خديعة المواطنة المتساوية التي تريد تمريرها هيئة التشاور والمصالحة

على الرغم من هول الحيرة التي صدمت الكثير من مناضلي شعبنا الجنوبي من خلال ما تضمنته كلمة الأخ العزيز محمد الغيثي رئيس هيئة ما تسمى بالتشاور والمصالحة وخصوصا تلك العبارات التي أثارت في نفوسنا ومشاعرنا موجة من الاستشعار بخديعة ما جاء في ذلك البيان المعبر عن وجهة نظر الغلبة الأشقاء اليمنيين القابضين على تلابيب المطابخ الخاصة بوضع جداول لاجتماعات والمتحكمين كما يبدو بصياغة النتائج والتوصيات.
صحيح أن الوثائق التي تم مناقشتها لم تقر بعد كما ذكر الأخ المناضل محمد الغيثي ، ٱلا أن عبارة ( المواطنة المتساوية) الواردة في تلك الوثائق المطبوخة في مطبخ ما وراء المحيطات تعد من وجهة نظري من أخطر العبارات لما لها من أبعاد مستقبلية وعواقب سياسية واقتصادية واجتماعية على شعب الجنوب العربي أرضا وإنسانا، فالمقصود بها ومنها في ٱن معا، هو أن أراضي محافظات الجنوب العربي ومدنها ومناطق تجمعاتها السكانتة عبارة عن أرض مباحة للأشقاء اليمنيين ( الجمهورية العربية اليمنية)، وأن ما تحدث من عمليات النزوح السياسي غير المبررة والمخطط لها، ومن مظاهر الإستيطان الهادف بأبعادها الكارثة إلى خطورة التغيير الديمغرافي سوف تكون نتائجها وخيمة، وجميعنا يدرك ويعلم ما هي عواقب ذلك الخطر من التغيير السكاني في محافظات الجنوب العربي مستقبلا.
وهنا أسمحوا لي أن أذكر الرأي العام الجنوبي بصفة عامة وقيادة مجلسنا الانتقالي ومنهم ممثليه في لجنة أو هيئة المصالحة والشراكة (الخديعة) بصفة خاصة، ما قاله زعماء جريمة احتلال واجتياح محافظات الجنوب بعد عام 1994م الدموية، ومنهم زعماء حزب التطرف الديني الأخواني ( التجمع اليمني للإرهاب) محمد الأنسي وعبد المجيد الزنداني ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبد الكريم الارياني وغيرهم، على أن إحكام سيطرتهم على أراضي الجنوب العربي والاستيلاء على خيراتها ومواردها يتمثل بعملية التغيير الديمغرافي من خلال عمليتي النزوح والاستيطان والتزاوج والبيع والشراء للأراضي الخصبة زراعيا وعلى الموارد الاقتصادية مع ضرورة اتباع سياسة الافقار والتجويع والتهميش والإقصاء لأبناء شعب الجنوب العربي.
نعم هكذا رسموا خططهم وبرامجهم الاستيطانية بحيث يكون نسبة سكان الجمهورية العربية اليمنية في محافظات الجنوب عام 2025م حوالي 35% وفي عام 2030 تصل نسبتهم إلى 45% وفي عام 2040 تكون نسبتهم أكثر من 55%.
ولكم أيها الجنوبيين الأحرار أن تتخيلوا كم هي نسبتكم ونسبتهم اليوم فقط في مدينة عدن عاصمة الجنوب العربي السياسية؟ وكم هي نسبة المستوطنين من مواطني الجمهورية العربية اليمنية في محافظة المهرة ومديريات وأدي حضرموت على وجه الخصوص؟ وكم تتوقعوا نسبتكم في عام 2050م؟.
لذلك فأنني شخصيا ومن واقع معايشتي مثلكم أيها المناضلون الجنوبيون ومن خلال متابعتي لما تخطط له مراكز القوى اليمنية الاحتلالية من عمليتي النزوح والاستيطان يحتم علينا جميعا أن نستشعر بالخطر القادم إذا لم نمارس حقنا المشروع إنسانيا واجتماعيا وبموجب التشريعات القانونية الدولية، في مواجهة الخفايا المقصودة من وراء عملية ( المواطنة المتساوية) التي إذا لا سمح الله تم تمريرها والمصادقة عليها سوف نكون ضحية أنفسنا اليوم وسيدفع ثمن تخاذلنا وتجاهلنا لمؤشرات خديعة أحفادنا واجيالنا من مواطني محافظات الجنوب العربي جيلا بعد جيل.
اللهم أني بلغت اللهم فأشهد فأنت وحدك خير الشاهدين.
بقلم الدكتور / حسين مثنى العاقل
عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي.




