدم مصالح الجنوب العليا حاضرا ومستقبلا.

Author

CATEGORIES